الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جذور اللغة وتطورها في بلادنا -2

جريس الهامس

2019 / 11 / 20
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


إّذاً تحول البشر الأوائل في الغابة من كائنات حيّة تائهة في الغابة من صيادين وجامعي قوت للحفاظ على بقاء نوعهم إلى زرّاع ومربي مواشي ودواجن في الحظائر والقرى الأولى التي بناها الإنسان الأول على كوكبنا ..في سومر ووادي النيل , وضفاف الفرات والعاصي وبردى - الذي كان إسمه الأول ( أبانا)
تطور المجتمع البشري عبر آلاف السنين بعد إكتشاف الزراعة -ثم إكتشاف المحراث من نظام إقتصادي وطبقي يمثل - القاعدة التحتية - للمجتمع بتطور وسائل الإنتاج وقواعد الملكية الخاصة - من المشاعية الإبتدائية - إلى نظام الر ق - فالإقطاع - فالرأسمالية - وسيطرةالطبقات المستغِلّة على الشعوب وفق قانون الغاب الذي بقي سائداً ولوتغيرت أشكاله وأساليبه ..
ولابد لي في هذه المقدمة وهذه العجالة من تسجيل واقعة رئيسية في هذا التطور في وسائل الإنتاج والصراع الطبقي محرك التاريخ.. إتفق العلماء على صحتها في بلادنا وهي : إن الفضل الأول لإكتشاف الزراعة وإحداث الثورة الزراعية التي أنقذت المجتمع البشري الأول من الإنقراض يعود للمرأة السورية على ضفاف الفرات وإلعاصي كماتبين من أثار ماري وإيبلا وغيرها في سورية التي أكدت أن المرأة السورية التي كانت تعيش مرحلة جمع الحبوب وحفظها في المجموعات البشرية الأولى .هي التي إهتدت إلى زراعة القمح والشعير بملاحظتها الدقيقة في دفن البذور في التربة لتنبت من جديد بعد إنقضاء موسم الصقيع ...وكان للمرأة السورية المنتجة والمدبرةمنذ القديم دورا رائداً في هذه الطفرة الديالكتيكية المصيرية لنشأة الزراعة وتدجين الحيوانات المفيدة وتحويلها إلى أدوات إنتاج أو مود غذائية في مستوطنات الإنسان الأولى الزراعية في بلادنا بإتفاق علماء الآثار والمنقبين ...إلى جانب دورهافي تعليم أطفالها اللغة ....
لذلك فاللغة وتطورها في بلادنا بشكل خاص هي " أمومية " قبل كل شيء وكان لا بد من المرور عبر هذه المراحل والخطوط العريضة التي مرّت بها البشريةفي العصور السحيقة التي شكلت القاعدة التحتية التي أنتجت البناء الفوقي الذي يهمنا ويمثل : اللغة - والفكر -والوعي والميثولوجيا والفن وغيرهامن القيم الإنسانية التي تطورت بتطور قاعدتها المادية المتجددةإلى نظم إقتصادية وسياسية ودينية ...إلخ
......كان لابد من المرور بهذه الخطوط العريضة من تاريخ الإنسان على الأرض وتطور المجتمع عبر الصراع الطبقي المعبر الإلزامي للتغيير والتطور نحو الأفضل والأرقى دوماً...
وإذا كنا بصدد دراسة اللغة كأساس للبناء الفوقي وتطورها الذي لايمكن فصله عن تطور البناء التحتي للمجتمع الذي تعيش فيه ندرك كيف تطورت اللغة من الصوت وحركة الشفاه واليدين والإشارات المصطلح عليها في الجماعة الواحدة إلى الكتابة البدائية بواسطة الصورة والرمز والإشارات الخاصة بين أبناء القبيلة لايعرفها أحد غيرهم . ..
وبعد إستقرارالإنسان في الكهوف والأكواخ البدائية تشكلت النواة الأولى للقرية بعد إكتشاف النار والأدوات الحجرية والخشبية ثم المعدنية - نحاس وحديد -وإبتكار المحراث ...إلخ ونمت اللغة مع نمو وتطور البناء االتحتي للمجتمع الأنساني الأول وصولاً إلى المدينة الدولة وتطورت اللغة كثمرة طبيعية للقاح الملكية الخاصة مع علاقات الإنتاج العبودية في مراحلها الأولى ..وولادة المعبد والآلهة بجانب قصر الحاكم لمنحه سلطة الإستبداد والإستغلال بإرادة الآلهة - للشعب البائس في نظام الرق الجديد....
بدأت اللغة تطورها وإمتدادها الأفقي لتشمل المناطق الأوسع التي يصل إليها نفوذ الدولة العسكري والديني ونهبها الطبقي للفقراء .. أو لعمل ونجاح قوافل تجارتها....
كما إخترعت الأعداد والمكاييل والمقاييس لتسجيل واردات القصور والمعابد ..وإتفقت كل مجموعة بشرية على معانٍ ومدلولات محددة لكل رمز وأداة إستعملت لهذه الغاية...
هكذابدأت الكتابة بالإتفاق على معاني العلامات التصويرية والرموز المحفورة على الصخور أو الطين ..أو المخطوطة على جلود الحيوانات أو على الفخّار ضمن الدولة المدينة ... وأصبح لهذه الكتابة طقوسها المحصورة بفئة تابعة للقصر والمعبد ...ثم لغة رسوم الأختام على الفخار , والرُقُمْ التي عثر عليها في عصر العبيد الذي سبق سومر - وإيبلا - وأوغاريت - وماري - وإنتقل من سورية الأم إلى الرافدين قبل الألف الخامسة قبل الميلاد ...
ثم تطورت اللغة على أيدي السومريين في جنوب العراق بإتباع أسلوب مختلف في التعبير ...حيث كانت معظم الأسماء السومرية , تتألف من مقطع واحد ...فكلمة ( كا ) مثلاًكانت تعني الفم ...كما تدل صورة رأس إنسان على كلمة ( كا ) كما تدل فكرة الصوت أيضاً على ( كا )
ثم طوّرالأكاديون التصنيف السومري إلى تصنيف من ثلاثة مقاطع مع وضع كلمة ( كي ) للدلالة على الأرض عند تسمية أحد الأقطار....وتوسعت اللغة بالإشتقاق
كما إستعملت أداة ( ال )أمام أسماء الآلهة ..ومنها أتت كلمة ( إيل )الذي أصبح فيما بعد إسم ( الله )بالإدغام...
ويرى الدكتور يوسف حوراني في كتابه - البنية الذهنية الحضارية - ص 172 - 178 - : أن ( ال ) التعريف في العربية أتت من اللغة الأكادية..حيث كان أهل الرافدين يضعون كلمة ( أيل )قبل الأسم لحمايته من الشر حسب إعتقادهم ثم إنتقلت للعربية وأصبخت ال التعريف - يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتماع مصري إسرائيلي أميركي مرتقب بشأن إعادة فتح معبر رفح| #


.. المتحدث باسم الخارجية الأميركية لسكاي نيوز عربية: الكرة الآن




.. رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن أن نتنياهو سيلقي كلمة أمام ال


.. أربعة عشر متنافسا للوصرل إلى كرسي الرئاسة الإيرانية| #غرفة_ا




.. روسيا تواصل تقدمها على جبهة خاركيف وقد فقدت أوكرانيا أكثر من