الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة النخب والتصنيف

زين العابدين الرماحي
كاتب مقالي...

2019 / 11 / 27
المجتمع المدني


اليوم قد حدثني صديق عن فتاة مادحاً ايها، فلم تزل تنشر التدوينات اقتباساً من الكاتب الشهير ديستوفيسكي؛ واصفاً اياها بالنخبة، اثار انتباهي كيف ان اقتباساً ديستوفيسكي وضعها في خانة النخب، وانا على يقين ان نصف ما كُتبَ لايتعدى سوى منشورات فيسبوكية تنشر هنا وهناك ولإضافة طابع الثقافة والرقي تختم بأسم ذلك الكاتب. 
فالمشكلة الاساسية في ثقافة النخب هو التصنيف؛ فمن يصنف النخب وكيف تصنف، بعض الاحيان تصنف وفق مقياس معين كأن يكون خريج الكلية الفلانية او الجامعة الفلانية او انه قد قراء في الادب الفرنسي والاشد غرابةً ان يكون اغرق في اقتباسات لامعنى لها في بعض الاحيان، مثل الذي ذكرته اعلاه. العجيب ان البعض قد يتصرف كنخبوي ليثبت انه نخبوي، كأن يشرب القهوة عندما يقرأ او أن صفحته مليئ بصورة الكتب دلالة على نخبويته، والبعض وعلى استحياء ينشر صورة لصفحة في كتاب ليثبت انه قد قراءه بدعوة عظمة الكاتب او عظمة الاقتباس، وكأن النخبة اسلوب حياة! لم تكن النخبة الحقيقة في اي مجتمع متقدم اسلوب حياة، لايهم ما تلبس او ما تنشر او ما تفعل هل تشرب القهوة او تضع ذلك الغطاء على الرأس الذي لا اعرف اسمه، المهم ان تكون فعالاً كنخبوي، فعالاً في المجتمع ان تعمل وان تحدث التغيير الحقيقي ثم بعد ذلك اشرب القهوة او الشاي ذلك لا يعني شيء للمجتمع، ليس مهما للمجتمع ما تاكل او ما تشرب او ما تنشر المهم ان تكون فعالاً بشكل ايجابي في مجتمعك. ثم ان الثقافة لا تكفي ان تكون نخبوي او حتى مثقف، مالم تقرن بالفعل والعمل، هل يمكن ان يشرح لي احدكم ما فائدتي من شخص قد قراء 1000000 كتاب واعتزل الناس وابتعد عنهم ليوصف كنخبوي؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر