الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لايُقتل مسلم بكافر … !

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2019 / 11 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كلنا يعرف من هو المسلم ، ولكن علينا ان نفهم من هو الكافر ؟ الكافر حسب المفهوم الاسلامي هو كل من لم يعتنق الاسلام ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِِ الْإِسْلَامُ ) يقول ابن باز ( قد وصف الله تعالى اليهود والنصارى بالكفر لما قالوه عن الله، وبما حرفوه في كتبهم ) اذن كل من هو غير مسلم فهو كافر .
( ثبت في البخاري من حديث علي أن النبي قال : لَا يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ سواء كان ذميا أو معاهدا أو مستأمنا ) …
الحديث صحيح وواضح ، وقد يكون في وقته وزمانه منطقياً وثورياً ومبرراً ، ولكنه الان لا يمكن قبوله او تطبيقه في ظل الوقائع والمعطيات الحالية بعد ان تبدلت الدنيا ، واصبح العالم غير ذاك الذي كان في صدر الاسلام ، واصبحت الدول لاتدار بالتشريعات الدينية ، وانما بقوانين وضعية تحفظ لكل البشر حقوقهم على اختلاف انواعهم وميولهم وتوجهاتهم …
الحديث فيه رائحة العنصرية ولا يتوائم مع القوانين والتشريعات الانسانية الجارية في كل دول العالم ومنها واهمها الميثاق العالمي لحقوق الانسان الذي لايميز بين البشر على اساس الدين او الجنس او العرق … الخ ( يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق . وقد وهبوا عقلاً وضميراً وعليهم أن يعامل بعضهم بعضاً بروح الإخاء . )
والا اصبح لكل دين الحق في تفضيل اتباعه على اتباع بقية الاديان ، فللهندوسي مثلا في الهند الحق في ان يقول لا يُقتل هندوسي بكافر ، والمسلمين هناك كفار في نظر الهندوس … هل يوافق المسلمون على هكذا تشريع … ؟ سيقولون الهندوسية دين وضعي من صنع البشر ، كيف لك ان تقارنها بالاسلام وهو دين سماوي ؟ نقول حياة البشر لا فرق بينها ، أم حتى في الموت عنصرية ، فحياة المسلم لها قيمة ، وغيرها لا قيمة لها !
المفروض لحياة الناس جميعاً حرمة فوق اي تشريع ديني ضيق ، ولا يجوز التعامل معها على اساس تفضيل واحدة على اخرى … ثم كيف نفهم لو ان ذمياً اعتنق الاسلام سيصان ، وتتضاعف ديته لتصل الى دية المسلم الاصلي ، ومن لم يفعل تقل ديته الى النصف !… الم نتفق على ان البشر جميعاً من مخلوقات الله فلماذا اذن التقليل من شأن بعضها ؟!
( قال صلى الله عليه وسلم : من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة ) … لم يقل من قتل معاهداً يُقتل وانما اكتفى بالقول انه لن يشم رائحة الجنة ، وهذا عقاب الاهي مابعد الموت ، ونحن نتكلم هنا عن عقوبة ارضية وهي كيف نتعامل مع من يقتل ذمياً او معاهداً او غيرها من التسميات خطأ او متعمداً ؟
مع العلم ان الحديث بكلماته الثلاث لم يحدد وانما كان عاماً ومطلقاً في حكمه . لكن الشيوخ هم من شرحوا وفسروا ، وعلى الجميع تحمل وقبول نتائج فهمهم للنص دون اعتراض ، وفي النهاية يتحول كلامهم الى مقدس هو الآخر ، فمن يجروء منا ان يقترب مثلاً من كلام ابن تيمية او ابن عثيمين او ابن باز او ابن آوى ؟ لا احد كلهم ناس مقدسين وكلامهم منزل فوق كلام البشر !
( أما العقوبة على قاتل الذمي ، فإذا كان القتل خطأ فإنه يدفع ديته ، وهي نصف دية المسلم ، وإذا كان القتل عمدا ، فقد جاء عن عثمان وعمر بتغليظ الدية على قاتل الذمي عمدا ، فعن ابن عمر : " أن رجلاً مسلماً قتل رجلاً من أهل الذمة عمداً ، ورُفع إلى عثمان فلم يقتله ، وغلظ عليه الدية ، مثل دية المسلم ")
يعني اذا قتل مسلم ذمي خطأً لاشئ عليه سوى دفع الدية ، واية دية ؟ نصف دية المسلم ، واذا متعمد عاقبه عثمان بدفع دية كاملة كدية المسلم دون قتله … منتهى اللاعدل !
الم تقل الاية : ( وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس والعين بالعين والانف بالانف …… ) لماذا لا يطبق هذا النص الردعي ( النفس بالنفس ) فيتحقق العدل ؟ … لماذا الاصرار على احتقار غير المسلم واسترخاص حياته ؟! فثمن حياته يساوي نصف قيمة حياة المسلم !! منتهى التعالي والاستهانة بالروح التي يقال ان الله قد قدسها ( قل الروح من امر ربي ) اي ان الروح من مسؤوليات الله وليست من اختصاص البشر !
المفهوم ان الهدف من اي عقوبة جزائية هو ردعي للحد من الجريمة وتكرارها لتكون درساً للآخرين ، وخاصة في الامور التي تتعلق بالقتل فلا مجال للمجاملة هنا ، فمن قتل يُقتل كائن من يكون القاتل والمقتول ! وفي العصر الحديث ، عصر الانسان غيرت بعض الدول العقوبة الى السجن المؤبد لانهم يرون ان الاعدام عقوبة قاسية وهذا شأنهم !
ان تخلف مثل هذه التشريعات وغيرها ، وعدم واقعيتها وموائمتها لعصرنا الحديث دليل دامغ على اسقاط مقولة ان الاسلام صالح لكل زمان ومكان التي يرقص على انغامها الشيوخ وغيرهم !
ان اصلاح الخطاب الديني يبدء من هنا … فقد اثارت هذه النصوص وغيرها المعشعشة في التراث ، الكثير من النقاش واللغط بسبب خطورتها على المجتمعات العربية والاسلامية المتعايش فيها المسلم وغير المسلم ، وهنا تكمن الخطورة على وجود الاوطان … ان الذي يعيق كل شئ في دنيانا الحالية ومنها اصلاح الخطاب الديني كم القداسة المخيف الذي يشكل حائط صد بوجه اي قفزة الى الامام !
حتى الله الغى وغير وبدل في آياته فنسخ بعضها وجاء بمثلها واحسن منها بما يتوافق مع المستجدات الحاصلة في المجتمع ! وبلعناها ! فلماذا لا نتحرك باتجاه خيرنا وخير أوطاننا قبل فوات الاوان ولات ساعة مندم ؟!
أخيراً :
اذا بقينا أسرى موتى الدين نستنشق هواءً فاسداً على الدوام ، ونستخرج تعاليمنا من تحت ركام التاريخ ، فعلى مستقبلنا وأوطاننا السلام !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المغالطات
سمير آل طوق البحراني ( 2019 / 11 / 27 - 11:02 )
كيف يثبت لي المسلم ان دينه وكتابه سماوي ودين الآخرين وكتبهم ارضية؟؟. هل هناك دليل لا يمكن دحضه على اي اعتقاد؟؟. لا اعتقد ذالك لان الايمان بالغيب لا يعطي شرعية لصاحبه المخالف له في العقيدة لانه غيب والانسان حر فيما يعتقد.اذا يجب على المسلمين او المنتمين لاي دين اثبات ما يؤمنون به قبل القيام باي عمل ارهابي تجاه الآخرين. فاذا كان المسلمون انفسهم غير متفقين مع بعضهم حتى على المبآدئ فكيف يلزمون الآخرين به. ولنا ان نسال انفسنا ـ اي نحن المسلمون ـ هل آمنا بالاسلام عن قناعة ام عن وراثة؟؟. طبعا كل البشرية ورثت اديانها من بيئتها ولا شيئ غير ذالك. اذا كان المسلم يصدق ان حصانا مجنح يطير بسرعة اقصى من الضوء ويعزو ذالك الى قدرة الله فكيف لا يصدق بان راس Ganesha هو راس فيل ركبه والده بقدرة Brahma وهو اسم الخالق في الهندوسية كما يعتقد الهندوس. اذا ما هو المطلوب؟؟. المطلوب اعتقد كما تحب بحيث لا يعتدي اعتقادك على عقآئد الآخرين وليكن احترام البشرية هو دين الجميع. اثبت بالدليل والبرهان على صوابية ما تعتقد قبل القيام باي عمل استفزازي مدعيا ان عفيدتك لا تشوبها اي شآئبة بدون دليل وهذا من المحال لانه غيب.


2 - الاخوة المعلقين
جلال الاسدي ( 2019 / 11 / 27 - 18:30 )
اخوتي المتداخلين …
تحية طيبة …
اتفق معكم ونحن على خط واحد ولكن المشكلة تكمن في عقول من لاعقول لهم الذين يطمس ما تبقى من عقولهم وادراكهم الوهم المقدس الذي تحول عندهم كالوشم على الدماغ لايُزال بسهولة ولكننا ننور عسى التنوير ينفع المغيبين …
دمتم …

اخر الافلام

.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان


.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل




.. شاهدة عيان توثق لحظة اعتداء متطرفين على مسلم خرج من المسجد ف


.. الموسى: السويدان والعوضي من أباطرة الإخوان الذين تلقوا مبالغ




.. اليهود الأرثوذكس يحتجون على قرار تجنيدهم العسكري