الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


و اخيرا حصلت القيامة

جمشيد ابراهيم

2019 / 11 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كانت مجموعة متحكمة و متدينة جدا او على الاقل كانت تتظاهر هكذا - مثابرة على الصوم و الصلاة او باختصار هجرت ملذات الدنيا كلها و كانت تعتقد بان الاخرة خير لها من الاولى و ان الاولى ليست الا امتحانا مدته قصيرة جدا لذا كان من الافضل لها ان تتوجه الى الله. هكذا تغيرت تصرفاتها و اخلاقها و ملابسها التي كانت عبارة عن عباءة سوداء و غطاء للرأس يجعلها تظهر بنظر البعض كالشيطان و بنظر البعض كالرحمن - كانت ايضا حلالا عليها ان تقتل و تعذب الاخرين او الكفار لاجل رسالة الله.

مرت الايام و الاعوام لتزداد المجموعة تدينا و عمرا الى ان ماتت او بنظر البعض انتقلت الى رحمة الله و تحولت مقبرتها الى ارض الله المقدسة تزوها الناس لتحقيق امنياتها فكان دعاء البعض لاجل الرزق بطفل او ببيت او سيارة - دنيويا و ليس دينيا - و هكذا فقدت الناس الخاضعة لها ارادتها و اجلت حياتها الى يوم الاخرة تحلم بوعود الجنة و هي تعيش حياة بائسة على الارض.

و في يوم من الايام و فجأة حصل المستحيل - جاء يوم القيامة عندما رجعت المجموعة المتحكمة المتدينة الى الحياة و في منتصف النهار بعد موت دام فترة قصيرة نسبيا - بدأت الناس بالصلوات و ذكر الحكيم و هي تعتقد بان الله جل جلاله رجعها الى الارض لتنقذ الناس من الشيطان الرجيم و لكنها تعجبت عندما شاهدت كيف ان المجموعة المتدينة و المختارة ظهرت الان بملابس الكفار و هي تركض و تصرخ من الغضب كيف انها هدرت و ضيعت حياتها السابقة لاجل ايمان خدعها و غشها و هي تريد الثأر و الانتقام الان.

هكذا تحولت المجموعة المتحكمة المتدينة السابقة الان الى مجموعة مناضلة لاجل الانسانية و حياة كريمة في الاولى على جنة هذه الارض الرائعة و تحذر من تصديق الوعود الكاذبة بحياة افضل في الاخرة.
www.jamshid-ibrahim.net








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خزعبلات
محمد بشير علو ( 2019 / 11 / 20 - 19:50 )
الجنة الوهمية
رواها مغتصب صفية

اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي