الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ضعف الثقافة وقلة الإنتاج الفكري العربي : سبب ضعف الترجمة من العربية للغات الأجنبية الأخرى ؟!!

محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)

2019 / 11 / 14
التربية والتعليم والبحث العلمي




خصصت مجلتنا الغراء "المجلة العربية" ملف عددها 451 –شعبان 1435هـ، لموضوع يجمع الثلاثة أزمنة في آن واحد الماضي والحاضر والمستقبل، فالترجمة وأدواتها اللغوية تستحضر لحظات الزمن الثلاث في لحظة واحدة فضلاً عن تداخل وتشابك أنواع من الزمن يصعب الفصل بينها مثل الزمن الوجودي والميقاتي والوجداني ، اللغة مرآة الثقافة ووعاء جميع النشاطات الثقافية ، ولا يمكن للغة العيش بمعزل عن الثقافة ، فاللغة كائن حي يولد وينمو ويكبر ويبدع ويبتكر ويشيخ ولكنه لا يموت كما باقي الكائنات والمخلوقات الأخرى التي خلقها وأوجدها المولى عز وجل ، بل هي كالروح ، فالأشياء والأجساد تبلى وتموت وتتحلل، ولكن تظل النفس والروح موجودة ، لذا فالثقافة والفكر المترجم للغة تعيش في الطبيعية وما وراءها ، فحتى كلام الناس غير مدون وأصواتهم لم تذهب سدى ؛ وكان عنوانه موفق للغاية "الترجمة..والثقافة الغائب"، وقدم للملف رئيس التحرير أستاذنا الدكتور/عبدالله الحاج، في الافتتاحية بمقال تحت عنوان "الترجمة مرة أخرى"، متناولا عرضا للدراسة التي قامت بها "ترانس يوروبينس"عن حالة الترجمة في منطقة البحر المتوسط خلال آخر عشرة سنوات من القرن العشرين وأول عشرة سنوات من القرن الحادي والعشرين ، أي ما بين عامي 1990-2010م. وقد ركز التقرير على حركة الترجمة من العربية إلى 18 لغة أجنبية أوروبية؛ وقد بلغ عدد الكتب المترجمة من العربية خلال العقدين نحو 310 كتب فقط، أي بمتوسط 15.5 كتب سنوياً، ولكن لم تكن النسبة تسير على هذا الشكل بل كان متوسط عدد الكتب المترجمة من العربية في السنوات الأولى من عقد 1990م نحو 8 كتب في السنة، تزايد هذا العدد في عقد 2000م بين 10 إلى 16 كتاباً في السنة، وقد وصل إلى 26 كتاباً في عام 2009م. وقد أرجع التقرير الزيادة في عدد الكتب الترجمة في بداية هذا القرن بسبب الاهتمام الكبير بالعرب والمسلمين بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م. وفي نفس الوقت عزى ضعف الترجمة من العربية لاهتمام عدد محدود جدا من دور النشر بذلك.

صدق أو لا تصدق:
أرقام لها معنى عن الترجمة من العربية للغات الأجنبية!!
• تقرير منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) في مجال الترجمة: أن سُكان الدول العربية الذين يتجاوز عددهم 270 مليون نسمة لا يترجمون سنوياً سوى 475 كتاباً، في حين تترجم إسبانيا التي لا يتجاوز تعداد سكانها 38 مليون نسمة أكثر من 10 آلاف عنوان سنوياً.
• أعداد الكتب العربية التي تترجم إلى لغات أخرى ضئيلة للغاية تعجز عن أن تتحول إلى ظاهرة ثقافة صحية؛ وعن تقرير التنمية الإنسانية العربية فإن متوسط عدد الكتب المترجمة في العالم العربي هو 4.4 كتب لكل مليون مواطن سنوياً، بينما يحظى نصيب كل مليون مواطن في المجر بنحو 519 كتاباً سنوياً، كما يبلغ نصيب كل مليوني إسباني في العام 920 كتاباً.
• رواية "بندقية أبي" الصادرة عام 2003 للروائي والمخرج الكردي العالمي "هينر سليم، تمت ترجمتها حتى الآن إلى أكثر من خمسين لغة، وحققت أعلى المبيعات في كل لغة ترجمت إليها.

ومن أسباب ضعف/إضعاف الترجمة من العربية للغات الأخرى:
• لا كرامة للمترجم عند العرب..ترجمان القرآن أنموذجاً: كتب "خلف سرحان القرشي"، خير شاهد على تهميش العرب للمبدعين قصة الشيخ الهندي المسلم عبدالله يوسف (1872-1953) الذي ترجم القرآن الكريم ثم عاش حياة بائسة في لندن ومات فيها فقيراً معدماً لا يعرفه أحد.
• العرب أوقفوا تطوير لغتهم وأفكارهم: وهذا ما تصل إليه الكاتب "محمد خير بلح"، فيقول لم نستطع إيصال لغتنا إلى العالم لأننا مشغولون بحل المشاكل التي نحن من وضع نفسه داخلها.
• هل معايير الترجمة من العربية قائم على أسس علمية؟: يجيب الكاتب أحمد محمود من مصر، إن سياسة اختيار الأعمال الأدبية العربية المراد ترجمتها ترتبط بمعايير لا علاقة لها بالفكر والأدب.
• الأكثر مبيعاً Best seller: هي الهالة التي تحيط بها بعض دور النشر بعض الكتابات وتبالغ في الدعاية لها وترفعها إلى مقام الكتب الأكثر مبيعاً دون أن تستحق.
• اعتماد الترجمة على الجهد الفردي من بعض المترجمين أو دور النشر.
• ويرى الكاتب السوري إبراهيم حاج عبدي، بأنه لا يمكن الفصل بين الترجمة وبين صناعة الكتاب ذاته.. فليس من المعقول أن نطالب الآخر بالاهتمام بالنص العربي بينما هذا النص محارب ومنبوذ في أرضه.
• تراجعت المملكة المتحدة عن استعمار الدول عسكرياً وبدأت غزو جديد، بنشر اللغة الانجليزية وثقافتها في بقاع العالم، اللغة الإنجليزية عن طريق المعهد الثقافي البريطاني (British Council)، وثقافتها عن طريق قناة بي بي سي العربية (BBC Arabic). وعن المسلسلات المدبلجة، كتبت من اليمن شيماء العبدلله، تضحكني ترجمة المسلسلات، لا يوجد في الوطن العربي تعليم متخصص في الترجمة، والأعمال المترجمة إلى لغتنا العربية لا تخضع للتدقيق.

ولزيادة الترجمة من العربية للغات الأخرى (الحلول):
• كتبت تركية العمري: بأن يدرك المترجم الأدبي إشكالية الترجمة في عدم تماثل اللغات لكنه يؤمن بأن الإنسان هو الإنسان في كل اللغات.
• وتوصل "رائد أنيس الجشي" في مقاله "الترجمة من العربية ثقافة التصدير"، إلى أن الترجمات من العربية ستنتشر حين يعتبر المترجم جزءاً من منظومة وطنية شاملة تتبنى فكرة الترجمة وتدعمها مالياً ومعنوياً.
• ماذا نترجم؟: يخبرنا الكاتب السوري سعيد محمود، بأنه لضمان انتشار الإبداع العربي يجب التركيز على ترجمة ما يلامس الوجدان الإنساني ويكون منطلقاً من بيئته المحلية.
• هل للترجمة أهمية؟: يجيب الباحث د.عصام عبدالله (من أمريكا): ترجمة الإبداع العربي إلى اللغات الأجنبية ضرورة حضارية لأن القوة الناعمة في عصر العولمة أهم بكثير من الجيوش الجرارة أو الحروب الاقتصادية ؛ أصبحت عملية التسويق اليوم معولمة في ظل الشركات العابرة للقوميات فميزانية شركة مثل أمازون تعادل ميزانية مجموعة من الدول الأوروبية والأفريقية. وبرغم من كل هذه الأهمية للترجمة، يرى الكاتب طارق راشد (من الإمارات)، أنه مازال العرب لا يرون في الترجمة ضرورة .. وجهود دور النشر العربية في الترجمة تفتقر إلى خطة وتحيطها الفوضى. وعندما نقرأ الكتب المترجمة إلينا لا نشعر بأنها أكثر تفوقاً من نظيرتها العربية..ولدينا كُتاب عالميون لا يوجد من يدعمهم بشكل مؤسساتي محترف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تبدو النتائج الأولية غير الرسمية للانتخابات العامة البري


.. مراسل الجزيرة يرصد أبرز تصريحات وزير المالية الإسرائيلي سموت




.. بايدن يعترف: لقد أخفقت في المناظرة وكنت متوترا جدا وقضيت ليل


.. استطلاعات رأي: -العمال- يفوز في الانتخابات البريطانية ويخرج




.. أبرز المرشحين الديمقراطيين لخوض انتخابات الرئاسة في حال انسح