الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رد الغعل العربى على انحيازأمريكا لإسرائيل

طلعت رضوان

2019 / 11 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


رد الفعل العربى على انحيازأمريكا إسرائيل
صرّح وزيرحارجية أمريكا يوم18نوفمبر2019، أنّ المستوطنات الإسرائيلية غيرمخالفة للقانون الدولى..وقبل ذلك التصريح بأيام اعترف الرئيس الأمريكى (ترامب) أنّ بلاده نشرت قوات مسلحة فى الشرق الأوسط ، حتى تحمى مصالحها وتــُـعزّزسبل الحماية ضد الأعمال التى تقوم بها إيران..وخصوصا تهديد إيران للسعودية، بعد تدميرمنشآتها النفطية يوم14سبتمبر2019..ولذلك أمرنا بإرسال المزيد من القوات إلى السعودية..والاجمالى سيكون ثلاثة آلاف ضابط وجندى.
وأعتقد أنّ ما فعلته الإدارة الأمريكية لصالح إسرائيل والسعودية، يجعل العقل الحريسأل السؤال المسكوت عنه فى الثقافة المصرية (والعربية) السائدة..وهوهل: القلب العربى (توقف عن النبض)؟ أم أنه ينبض فى (غرف الإنعاش)؟
وإذا كانت الأنظمة العربية استسلمتْ للقدرالأمريكى/ الصهيونى، فماذا تفعل الجامعة (العربية)؟
وفى تصريح غاية فى الأهمية والخطورة لولى العهد السعودى محمد بن سلمان، أمام الجاليات اليهودية المؤيدة للصهيونية..ومؤيدة للاحتلال الإسرائيلى قال: إنّ الفلسطينيين باعوا أراضيهم..ويريدون من غيرهم تحريرفلسطين..ونحن لانريد العنف مع إسرائيل..وهى دولة ذات سيادة..وهذا ليس كلامى {فقط} بل كلام والدى أيضًـا..وعلى من باع أرضه أنْ يستردها بنفسه، لا أنْ يطلب من الدول مساعدته {هذا التصريح نشرته مجلة "دى أتلانتيك" ونقلته قناة الجزيرة القطرية مساء يوم21مايو2018.
وأعتقد أنّ أخطرما قاله ولى العهد السعودى هو: إنّ من حق الفلسطينيين والإسرائيليين العيش على أراضيهم..وأضاف أنه ستكون هناك مصالح بين إسرائيل ودول الخليج..وأعتقد-أيصــَـا- أنّ تصريحات ولى العهد السعودىى ـ بغض النظرعن أسباب التغيرات فى السياسة الخارجية للسعودية..والانتقال من مرحلة العمل السرى مع إسرائيل إلى مرحلة العمل العلنى..فإنّ التصريحات الأخيرة تستدعى الملاحظات التالية:
أولا: هل السياسة السعودية الخارجية بدأتْ تنفيذ {مشروع التحالف السعودى/ الإسرائيلى} الذى سيتبعه تحالف دول الخليج مع إسرائيل..وفق نص ابن سلمان؟
ثانيــًـا: ما مغزى تأكيد ابن سلمان على "عيش الفلسطينيين والإسرائيليين على أراضيهم"؟ فإذا كان الحق التاريخى مع الفلسطينيين مؤكد..فإنّ كلام ابن سلمان يرمى إلى توصيل رسالة واضحة وسافرة..مضمونها أنّ أرض فلسطين ملكٌ للإسرائيليين كما هى ملك للفلسطينيين..وبالتالى ليس من حق الفلسطينيين الكلام عن طرد اليهود من فلسطين..فهل نحن أمام {كامب ديفيد الثانية} بعد رفض الأنظمة العربية للكامب الأولى؟ وهل معنى ذلك أنّ إسرائيل مستعدة لتنفيذ مطلب {دولة فلسطينية مستقلة}؟ وكيف سيتحقق ذلك المطلب بعد تصريحات المسئولين الإسرائيليين أنّ الدولة الفلسطينية المقترحة ستكون "منزوعة السلاح..ولاوجود لجيش فلسطينى ولاشرطة فلسطينية..والعمالة الفلسطينية تحت سيطرة الإدارة الإسرائيلية..إلخ".
ثالثــًـا: أما أخطرما أثاره ابن سلمان فهوحديثه عن أنّ الفلسطينيين باعوا أراضيهم. وهذا الموضوع شديد الحساسية..ويـُـثيرعلامات الاستفهام بعد70سنة من إحتلال إسرائيل لفلسطين، الأمرالذى سيجعل البعض يتساءل: ما حقيقة هذا الموضوع؟ هل باع الفلسطينيون أراضيهم بالفعل؟ وربما هذا السؤال سيـُـشجـّـع البعض على الرجوع للكتب التى تناولتْ هذا الموضوع..مثل كتاب المؤرخ الفلسطينى عبدالقادرياسين الذى أشارإلى أنه أثناء {هبة البراق} عام1929فى مدينة القدس كان الهدف منها: 1ـ إلغاء الانتداب البريطانى 2ـ منح فلسطين الاستقلال الوطنى وإلغاء وعد بالفور3ـ وقف الهجرة اليهودية 4ـ وقف بيع الأراضى للصهيونيين {كفاح الشعب الفلسطينى ـ مركزالأبحاث الفلسطينى ـ مايو1975ـ ص107} وأنّ الشيخ حافظ وهبة، الوزيرالسعودى المفوض فى لندن..قال لمندوب وكالة رويترفى سبتمبر1929 أنّ بريطانيا تــُـقيم العدل بين اليهود والعرب..وأنّ ابن سعود لايتدخل فى شئون فلسطين..معتمدًا على بريطانيا فى دفع المظالم عن المسلمين العرب {ص105}
واعترف عبدالقادرياسين أنّ كبارالملاك الفلسطينيين توسعوا فى بيع أراضيهم..وفى السنوات من1933ـ 36 كان7ر62%من مجموع الأراضى التى اشتراها الصهاينة من فلسطينيين..وهوما اعتبره المشاركون فى مؤتمرالشباب العربى الأول "خيانة عظمى" ودعا حزب الإصلاح الفلسطينى سنة1935إلى استقلال فلسطين والسعى لعقد معاهدة بين العرب والإنجليزومقاومة مشروع وطن قومى لليهود ووفف بيع الأراضى الفلسطينية..وذكرياسين أنه فى عام1930كانت أسعارالأرض قد تضاعفت13مرة عما كانت عليه قبل الحرب العالمية الأولى..مما دفع كبارالملاك العرب فى فلسطين إلى التسابق لبيع أراضيهم..وقد شنّ المجلس الإسلامى حملة دعاية واسعة ضد بيع الأراضى الفلسطينية للصهاينة..وفى عام1935 أصدرمفتى فلسطين فتوى بتحريم بيع الأراضى للصهاينة..وأنّ البائع والسمسارمارقيْن على الدين..وفى جنازة القسام وغيره من شهداء ثورة1935 طالب المتظاهرون بوقف الهجرة ووقف بيع الأراضى للصهاينة {من ص116ـ 157}
وأرجوملاحظة أننى لم أذكرجميع استشهادات المؤرخ الفلسطينى عبدالقادرياسين التى شغلتْ عدة صفحات أخرى..ولكننى أشيرإلى أنّ مسألة بيع الأراضى طغتْ على الواقع الثقافى بدليل ما كتبه الشاعرالفلسطينى إبراهيم طوقان فى قصيدة طويلة أختارمنها: وطنٌ يباع ويشترى..ونصيح "يحيا الوطن"..لوكنتَ تبغى خيره..لبذلتَ من دمك الثمن {ص67}
وإذا كانت الثقافة السائدة روّجتْ لتعبيرالصراع العربى/ الفلسطينى..فإنّ ياسين اختلف مع هذا التعبيرلأنّ الدقة تتطلب أنْ يكون: الصراع الفلسطينى/ الإسرائيلى، خاصة وأنّ التضامن العربى كان له جانبه السلبى..حيث أدّتْ المبالغة فى فعاليته إلى تعويل الجماهيرالفلسطينية عليه أكثرمما يجب..وأما عن الماضى فقد فتحتْ تلك المبالغة الباب واسعـًـا أمام تدخل الملوك والأمراء العرب، الموالين للاستعمار البريطانى لوأد الثورة لصالح أسيادهم المستعمرين {ص177}
فهل دورالسعودية الآن هوامتداد لدورالملك عبدالعزيزآل سعود عام1929وبدل التعامل مع الإنجليزانتقل إلى التعامل مع الأمريكان؟
000
أما عن دورالجامعة (العربية) فقد ذكرالمؤرخ الفلسطينى عبد القادرياسين أنّ مثقفين عرب موالين لأمريكا أنشأوا (المكتب العربى) على رأسهم (موسى العلمى) الذى كان محورنشاطه الدعوة إلى التعاون مع الإنجليزوالأمريكان..وأوصى مكاتبه- كتابة- بعدم نشرالأنباء والتعليقات التى تــُـسيىء إلى الإنجليزوالأمريكان..وتجنــُب كل مايؤدى إلى تشجيع أعمال الجهاد والقوة..ولمفاجأة (التى تـُثيردهشة العقل الحر) أنّ موقف رئيس المكتب العربى تعزّزبعد أنْ اختارته الجامعة العربية عام1945 مندوبًا لفلسطين فى الجامعة (كفاح الشعب الفلسطينى قبل عام 48- مركزأبحاث منظمة التحرير الفلسطينية- مايو75ص 204، 205) فلماذا اختارتْ الجامعة العربية هذا الشخص المشبوه الموالى للأمريكان والمعادى للكفاح الوطنى الفلسطينى ليكون مندوب فلسطين بها؟

