الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التكفير … الطامة الكبرى !

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2019 / 11 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المسلم المسكين محكوم عليه بالاشغال الشاقة المؤبدة مع الشغل والنفاذ منذ اللحظة الأولى السودة التي ولدته أمه وحتى مثواه الاخير ، والبداية عندما يكبِّر والده في اذنه مرتلاً الشهادتين ، والكائن الجديد لايرى لا يسمع وطبعاً لا يتكلم …
وهكذا دخل في الاسلام واصبح مسلماً بكامل وعيه وإرادته وقناعاته ! ثم يُقفَل على عقله بالختم الالاهي لايتلاعب به لا يميناً ولا شمالا فقد تمت مصادرته !
لايخضع لعفو ولا تخفيف للحكم فهي احكام الاهية ثابتة لامناص منها ، ولاتدخلها مثل هذه الترحمات البشرية التافهه التي تنم على وهن وضعف حذَّر منها جل وعلا في الكثير من الايات والسور … فالرحمة والمغفرة والعفو غير موجودة في معجم الاله الرحمن الرحيم القوي العزيز الجبار المتكبر ، وهي صدى القلوب الضعيفة الرهيفة !
ومن يحاول التلاعب او الهروب من هذا المصير سيواجَه بمصير اشد واقسى ، والكل يعرف بأن الله لايمزح في مثل هذه الامور التي قد تهدد عرشه من فوق سبع سماوات طباقا !!
لذلك على كل مسلم ألحذر ألحذر … إقضي مدة محكوميتك في هذه الدنيا الفانية أيها العاق ألجاحد للنعمة ألتي أنزلها ألله عليك بنعمة الاسلام وكفاك بطراً وإحترم نفسك ! والى جهنم وبئس المصير ألذي ينتظرك الى ما بعد الموت ، ولا تتصور بان الامر يقف عند هذا الحد فالسيف الناعم الرحيم اقرب اليك من حبل الوريد إن تجرأت ولعبت بذيلك وحاولت الفرار بجلدك وترك الاسلام !! ……
مرة أخرى ينفرد الاسلام بتشريع لم يسبقه ولم يلحقه دين من الاديان الاخرى … التكفير او الكفر ومنه كافر كلها مرادفات اسلامية مرعبة لم يعرفها العرب من عبدة الاوثان لانهم لم يكونوا بحاجة الى مثل هذه المصطلحات وما يتبعها من قصاص لتمتعهم بما نسميه اليوم بالحرية الدينية ، وليست موجودة بالطبع في كل الاديان السماوية الاخرى والوضعية أيضاً !
التكفير كلمة محفورة في وعي وذاكرة كل مسلم تقريباً على ظهر هذا الكوكب لمردودها التدميري الذي لم ينحصر في المحيط الاسلامي فقط بل أصبحت تعني كل الجنس البشري … فالاسلام يصنف عموم البشر الى مؤمن وكافر ومعسكر ايمان وآخر حرب ، وعلى المؤمن واجب مقدس في قتل وتدمير الكافر حضارةً ونسلاً حتى يرضى عنه الاهه ويدخله الجنة التي وعد المؤمنين المخلصين بها …
وكعادة الاسلام يأتي بالشئ ومن ثم يضع له ضوابط ومحددات يتداخل بها البشري مع ما يسمى بالالاهي وتبرز مخالب وانياب الشيوخ وتتداخل آرائهم واجتهاداتهم وتطفح امراضهم وعقدهم النفسية وكل حسب فهمه لمفهوم الكفر هذا الذي قد يشمل طائفة بأكملها ، واثناء كل ذلك تتساقط الارواح بالالاف من ضحايا اخطاء وغباء هذا وذاك … ويستمر الحال ولا قيمة لارواح البشر مهما كثرت فالخير كثير … مليار ونصف !
كاد نجيب محفوظ ان يذهب ضحيةً لهذا السعار المجنون لولا عناية الاقدار له … لكان حرمونا والبشرية من نتاج فكره الرائع لما تبقى من عمره بين وقوع الحادثة 1995 الى وفاته في 2006 …
هل يعقل أن يحاول إثنين من الاسلاميين الظلاميين إغتيال ايقونة الادب العالمي نجيب محفوظ بتحريض من شيوخ الموت اعداء الحياة بتهمة الردة ، واعتبار روايته اولاد حارتنا تشكل خطراً وجودياً للدين ولمكانة الله في هذا الكون ؟! …
وفي المحاكمة سأل القاضي المتهم الذي قام بالطعن : لماذا حاولت قتل نجيب محفوظ ؟ …
أجاب : لانه كافر وخارج عن الملة …
وكيف عرفت ؟
أجاب : من روايته أولاد حارتنا …
ثم سأله القاضي هل قرأت الرواية ؟
أجاب : لا …
هذا ما يسمى بالجهل او الغباء المقدس ! أي دين وأي إلاه هذا الذي يخاف من رواية !!
إن إصرار الشيوخ ومتشددي الدين على اسقاط الماضي بكل تجلياته السلبية على الحاضر المختلف تماماً قد خلق اشكالية جعلت الانسان المسلم فريسة لإزدواجية يتيه فيها بين الماضي الموغل في التخلف ، والحاضر السريع التطور والتقدم ! مما يحتم على الشباب المسلم مواكبة حركة الحياة المتسارعة رافضين أي قيد مكبل أو معرقل لحركتهم هذه !
ان وجود حد الردة … خلق وسيخلق اجيال من المنافقين المتسترين بالايمان الزائف ليخفوا تمردهم او رفضهم للدين ويكتفوا بالتظاهر بالايمان وقت الحاجة تجنباً للعقوبة !
ولكن الشباب اليوم كسروا هذه القاعدة وتحدوا الفاشية الدينية وتركوا الدين افواجا وبالملايين … فماذا انتم فاعلون ايها المتعطشون للدماء …!!
أخيراً :
لقد اصبحنا موضع احتقار وسخرية كل البشر بهكذا قيم لا تتماشى مع قيم الانسان المتحضر الذي يكُّن اعظم الاحترام والتقدير للنفس البشرية ، ولا يفرط بها هكذا ببساطة لمجرد تشريعات وضعها أُناس طواهم الموت والتاريخ منذ مئات السنين ، ولانزال نحن نعاني ونخضع لهذه الفضلات كما تخضع رقاب النعاج لسكين القصاب !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان


.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل




.. شاهدة عيان توثق لحظة اعتداء متطرفين على مسلم خرج من المسجد ف


.. الموسى: السويدان والعوضي من أباطرة الإخوان الذين تلقوا مبالغ




.. اليهود الأرثوذكس يحتجون على قرار تجنيدهم العسكري