الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ص4جذور اللغة وتطورها 4- الآرامية أم اللغات الأبجدية- على جدار الثورة رقم 240

جريس الهامس

2019 / 11 / 30
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


جذور اللغة - الآرامية أم اللغات الأبجدية- على جدارالثورة رقم 240
لم يبن الآراميون إمبراطورية مركزية واحدة يحكمها طاغية فرد وإله واحد كبقية الإمبراطوريات القديمة رغم وحدتها القومية والإقتصادية , واللغوية , والثقافية والدينية .. بل كانت دولة شبه لامركزية موزعة بين عدة أقاليم شبه مستقلة لها قائدها السياسي والعسكري وجبشها تتوحد أمام أي عدوان خارجي ....وإذا كانت دمشق عاصمة الدولة الآرامية (آرام دمشق ) وحضارتها وإلهها الموحد ( حدد - ) إلا أنها كانت دولة شبه إتحادية ذات أقاليم شبه مستقلة تحمل إسمها وتتعاون معها وتدافع عنها ضد العدوان الخارجي ,كان أهمها : آرام ( صوبا - أي عنجر -في سهل البقاع ) وآرام حمص - وآرام حماة - وآرام جبيل و صيدون على الساحل اللبناني - الذين أطلق عليهم اليونان إسم" الفينيقيين "
....ولم يثبت التاريخ أن الدولة الآرامية غزت أوإعتدت على غيرها في العالم القديم ..في كل تاريخها . بل هي كانت معرضة لغزوات غيرها وعدوانهم بل إجرامهم ضدها ,
وفي القرن الخامس عشر قبل الميلادغزاها الآشوريون بقيادة ( شلمنصر الثاني ) الذي نهب دمشق وأحرقها كمادمرغوطتها وهجّر سكانها كما فعل الطاغية " بشار الأسد في عصرنا .
كما غزاها فرعون مصر رمسيس الثاني ....كما غزاها الحثيون من السمال السوري بقيادة ملكهم ( أسر حدون ) ..وكان كل غازٍللدولة الآرامية يسجل إسمه على صخرة نهر الكلب شمال بيروت على الساحل اللبناني اليوم ...
كما غزاها الهيكسوس في طريقهم لإحتلال مصر وإقامة حكمهم فيها...ولم يستطع الهيكسوس إحتلال مدينة حماة وصمدت أمام جحافلهم عدة أشهر .ثم أقاموا شمال حمص وبنوا عاصمة لهم أطلقوا عليها إسم ( قطنا ) ولاتزال خرائبها وآثارها حتى اليوم مكان قرية ( المشرفة) شمال حمص ...
سقطت كل جحافل الغزو وإندثرت آثارهم ...وبقي الأراميون ولغتهم الأبجدية الحضارة والثقافة في المشرق العربي اليوم بل في البحر المتوسط كله بعد سيطرة قرطاج الآرامية على روما والجانب الغربي للمتوسط بقيادة ( هانيبال ) .و بقيوا هم أصحاب الحرفة والزراعة , والتجارة , ..وسيطرت قوافلهم وسفنهم على أسواق العالم القديم كله ..حتى أقصى المغرب وأوروبا . وقد عثر على آثار الآراميين وأساطيلهم على شواطئ بريطانيا الجنوبية..
ولابد هنا من تسجيل أهمية الفواصل الجغرافية الحادة بين مناطق ومدن الدولة الآرامية المشابهة إلى حد كبيرإلى الحواجز والفواصل المائية التي كانت قائمة بين دويلات المدن السومرية في أهوار جنوب العراق . مثل : أور - وأوروك - ولجش -- والوركاء وغيرها ..ورغم وحدة الشعب وثقافته ...نتج عن هذا الواقع المعاشي نمو النزعة نحو الديمقراطية والحرية البدائية ..والطموح للثورة ضد الظلم
والتبعيةغي هاتين المنطقتين ..رغم أن معاول المنقبين وعلماء الآثار وغيرها لم تقدم تنا الحقائق التاريخية كاملة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز