الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في النص ضد النص ..و في لاهوت الشيعة و السنة

حمزة بلحاج صالح

2019 / 12 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في انتظار خطاب تأسيسي جامع و مصلح غير المستهلك و السائد ..

التراكمات التاريخية لمنجزات الفرس كحضارة هي التي تضمن اليوم ديمومة المنجز الإيراني و استمراريته قبل أي عامل اخر..

و هي التراكمات التي ترعاها هبة اجتهاد الإمام الخميني رحمه الله عابرا من مقولة الإنتظار لإمام الزمان أو الإمام المهدي المنتظر و هي مقولة مركزية في المخيال الجمعي لإخواننا الشيعة..

إلى مقولة ولاية الفقيه " الزمنية " إلى حد كبيرمهما تلبست باللاهوتي و المطلق لأن لها ارتباط وثيق بالزمني و الأرضي و الدنيوي و قضايا الحكم و طبيعته و الحاكمية و مدلولاتها

فعلى شيعة إيران خاصة و غيرهم صيانة هذا المنجز العظيم بتحرير التراث الذي يلهم ولاية الفقيه من نزعة " الخرافي " مهما كان تعبويا..

و استلهام اليقظة و التعبئة من كونية خطاب الثورة كما كان تراث الإمام علي رضي الله عنه كونيا و إنسانيا في وهج الثورة ...

و دراسة سبل الموازنة بين تكرار مفردات " الشخصنة " و " الخرافة " و مفردات أصالة الفكرة و منابعها...

و ضرورة التمييز بين المصدر الإلهي و ما حمل صفة الإلهي بالتبعية تضخما أي بين إعتبار الرسول الأكرم و أعلاه الوحي منبعين أساسيين و ملهمين لا تحل محلهما بقية المصادر البشرية مهما كانت مركزية و محورية..

و أعني تردد صفة الرسول بعد الله كاسم و معنى في الخطاب و الفضاء العام و صياغته للمخيال الجمعي لا كرواية و دراية و سند و طرق تلقي للرواية و فهم و استدلال فذلك مشكل اخر..

ما لم يقبل الشيعة مثل هذا النقد العالم و العارف بشجاعة سيترنح التراث الشيعي كما يترنح اليوم التراث السني مكانه مهما كانت القوة المادية الداعمة لهذا التراث أو ذلك ..

و سنستمر في نزاعنا كل يدعي الحق و يأتي به من التاريخ و التراث يستدعيه ليحارب به للأسف المختلف معه ..

و أعتقد أن جمهورية إيران تملك اليوم قبل فوات الأوان القوة المادية و شجاعة القرار و كل أسباب النجاح للحسم في هذا الموضوع أكثر من بقية دول السنة باعتبار استقلال كينونتهم المادية من هيمنات الاخر و تدخله و نفوذ مخابره التي تنمط و تهجن فهم الإسلام...

أتمنى أن يقرأني بإيجابية و يفهمني جيدا من يقرأون نصوصي من شيعة ايران و العراق و غيرهم و الذين يقتربون من مصادر القرار..

فكلامي كسني يحب الشيعة من غير استبصار و لا تشيع أقوى في تقديري من كلام المنتظمين داخل الفهم النسقي للمستبصرين و المتشيعين من السنة أو من أعلام الشيعة أنفسهم و أيضا السنة..

بل إن كلامي كمسلم فوق التصنيفات المتاكلة قدما و استقالة عن الواقع و منها " سني " " شيعي " يحمل من قوة الحياد و التبصر بالحقيقة ما لا يحمله الشيعي و السني أيضا..

بعيدا عن الإغراق في البحث عن مفردات فقط من التاريخ الغابر جراحا و ماسي لا تزيدنا إلا فرقة..

فبعض المشكلات وجب تجاوزها منهجيا حتى لا نبقى عالقين و من ثمة ضرورة منعها و ايقاف مفعولها بالحظر و الحجر و النسيان و الاهمال ..

كلامي يشبه أو يتقاطع مع بعض ما يقوله الحيدري أو محمد يحي المفكر الكبير مثلا لا حصرا و غيرهما..

لكن بأدوات مغايرة علينا إنتاجها تحررنا من النصوص ضد النصوص و من سطوة الدليل و الدليل المضاد التي تنتجها مطاطية النص و طبيعة المنظومة النصية التي تنتج النقد و نقيض النقد بالنص و النص المضاد

فليس التجديد من الداخل كالتجديد من الداخل و الخارج معا استيعابا و تجاوزا للقديم و صناعة و تأسيسا للجديد...

لا يتحقق هذا للأجيال القادمة ميراثا نتركه لهم يمنحهم مناعة ضد التشتت و التمزق و النزاع...

إلا عبر مؤسسة علمية " ثينك تانك " يلتقي فيها المال النظيف و المحايد و المتحرر من السياسة و الطائفية و المذهبية لدينا تصورا حوله تكون حيادية ضخمة بفروعها ..

لا تقع في فخ هيمنة الطائفة و المذهب و تنتخب بالمجهر نخبا تلتقطهم بعناء و مشقة و بإيقاف ترسانة من المفردات من نوع " أهل البيت " و " الفرقة الناجية " و حديث " العترة النبوية " و " الثقلان " و " السنة " و " الجماعة " و " الجمهور " و " الروافض " و " النواصب "...

و غيرها من مفردات التخندق و محمولاتها السيكولوجية و الثقافية و المعرفية و ما تعتمله في الوعي و اللاوعي و الباطن و الظاهر بل في العقل و الوجدان الخ...

قد لا يرضي خطابي هذا السنة و الشيعة معا لكنني أكتب لأقول لمن أحب كلاما عميقا و لو كان لا يرضيهم و يصدمهم

و على السني إن شاء أن يقول عني أنني رافضي يستخدم التقية و على الشيعي إن شاء أن يقول عني أنني ناصبي مندس خطير على الشيعة..

و علي أنا أن أستمر في نهجي لا يغريني كسب أو جاه أو مال أو مصالح إنية إلا وحدة الأمة الإسلامية و تقارب قومياتها عروبة و أمازيغية و فرسا و أتراكا و كردا و درزا مع تطوير الخطاب القومي تأسيسا بعد نقد و تحليل و استيعاب ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟


.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي