الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطابات أردوغان تكشف إنهزام سياسات تركيا

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2019 / 11 / 20
القضية الكردية


أردوغان (وفي كلمة خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية في العاصمة أنقرة، قال إن “أولئك الذين يسعون لإظهار التنظيم الانفصالي على أنه كيان يحارب داعش، هم أنفسهم يحاولون اليوم التستر على جرائمه ضد المدنيين”. وأردف قائلا: “على الرغم من أننا أظهرنا للرأي العام العالمي المدارس والمستشفيات والجوامع والكنائس التي تم تحويلها إلى مواقع تمركز للتنظيم الإرهابي، إلا أنه لم يأبه أحد بذلك. وذلك لأن القضية لا تتمحور حول ما تقوم به تركيا ولا ما لا تقوم به، ولا حقيقة أن التنظيم الإرهابي ما هو إلا قطيع من القتلة الملطخة أيديهم بالدماء، وإن المسألة هي محاصرة بلدنا من الجنوب عبر تشكيل ممر إرهابي على طول حدودنا” إن المسألة هي محاصرة بلدنا من الجنوب عبر تشكيل ممر إرهابي على طول حدودنا”) وذلك بحسب ما نقلته موقع روسيا اليوم.

إن حديث أردوغان العصبي المتشنج وهو يستخدم تلك التعابير القاسية بحق وحدات حماية الشعب ما هو إلا تأكيد على إنهزام سياسات تركيا حيث المنتصر والقوي لا يلجأ لتلك النبرة العنيفة، بل تجده هادئاً متزناً في كلامه، بينما المهزوم والمنكسر هو من يتبنى هكذا خطاب عصابي متشدد مليء بالحقد والكراهية والتهديد الدائم حيث من يكون إنتصر لا يحتاج لتهديدات جديدة، كون لا يحتاجه بالأساس وليس هناك ما هو أدل على إنهزام تركيا وسياساتها من الخطاب الأردوغاني حيث وإضافة لتلك النبرة التي تكشف جوهر الإنكسار التركي هناك الكثير من النقاط التي يُرفع عنها الغطاء بخطابات أردوغان في حالته العصابية حيث ها هنا يقول: “إن المسألة هي محاصرة بلدنا من الجنوب عبر تشكيل ممر إرهابي على طول حدودنا” مضيفاً؛ بأن “المعلومات التي قدمتها أنقرة لاقت أذانا مصغية، ومع ذلك، فإننا ندرك أن الالتزامات الأمريكية مع المنظمة الإرهابية في سوريا لن تنتهي في ليلة وضحاها”.

طبعاً وبعيداً عن مصداقية الرئيس التركي والتي باتت مسخرة للشارع السياسي التركي قبل الدولي وبالأخص في قضية “إرهاب وحدات حماية الشعب الكردية” حيث كل العالم تدرك؛ بأن هذه القوات هي الوحيدة التي تصدت بصدق للجماعات السلفية التكفيرية الإرهابية من داعش وأخواتها والمدعومة من تركيا أساساً وبالتالي فقول أردوغان؛ “”المعلومات التي قدمتها أنقرة لاقت أذانا مصغية” هي فرية اخرى من فرياته وأكاذيبه الكثيرة والتي ما عادت تنطلي حتى على أمينة -زوجة أردوغان- وقد قرأنا ما حصل من مشادات في الاجتماع الذي كان بينه وبين الرئيس الأمريكي ترامب مع خمس سيناتورات كذبوا معلومات أردوغان في الفيديو السخيف المفبرك، لكن وبعيداً عن أكاذيب (الرجل)؛ أي أردوغان فإن ما يحمله الخبر ومن على لسانه وهو يقول: “ندرك أن الالتزامات الأمريكية مع المنظمة الإرهابية -بحسب تعبيره- في سوريا لن تنتهي في ليلة وضحاها” فهو تأكيد على إنهزام سياسات تركيا التي كانت تهدف بالقضاء على الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية.

وبالمناسبة باتت تركيا تستخدم عبارة وحدات حماية الشعب، بدل قوات سوريا الديمقراطية في هجومها على القوات العسكرية للإدارة الذاتية وذلك في محاولة منها لخلق فصل بين الطرفين وهي جزء من السياسات التركية الخبيثة لضرب السلم الأهلي بالمنطقة من خلال فتنة داخلية وصراع عربي كردي وخاصةً مع حماقة بعض التيارات الإسلامية المحسوبة على الأخوة العرب وهم ينفذون السياسات التركية العنصرية بحق الكرد ومناطقهم وذلك في المناطق التي تحتلها تركيا وتقوم بعمليات السلب والنهب والتغيير الديموغرافي والتي تشكل قاعدة وأساس لبناء سياسات عدائية بين المكونين العربي والكردي وبخطط وإستراتيجيات تركية وذلك لاستدامة الصراع وإضعاف الطرفين لتكون لها القدرة -أي تركيا- على التحكم بالمنطقة وشعوبها وفق العقلية العثمانية والتي هي الأساس في كل سياسات أردوغان وتركيا عموماً وقد بات من الضرورة الوطنية؛ أن تنبري القوى الديمقراطية لهذه السياسات التركية العنصرية حتى لا نؤسس -أو بالأحرى لا نترك المجال لتركيا لتؤسس- الأرضية لعداء تاريخي ربما يستمر لسنوات وعقود بين الشعبين، إن لم نقل بأن تم ذلك واقعاً من خلال جرائم تركيا بيد مرتزقتها ضد الكرد والمناطق الكردية وللأسف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرا الجزيرة ترصد معاناة النازحين من داخل الخيام في شمال غ


.. قلق بين اللاجئين والأجانب المقيمين في مصر بعد انتهاء مهلة تق




.. أوكرانيا تحبط مخططاً لانقلاب مزعوم في العاصمة كييف.. واعتقال


.. احتجاجات في الشمال السوري ضد موجة كراهية بحق اللاجئين في ترك




.. السودان.. مبادرات لتوفير مياه الشرب لمخيمات النازحين في بورت