الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صابر Sober

محمد عبد القادر الفار
كاتب

(Mohammad Abdel Qader Alfar)

2019 / 11 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


صابر بالانجليزية هو sober

هو شخص يعيش - باختياره او مجبراً- مجرداً من أية مواد تعين دماغه على احتمال العالم. المواد التي تحسن المزاج او تهدئ الأعصاب عن طريق التحكم في السيال العصبي والنواقل العصبية، هي جميعها مواد خاضعة للرقابة controlled substances وليست متاحة للعامة، ويرافق استهلاكها الكثير من العار والshaming. يستثنى من هذا المواد مادة واحدة متاحة دائما هي المشروبات الكحولية، والتي تمسخ مستهلكها ومدمنها إلى فصيلة القرود تقريباً، كونها مادة زبالة وتأثيرها زبالة.

وبالعودة إلى الصابر، فهو رغم معرفته ان التحكم الإيجابي في الجهاز العصبي سيساعده على اكتساب الحكمة واتقان العمل واتخاذ القرارات الصحيحة كونه يوفر له لمحة من الاحساس السرمدي بالزمن، والمتجاوز نسبيا لبعض الشروط التي تفرضها الإنتروبي على الوعي، إلا أنه محروم منها ومضطر لاحتمال خشونة الدماغ الذي يعمل دون معونة، والذي يتفاوت من شخص إلى آخر، لكنه دون معونة يظل ضمن طيف متشنج نسبيا.

إذا فإن الصابر يدرك قيمة هذه المواد ويعتبرها نعمة وليس ممن تنطلي عليهم الدعايات التي تصورها على انها مواد تدمر الجسم وتقود الى الانتحار، خاصة ان مطلقي هذه الدعايات هم متسامحون الى حد ما مع ادخال السموم الى الرئتين عن طريق الزبالة التي تبيعها شركات الدخان، وبالتالي فمصداقيتهم صفر.

المهم ان من تنطلي عليه تلك الدعاية ليس الصابر sober الذي نتحدث عنه. الذي نتحدث عنه يعرف انها نعمة، بل وانها كانت عونا للحكماء والعارفين من أقدم العصور.

وكما أسلفنا فإن الصابر إما مجبر على تركها أو يتركها باختياره. ومن السهل فهم ان يكون مجبرا بالنظر الى انها مواد ممنوعة ويعتبر استهلاكها مشينا، ولكن ما الذي قد يدفعه إلى تركها باختياره وهو يدرك انها نعمة؟ خاصة اذا كانت له مصادر غير مراقبة ولم يكن يخشى العار الزائف؟ السبب هو أن احتمال العالم على التردد العادي الذي يضبط عليه الانسان دون معونة اي شيء هو تمرين ضروري لاختبار القوة، ويمنحه الفرصة لمواجهة وحش اسمه الإنتروبي أعزلا إلا من إيمانه بنفسه وبقلبه. إنه يترك السهولة والنعومة ويتقبل الخشونة والفظاظة كي يطهر نفسه من إثم الراحة. وهو يعلم جيدا أن إعادة تعيير تردد الدماغ recalibration على دوزان أكثر استرخاء هو ممكن بتقنيات اخرى أكثر تعقيدا مثل التأمل والتنفس الصحيح، وإعادة برمجة الاعصاب بالكلمات وعمل rewiring للدماغ عن طريق توجيه التفكير، واستخدام هذه الطرق الاصعب والاقل تأثيرا من المواد المبهجة يشعره بأن مزاجه الجيد (افضل النعم) هو شيء مستحق أو well earned.

ان لسان حال هذا الصابر يشبه الراحل احمد زكي في فيلم هيستيريا:

إن ما قدرتش تضحك ما تدمعش ولا تبكيش
وان ما فضلش معاك غير قلبك اوع تخاف مش حتموت حتعيش


Http://1ofamany.wordpress.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علماء يضعون كاميرات على أسماك قرش النمر في جزر البهاما.. شاه


.. حماس تعلن عودة وفدها إلى القاهرة لاستكمال مباحثات التهدئة بـ




.. مكتب نتنياهو يصيغ خطة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب


.. رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي: الجيش يخوض حربا طويلة وهو عازم




.. مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين