الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور المثقف في التغيير الإجتماعي

محمد أسويق

2006 / 5 / 25
المجتمع المدني


تمثل طبقة المثقفين( الانتليجنسيا) في جميع المجتمعات دورا رياديا في مسار التغيير والتحولات البنيوية.وكما أسندت لهم أدوارا طلائعية في الدينامية الإجتماعية وفي رص الإرهاصات الأولية للخطو تجاه المجتمع المدني الذي سيضمن حق أدنى من العيش الكريم.
وللإنتقال نحو الديمقراطية لابدمن سيادة الفكر التنويري عبر أشكال نضالية متعددة تجسده سلطة الفكر كقناعة مبدئية عند جبهة المثقفين لإستهداف الواقع السائد وتحالفاته السائدةو لتجاوز التخلف والفقر المدقع…..من داخل منظمات جماهيرية تمتلك مشروعا اجتماعيا تستند حقيقته من الواقع المعيش بكل تجلياته
والمثقف الإجتماعي أو كما يسميه غرامشي المثقف العضوي ليس الحامل لثقافة عامة ولحمولة معرفية تخص مجالا أو ميدانا. أو له شغف بالقراءة أو بالكتابة . بقدرما هو الشخص المتشبع بفكر التنوير والقيم الإنسانية ويمتلك وعي جماهيري يعتبرالوعي المعرفي قناعة مبدئية لتغيير الأوضاع والذود عن القظايا المصيرية. وينطلق طبيعة هذا الوعي الرافض لكل أشكال الإستبداد من اكتساب الوعي الطبقي أو الهوياتي …… كمرجعية فكرية للتصور الإستراتيجي في مغزاه الطبيعي و الذي هو تحرير الإنسان من كل الإكراهات وتحقيق سعادته من خلال الإلتزام الفكري للمثقف الإجتماعي و الحامل لافكار بسيطة جدا. لكن قادرة علىإثبات سلطتها أمام جبروت فكري عنيد تهزمه الجماهير في نهاية المطاف.وهي الوسيلة الوحيدة القادرة على ردع اللامرغوب فيه.
وهذا المثقف حتما أن يكون حداثيا بامتياز يناضل من اجل الجماهير التواقة للإنعتاق عبر تكريس قناعاته الفكرية على مستوى الشارع لا على مستوى المقاهي….فمن اجل مجتمع تنويري لا بد من مثقف نزيه والذي .نعثر عليه في العمل الجمعوي وفي العمل النقابي والحقوقي…. وفي كل أشكال التضامن الشعبي المطلوب لتخليق الحياة العامة من الفحش السياسي .وهذا هو دور المثقف في التحول الإجتماعي والتغيير السياسي بعد معارك نضالية طويلة الامد.
وان قناعاته وفهمه للفكر على الطريقة الوجودية جعلته يخاف على الجماهير وعلى قضاياها . ليؤمن في نهاية المطاف ان الفكر سيشكل سلطة مع السند الجماهيري وهو الذي سيكنس الليبرالية الوحشية والطغمة الليبيرالية التي لا ترى في الفرد غير القوة الجسمانية للزج به في المناجم وتحت القناطر …
فهذا المثقف الذي يقلق السلطة هو الحامل لفكر تعبوي وفلسفة تحريضية وتمردية حينما يبلغ المجتمع ذروة التفسخ والجهل والإستهتار. لتبقى الثقافة الاداة الوحيدة للإحتجاج والإعتصام رغم جحافل القمع .والمثقف الجماهيري غير موالي للسلطة. لانه يسعى لتغييرها ولا يرى فيها غير أداة قمعية رغم كل الخطابات المعسولة .فحين تتقوى جبهة الانتليجنسيا كما يؤكد لنا التاريخ في عدة تجارب عالمية تنحني السلطة القمعية وتدع الامر للمجتمع المدني عبر مؤسسات نزيهة وشفافة و الذي يكون وقت ذاك قد تأثر بالفكر التحرري والوعي الجماهيري الذي قاد مشعله المثقف الجماهيري الذي حاول أن يؤثر في الوسط المقموعين عبر ثقافة إشعاعية تلامس واقعهم وطموحاطهم . والذي حاول أن لا يكون اقل من صوت إحتجاجي جماهيري على الأقل
إن المقف العضوي هو جاوز البيت والعائلة وترفع عن الحزبوية الضيقة ومصالحه الخاصة …. وانخرط في العمل الجماهيري من اجل وطن ينعم بالإستقرار والحياة الجميلة. وتفعيل الدينامية الإجتماعيةعلى نطاق واسع رهين بتوسيع جبهة المثقفين وعموم الجماهير والكادحين وكل الحداثيين والديمقراطيين الذين يؤمنون بالإختلاف والتعددية لاكتساب القضايا المصيرية الإنسانية
كما أن للسلطة مثقفيها لكن تموت ثقافتهم عشية استيقاظ الجماهير الرافضين لكل سلم اجتماعي على حساب هويتهم أو لغتهم اوتراثهم اوممتلكاتهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بقبول مقترح -خارطة الطري


.. آلاف المجريين يتظاهرون في بودابست دعما لرئيس الوزراء أوربان




.. إسرائيل وافقت على قبول 33 محتجزا حيا أو ميتا في المرحلة الأو


.. مظاهرات لعدة أيام ضد المهاجرين الجزائريين في جزر مايوركا الإ




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يتظاهرون في باريس بفرنسا