وتعتمد جامعة الدول العربية فى إنفاقها على تنقلات أمينها العام ومخصصاته المالية وكذا رواتب جيش موظفيها على المبالغ السنوية التى تدفعها الدول العربية خصمًا من حقوق شعوب هذه الدول. فهل لهذه الجامعة دورفعال فى حل النزاعات الاقليمية لتحقيق الاستقرارالاجتماعى، وهل لها دور فعال) لصالح القضية الفلسطينية فتستحق الاستمرار؟ لعلّ الوقائع التالية تساعد على الإجابة.
وبعد أنْ سيطرتْ العصابات الصهونية على فلسطين، أعدّ مبعوث الأمم المتحدة الكونت فولك برنادوت مشروعًا لتوحيد فلسطين وشرق الأردن فى وحدة من جزءيْن (عربى ويهودى) ويكون معظم (النقب) للعرب ومعظم (الجليل) لليهود. أما القدس فتبقى ضمن القسم العربى وتوفيرحكم ذاتى للجالية اليهودية. اعترض اليهود على مشروع برنادوت واغتالوه يوم 17/9/48..والمفاجأة التى تـُثيردهشة الباحثين هى: لماذا رفضتْ جامعة الدول العربية مشروع برنادوت رغم إيجابياته لصالح الفلسطينيين..وفق موازين القوة التى رجـّـحتْ كفتها لصالح (العصابات الصهيونية) الذين انتصروا على جيوش خمس دول عربية + الجيش المصرى؟ وما مغزى أنْ يتحد موقف اليهود وموقف الجامعة العربية ضد مشروع برنادوت؟
وبعد تحريرالكويت، هل استطاعتْ الجامعة العربية (توحيد) العرب لمنع احتلال العراق؟ وإذا كان الخطاب السياسى للجامعة العربية، يرى أنّ أمريكا هى الداعم الأول لسياسة إسرائيل التوسعية، فلماذا لم تتخذ أى إجراء لمنع إقامة القواعد الأمريكية فى دول الخليج العربى؟ وهل تستطيع الجامعة التدخل فى هذا الشأن، مع حقيقة أنّ ميزانيتها تـُموّل من هذه الدول؟ وفى هذا السياق ذكروزيرالخارجية القطرية الشيخ حمد بن جاسم أنّ ((على دول الخليج ألاتخجل من الاحتماء بالولايات المتحدة الأمريكية..ولاتخجل لوجود القوات العسكرية الأمريكية فى المنطقة)) (أهرام 12يناير2004ص 8) وفى نفس العدد كتب أ.سلامة أحمد سلامة ((قال سيف الإسلام القذافى أنّ بريطانيا وافقتْ على تدريب الجيش الليبى فى إطارصفقة تاريخية..ولم يُمانع سيف الإسلام فى منح قواعد عسكرية لقوات بريطانية وأمريكية قائلا "إننا نتخلى عن أسلحتنا ومن ثـمّ فنحن نحتاج إلى مظلة دولية لحمايتنا"..وقال إنه أقام علاقات وثيقة مع المخابرات الأمريكية والبريطانية..وتساءل أ.سلامة ((المظلة الدولية (الأمريكية) لحماية ليبيا ستكون ضد من؟ وفى حالة النزاع بين دولتيْن عربيتيْن (مثل النزاع بين الجزائروالمغرب وبين العراق والكويت التى تـُطالب بتعويضات عن الغزوالعراقى..والنزاع بين سوريا والعراق بسبب دعم سوريا للبعثيين الصداميين الذين يقتلون الشعب العراقى) فى هذه النماذج (وغيرها كثير) مع من تقف الجامعة العربية؟ مع الدولة صاحبة الحق، أم يقتصردورها على (تطييب الخواطر) بالكلام الإنشائى، بمراعاة أنّ الدولتيْن المتنازعتيْن تـُمولان ميزانيتها؟ والأكثرفداحة ماذا فعلتْ الجامعة لوقف المخطط الأمريكى لتقسيم العراق إلى ثلاث دول (كردية وسنية وشيعية) وهو المخطط الذى وافق عليه مجلس الشيوخ الأمريكى يوم 26/9/2007؟ وماذا فعلتْ لوقف ظاهرة (اللاجئين العراقيين) الذين هربوا من جحيم المذابح اليومية وعددهم أكثرمن 4مليون؟
وماذا فعلتْ جامعة الدول العربية لوقف احتلال سوريا للبنان منذ عام 1976؟ وبعد أنْ نجح الشعب اللبنانى فى طرد المحتل السورى كتبتْ الكاتبة نادية عيلوبى ((سوريا التى أغاظها نجاح الانتفاضة اللبنانية فى معركة الاستقلال التى نجحتْ فى طرد قوات الاحتلال السورى من لبنان، ظلتْ تـُحيك المؤامرات ضد هذا البلد، بل إنها ظلتْ تتحين الفرص من أجل الانتقام من لبنان الحروالمستقل..ولم تجد أداة أفضل من عملائها لخوض غمارهذا الانتقام الذى جاء على يد حزب الله)) (دراسة فى كتاب حزب الله- الوجه الآخر- المكتبة الوطنية بالأردن-عام 2008ص 60)
أليست الأمثلة السابقة- وهى قليلة جدًا بالقياس إلى المادة المحفوظة فى أرشيفى- تدعوإلى إلغاء الجامعة العربية..وتوفيرميزانيتها للشعوب المطحونة فى البحث عن (رغيف عيش) نظيف وبسعريتناسب مع دخل الفقراء؟ وهل الأنظمة العربية (عربية بالاسم فقط) وصهيونية/ أمريكية/ إسرائيلية بالواقع الفعلى؟ وهل هى- فى الحد الأدنى- ترعى مصالح شعوبها؟ أم تهتم بمصالح الشعب الأمريكى الذى تمده بالمال، سواء فى شكل سندات للخزانة الأمريكية، أو ودائع فى البنوك الأمريكية، أوفى شكل السفه فى شراء السلاح الأمريكى، الذى يـُـستخدم لضرب الشعب اليمنى، ولايمكن أنْ يـُـستخدم ضد إسرائيل؟
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج


.. 101-Al-Baqarah




.. 93- Al-Baqarah


.. 94- Al-Baqarah




.. 95-Al-Baqarah