الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا اعطانا الدين وماذا أخذ منا … ؟

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2019 / 12 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لم يعطنا خيراً ولم يهدينا رحمةً كما يروج زعماء هذه الخدعة السمجة… نعم اعطانا تفتتاً ، تمزقاً ، وطائفيةً بطعم الكراهية وبجرعات زائدة فالكل يكره الكل ( الحب لايوحد الناس كما تفعل الكراهية … ) وقد تتحول الى سم زعاف يقتل صاحبه من الداخل كما يُقتل العقرب بسُمه ، وقد تتحول الى غل يحتاج الى متنفساً لطرحه خارجاً ، قد يصل الى حد الذبح على منهاج النبوة مصحوباً بمتعة وتشفي غريبيّن ، ولايمكن بل من الجريمة مقارنتها بالسادية … ستقف السادية مذهولة مستغربة متقززة ولسان حالها يقول ليس هذا هو ما اراده دي ساد … من أين جاء هؤلاء الوحوش بهذه الكراهية المدمرة ، وحقنوها في الارواح والانفس ؟ ستبدو السادية رحيمةً طيبةً بريئةً حملاً وديعاً ، اذا وضعناها في أحد أطراف القبان مع الكراهية الإسلامية ، والرغبة المريضة في تدمير الآخر ! والكراهية لاتطرح الا مثلها كما لا تلد الحية الا حية !!
أعطانا تناحراً طائفياً قل نظيره في التاريخ ، فمنذ بداية ما تسمى بالفتنة الكبرى قبل الف واربعمائة عام ، والناس تدفع ثمناً باهضاً من ارواحها وارواح ابنائها فالكل يذبح الكل باسم الله ودينه … ملايين الملايين من البشر ذهبوا ضحايا هذا الخطأ التاريخي ولا زال الجرح الغبي غائراً نازفاً ، وسيبقى كابوساً مروعاً على أمل أن تستيقظ العقول يوماً ما ، وتصحى الضمائر ، وتصفى السرائر ، وهذا مناله بعيد وبعيد جداً ، مازال النفط موجوداً تحت هذه الارض اللعينة ، والفكر الذي يغذي العقول المريضة من حاملي فايروس السلف حي يرزق !
هل هذه هي الرحمة المهداة من الله ؟ من من الناس اصحاب العقول او حتى انصافها يتقبل هذه النزعات الهمجية ، ويأخذها على انها رحمة من الله ؟ واذا كان كل هذا رحمة فكيف سيكون شكل النقمة اذن !! للعرب والمسلمين قدرة وقابلية عجيبة على لي ذراع الحقيقة وتغيير شكلها واصلها من حق الى باطل والعكس !
لنعرف ماذا اخذ منا الدين بعد ان عرفنا ماذا أعطانا من كرم نعمته ولكنني لا اقول ( أخذ ) لان الاخذ يعني موافقة ورضا الطرف الاخر ، ولكني افضل مفردة ( انتزع ) وهي اكثر موائمة وواقعية وتنسجم وتتماشى مع سياق الموضوع ومصداقية الحدث … أقول انتزع من قلوبنا الكثير … نظافتها ، انسانيتها ، طهارتها ، الرحمة الفطرية فيها ، الوداعة … وزرع مكانها الكراهية ، القسوة ونزعة العنف والشر ، وغيرها من التشوهات الخلقية …
سلب هويتنا الانسانية وحول الكثير منا الى مسوخ تذبح ، تقتل ، تفجر ، تسبي ، تغتصب الى آخر المنيو الاسلامي !
فاصبحت الرحمة ، الابتسامة ، الطِيبة لانراها الا على وجوه الناس من غير ملتنا ، نراها مرسومة على وجه البوذي والكونفوشي والهندوسي ، ولا نراها على وجهٍ صحراوي خشن متخشب متجهم يتصور الطيبة ضعفاً والرحمة ميلاً انثوياً ، والابتسامة من اغرب الامور والضحك يميت القلوب ، وكلها لاتليق بذكوريته التي فوق الوصف …
تمزقت اوطاننا وستتمزق اكثر فالسودان اصبح اثنين وفي طريقه الى ان يكون ثلاثة ، والعراق ثلاثة مفروزة طائفياً على الارض وليس على الخريطة ! سوريا أشلاء تنهشها الانياب المفترسة من ضباع الصحراء … من داعشها الى نصرتها ، ومن كل شراذم اهل الارض اجتمعوا هناك من اجل ان ينشروا الحرية والديمقراطية والحب والسلام والتسامح الاسلامي ! ليبيا … الاسلام السياسي والجهادي وغيره من الاسلامات جعل منها مربعات كانتونية ، كل واحد منها خاص بفكر طائفي تجمعهم الكراهية ، واليمن التعيس سيتحول الى يمنين …
ولايفرح المتآمرون فالدور عليهم لا محالة ( ومثل ما تُكيلون يكال لكم ) ! والسيناريو معد وجاهز ومدروس بدقة وعناية منذ اعوام طويلة ينتظر ساعة الصفر ، ولن تنفعهم احقادهم ولا اموالهم ولا نفطهم الذي سيكون سبباً في تقسيم ارضهم ، وسيُحدِث صدمة مدوية في عقول من مزقوا دولنا وشردوا شعوبنا وفخخوا احلامنا ومزقوا اشلاء أبنائنا باموال البترول هذه ، وهذا قانون طبيعي حتمي من قوانين الحياة اثبته التاريخ واقرته تجارب الامم ، وسيرى من كان له في العمر بقية ذلك !
اخيراً :
يوماً ما سيتدفق النور حتماً الى عالمنا ، وسيُطرد الظلام ، وسيعود الحب ثانية ليسقي ازهارنا التي كاد ان يُصيبها الذبول لتنشر رائحتها في الكون من جديد !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان


.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل




.. شاهدة عيان توثق لحظة اعتداء متطرفين على مسلم خرج من المسجد ف


.. الموسى: السويدان والعوضي من أباطرة الإخوان الذين تلقوا مبالغ




.. اليهود الأرثوذكس يحتجون على قرار تجنيدهم العسكري