الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأزق الشعب اللبنانى مع الحزب الإيرانى

طلعت رضوان

2019 / 11 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يشغلنى سؤال منذ أنْ صارالحزب المُـموّل من إيران..والذى رأسه أحد عملاء إيران (حسن نصرالله) الذى سرق اسم الله ليكون (هواسم الحزب) سؤالى كان- وما زال- كيف سيتخلــّـص الشعب اللبنانى من هذا الحزب (الدينى) الذى ساعد على تفاقم الانقسام داخل المجتمع اللبنانى؟ واستفحل السؤال عندما نجح عملاء إيران فى أنْ يكون (حزب نصرالله) دولة (موازية) للدولة الشرعية؟ بغض النظرعن تخصيص مناصب رئيس الدول..ورئيس الوزراء..ورئيس البرلمان، على أساس (طائفى) ممقوت. أما السؤال المسكوت عنه فى الثقافة العربية السائدة (والمصرية) فهوهل سيأتى يوم..وينتصرفيه الشعب على هذا الحزب الدينى؟ وكيف سيتم ذلك بعد أنْ تمكــّـن (بفضل إيران) لتكوين (جيش) مسلح بأحدث الأسلحة مثل جيوش الدول، بالرغم من أنّ أعضاءه من أعداء الوطن؟
وأعتقد أنّ الأسئلة السابقة تستوجب ربطها بسؤال، أكثرأهمية- من وجهة نظرى- وهو: ما موقف الأنظمة العربية؟ وموقف جامعة الدول العربية، من هذا الحزب؟
أما جامعة الدول العربية، فقد أعلنتْ- بعد الكثيرمن جرائم هذا الحزب- أنه أحد الأحزاب الإرهابية..وكأنه كان يعمل فى الخفاء وليس بصورة علنية.
وسبق لى أنْ حذرتُ (فى دراساتى على موقع الحوارالمتمدن) منذ عدة سنوات من خطورة توظيف الدين لأغراض السياسة..ونبـّـهتُ إلى خطورة الحزب اللبنانى الذى استخدم اسم (الله) ليرتكب جرائمه ضد لبنان، خاصة بعد أنّ أمـدّته إيران بالمال وبكل أسلحة القتل والدمار..كما أمـدّته الأنظمة العربية بغطاء إعلامى دعائى رسمى على أنه (حزب مُـقاوم للاحتلال الإسرائيلى) وهذا الادعاء الكاذب ردّده أغلب الماركسيين المصريين، ناهيك عن الناصريين والعروبيين والإسلاميين، حتى السنيين..وأعطى حزب (الله) الفرصة لإسرائيل لقتل الآلاف من الشعب اللبنانى وتدميرالبنية الأساسية للدولة اللبنانية، إلى أنْ انكشف الأمربعد أنْ تسبّب ذاك الحزب (النقيض لحزب الشيطان) فى تدميرلبنان..وكانت حجة إسرائيل (وهى تعتدى على لبنان) أنّ الحزب الذى سرق اسم (الله) يُـشكل خطورة على أمنها (وهى حجة كاذبة) وبلغة شعبنا أنّ هذا الحزب كان يقوم بدورالطفل المشاغب (= جرالشكل) فتلتقط إسرائيل الذريعة ودخلتْ لبنان لتــُـدمره وتقتل شعبه..وكان السبب مجرد أسر جندييْن إسرائيلييْن..وبعد المذبحة الإسرائيلية اعترف حسن نصرالله بأنه ما كان ليفعلها ((لوكان يعلم أنّ رد الفعل الإسرائيلى سيكون بذلك الحجم)) وحسن نصرالله هنا مثله مثل العروبى الذى دمُـرمصر(عبد الناصر) فى خطاب العار(التنحى) بعد هزيمة يونيو67إذْ قال بالحرف ((لم نكن نتوقع أنْ يكون الطيران الإسرائيلى بهذه الكثافة. لقد انتظرنا الهجوم الجوى من الشرق والشمال فجاءنا من الغرب))
كان ثمن حماقة (حزب حسن نصرالله) كما ذكرالخبراء الاقتصاديون أنّ خسائر لبنان تجاوزتْ 12ملياردولار..كما أنّ البنية التحتية اللبنانية لشبكات الماء والكهرباء والجسوروالمرافق والمطارات انهارتْ جميعها غيرالضحايا فى الأرواح والجرحى وآلاف البيوت المُـدمـّـرة..ونزوح ما يقرب من مليون لبنانى عن أراضيهم (ناديه عيلبونى فى كتاب حزب الله الوجه الآخر- تحريرالشاعرالفلسطينى د.أحمد أبو مطر- المكتبة الأردنية - عام 2008- ص 56) وذكرحازم صاغيه أنه مع توالى التصفيات للشيوعيين والبعثيين اندلعتْ حرب المخيمات حيث شكــّـلتْ حركة أمل ذراع دمشق فى الإمساك بها حياة وقرارًا وكانت (أمل) لاتزال الطرف الوحيد الذى يُـشارك حزب الله سيطرته على الضاحية..وأنّ حزب الله كان يُساعد الطوائف التى تــُـنادى بتهجيرالمسيحيين من أراضيهم..وشكــّـلتْ حرب المخيمات فرصة أمام حزب الله لتصفيه حسابه مع (أمل) والاستئثاربالضاحية من غيرأنْ يستفيد الفلسطينيون من هذا الصراع..وأنّ حزب الله عمل على استيراد كل ما هوإيرانى لنفى وتدميركل خصوصية لبنانية (المصدرالسابق – ص 42-44)
ولأنّ حزب الله دموى فإنّ قادته لم يتورّعوا عن تنفيذ عمليات تصفية جسدية دموية لرموزبارزة فى المرجعيات الدينية الشيعية، مثل الانقلاب الدموى الذى قاده حزب الله ضد الشيخ صبحى الطفيلى لمجرد أنه طالب باستقلال الشيعة فى لبنان عن إيران..ورفض ولاية الفقيه داعيًـا إلى تبنى خيارولاية الأمة على نفسها)) (د. سميرغطاس– المصدرالسابق ص 117) ولأنّ حزب الله تصوّرأنه بالفعل (دولة مستقلة) فى حرب مع الشعب اللبنانى، لذلك نصبَ شبكة اتصالات لاسلكية وكاميرات تجسس على المطار..وأنحاء مختلفة من ضواحى بيروت..وذكرد. عبدالخالق حسين أنّ ((احتلال حزب الله لبيروت هومحاولة انقلابية مسلحة ضد الحكومة الشرعية المنتخبة..والسيطرة على مؤسسات الدولة ومكاتبها وتنزيل صور قادتها ورفع صوربشارالأسد والخمينى وخامئنى ونصرالله..وهذا العمل نسخة طبق الأصل لما قامت به منظمة حماس بانقلاب مسلح فى قطاع غزة ضد إدارة الرئيس المنتخب محمود عباس..ومنظمة فتح وقتل عدد من رجالها..وإهانة ياسرعرفات ومحمود عباس بسحق صورهما بالأحذية وأمام كاميرات التليفزيون دون أدنى خجل..وأنّ خطف الجندى الإسرائيلى (شاليط) عام 2006كــّـلف الشعب الفلسطينى أكثرمن ألف قتيل..وأنّ تنظيم حماس (الذى خطف الجندى الإسرائيلى) هناك أنباء تــُـفيد أنّ إسرائيل ساعدتْ على تأسيسه وبدعم من حكومات عربية فى أواخر عام1987 لمنافسة منظمة فتح وإضعافها وأخيرًا تـمّ شراؤها من قبل إيران وسوريا لخدمة أغراض الدولتيْن على حساب مصالح الشعبيْن اللبنانى والفلسطينى)) (المصدرالسابق– ص 248)
أعتقد أنّ أخطر ما هدّد الدولة اللبنانية ليس تعدد المذاهب فقط..وإنما وجود فصيل دينى مسلح اعتبرنفسه (دولة مستقلة) وهذا هوالشبح الذى يُهدّد الدول العربية..وعندما أعلن الإسلاميون بقيادة الإخوان عداءهم للقوات المسلحة المصرية واستدعاء أمريكا وأوروبا للتدخل فى الشأن الداخلى ((وقف الداعية الإسلامى صفوت حجازى فوق منصة رابعة وأعلن بداية ((تشكيل الجيش الحر)) كما حدث فى سوريا..ومن بين جرائم حزب (الله) تأجيج الصراع بين السنيين والشيعة على مستوى العالم العربى..وهوما يؤدى إلى القتال مثلما حدث فى الماضى، حيث قتل الشعية فى بداية الدولة الصفوية أربعين ألف سنى فى يوم واحد وتـمّ إجبارالآلاف على التحول القسرى إلى مذهب الإمامية (حزب الله- الوجه الآخر- الشاعرأحمد أبومطر- المكتبة الأردنية - عام 2008- ص71) وأنّ حزب (الله) استخدم ((ثقله التنظيمى المسلح لتشويه وقمع الاجتهادات المختلفة معه (داخل الشيعة) فتورّط فى عمليات تصفية جسدية دموية لرموزشيعية مثل الانقلاب الدموى ضد الشيخ صبحى الطفيلى الذى كان ينادى باستقلال الشيعة اللبنانيين عن إيران..وهوما حدث مع المرجع الشيعى حسن فضل الله الذى رفض مرجعية خامئنى..وتكررمع الإمام موسى الصدرالذى رفض وعارض توجهات حزب حسن نصرالله الإيرانى)) (ص117، 118) وأنّ حزب (الله) نفــّـذ عدة اغتيالات ضد المثقفين اللبنانيين (ص37، 42)
وفى تطور- لم يتوقعه كثيرون خاصة أنصارحزب الله وإيران سواء من المتعلمين العرب أومن المصريين- حيث غيـّـرالحزب (سارق اسم الله) موقفه الذى كان يـُـتاجربه (بوصفه الحزب المُـقاوم للعدوالإسرائيلى) وجاء هذا التغير- الذى لم أفاجأ به- فى تصريح مساعد الأمين العام للحزب الشيخ (نعيم قاسم) الذى قال فيه إنّ ((حزب الله لايرغب فى شن حرب مع إسرائيل..فى وقت يشهد توترات بين إيران وإسرائيل (خاصة وأنّ إيران هى التى تــُـدعم حزب الله وتمده بالسلاح والمال)
وأضاف الشيخ نعيم قاسم فى مقابلة مع قناة ( B. C.E) أنّ ((حربـًـا مع إسرائيل لن تــُـفيد لبنان)) وأكــّـد على أنّ حزب الله لايسعى لبدء عداوات مع البلد المجاور (أى إسرائيل) وذكرأنّ وجود الميليشيات الإسلامية فى لبنان مرتبط بوجود إسرائيل. وأكــّـد على أنّ موقف حزب الله الأخيرلايعنى ((أننا سنتخلى عن أسلحتنا)) وأضاف ((بينما الأحزاب اللبنانية القومية..ترغب فى نزع سلاح حزب الله..ومنح الجيش اللبنانى الوطنى دورالمُـدافع الوحيد عن لبنان..لكننا نرفض ذلك ونــُـقاومه)) وذكر- بدون مناسبة وخارج سياق الحديث- أنّ الحرب بين حزب الله وإسرائيل فى يونيو2006كانت عقب اختطاف جـُـندييْن إسرائيلييْن على يد أعضاء من حزب الله.. وكانت النتيجة قتل1200 لبنانى معظمهم من المدنيين..وقتل162 إسرائيلى من العسكريين.
وأعتقد أنّ كلام مسئول شيعى كبيرفى الحزب يستحق التوقف أمامه لطرح بعض الأسئلة:
السؤال الأول: ما الأسباب أوالعوامل التى شجــّـعتْ رئاسة الحزب على اتخاذ هذا الموقف الجديد؟ الذى هو- لواستخدمنا مصطلحات الدراما- فهوتطوردراماتيكى.
السؤال الثانى: إذا كانت الحرب مع إسرائيل لن تــُـفيد لبنان- كما قال الشيخ نعيم قاسم- فلماذا ورّط الحزب الذى نسبوه (لله) فى كارثة تدميرلبنان فى يونيو2006؟ هل كان أعضاء الحزب- وعلى رأسهم حسن نصرالله- فى غيبوبة Coma جعلتهم غيرمُـطلعين على امكانيات إسرائيل وقدراتها العسكرية؟ والسؤال الأهم المتعلق بهذه الغيبوبة: كيف غاب عنهم أنّ إسرائيل- المعروف عنها أنها لاتــُـفرّط ولاتتهاون فى الرد على أقل فعل يمس المواطن الإسرائيلى والانتقام من الفاعل- خاصة أنّ هذا الانتقام (فى ظاهره) كان (فرصة ذهبية) لعملية واسعة وشاملة تــُـحقق لها عدة أهداف: على رأسها تدميرلبنان..وكان ثمن حماقة (حسن نصرالله) كما توضــّح فى الجزء الأول من المقال.
السؤال الثالث: هل حصل زعماء الحزب المنسوب إلى (الله) على موافقة إيران فى التغيرالجذرى تجاه إسرائيل؟ خاصة فى هذا التوقيت الذى اشتـدّت فيه الحرب الكلامية بين إسرائيل وإيران حول السلاح النووى الإيرانى؟ لقد كان المُـتوقع هوالعكس، أى ترتفع لغة الخطاب الشيعى ضد إسرائيل، بينما ماحدث هوالتراجع الكامل الذى سيترتب عليه تدنى شعبية حزب الله- على الأقل عند من صـدّقوا أنه (حزب مُـقاوم وضد إسرائيل)
السؤال الرابع: لماذا وصف الشيخ نعيم قاسم إسرائيل بالبلد المجاور؟ بعد أنْ كانت توصف (بالدولة الصهيونية) وألايدل ذلك على أنّ التغيرشمل لغة الخطاب الدبلوماسى..بجانب الخطاب المباشر: التخلى عن مُـحاربة إسرائيل؟
السؤال الخامس: إذا كان حزب الله لن يـُـحارب إسرائيل..فلماذا قال الشيخ نعيم: لن نتخلى عن أسلحتنا..وكرّرالكلام عن عدم الاعتراف بالجيش الوطنى اللبنانى؟ فهل هذا التصريح له معنى آخرغيرأنّ (جيش حزب الله) سيكون ضد الشعب اللبنانى؟ أوضد أية تيارات (سنية) داخل الدول العربية؟
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج


.. 101-Al-Baqarah




.. 93- Al-Baqarah


.. 94- Al-Baqarah




.. 95-Al-Baqarah