الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السعادة في العلاقات تكمن في إدارة الغضب وتسوية الصراعات بطريقة واعية؟!

محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)

2019 / 12 / 2
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



محمود سلامه الهايشه Mahmoud Salama El-Haysha
كاتب وباحث مصري
[email protected]

نحاول في هذه الإطلالة الإجابة عن التساؤلات التالية: هل نستطيع فهم أنفسنا ومتطلباتنا بشكل سليم؟، هل الحصول على كل ما نحتاجه أو نتمناه سيجعلنا سعداء في علاقاتنا غير تعساء؟، هل الوصول إلى شخص مجتهد/ممتع/محبوب/مغامر/متميز يحقق السعادة؟، وهل السعادة تكمن بالحب أم بالألفة؟!
تعد إدارة لحظات العصبية والغضب وتسوية الخلافات بين الطرفين المتناحرين بطريقة واعية إحدى الوسائل الناجعة للسعادة، كما أن معظم الناس تفضل قضاء أوقاتممتعة ولطيفةأكثر من قضاء أوقات للكشف عن ذواتنا الحقيقية.
تقييم المشاكل بين الطرفين (الزوج، الزوجة)، فلابد من الإجابة على الأسئلة الخاصة بتلك المشاكل: أين تكمن؟، كيف تبدأ؟، ما يثير قلقنا وغضبنا؟، وكيف تصبح وقت الغضب؟، لو اعتبرنا أن الإنسان عبارة عن مجموعة من الدوائر ذات الأحجام المختلفة دائرة داخل دائرة داخل دائرة وهكذا، فالدائرة الداخلية جدا والتي تعد الدائرة النواة يوجد بها نفسية الإنسان، فسنجد أن ذلك الشخص يحول باقي الدوائر المحيطة بدائرة النفسية إلى حواجز من الصمت والسرية التي يبنيها حول نفسه مما يصعب فهمنا لأنفسنا ومشاكلنا لصعوبة اختراق كل هذه الحواجز والجدر المتداخل والمتشابكة. لذا نستطيع أن نقول أننا نعيش كغرباء لكل شخص غرابته وتفرده.

ولفهم شخصية الشخص الذي نريد الارتباط به، علينا:
- معرفة آرائهم في كل شيء بالحياة، من ماضي وحاضر ومستقبل، من مأكل ومشرب وملبس ومسكن...الخ.
- الاستعانة بتفاصيل قليلة غير كافية وغير واضحة، وبالتالي الحصول على صورة غير كاملة، وبالتالي نحصل على النتائج التالية:
أ‌- ملء الفراغات والأجزاء المفقودة بناءً علي ما نريده نحن وما نرغب به، أي على حسب هوانا.
ب‌- تعمل أدمغتنا بدورها علي بناء حالة كاملة مما نحلم به.
ت‌- الاصطدام والمواجهة بالواقع، تكون نتيجة ارتفاع كبير جداً في التكلفة، بسبب تجنبنا بذل الجهد الكافي في فهم الشريك من البداية.

نظرية التعلق ودورها في سعادة الإنسان:
يعد عالم النفس جون بولبي من الأوائل الذين كتبوا عن نظرية التعلق عند الإنسان، وهي عبارة عن نظام نحكم متقدم، فيظل الشخص متعلق بما عرفه في طفولته، وهي صفات الأم/الأب/والديه، وهي صفات موثوقة، ناضجة، متفهمة، ليست غريبة كلية، مألوفة.
ثم ينساق الإنسان بشكل لاواعي تجاه ما نجدهم مألوفين، وبالتالي الارتباط بالشخص الخطأ/غير المناسب، وليس بالشخص المناسب/الحب المناسب، لأننا لا نملك أي خبرة أو معرفة سابقة. والتعلق في الحياة ينقسم إلى قسمان:
1- التعلق بالأم/الأب: وهو حب في اتجاه واحد، من ابرز سماته الأخذ الدائم دون أي عطاء.
2- التعلق بالشريك/الزوج/الزوجة: وهو حب في الاتجاهين، ولكن نصبح دائما راغبين بالأخذ دون العطاء، ما يعقد الأمور مع الشريك مما يؤدي أن نعتبر العلاقة خاطئة.
فمرحلة الطفولة تتميز بالأخذ التام، والاعتماد المطلق. عكس مرحلة النضج والزواج والانجاب فهي مرحلة المشاركة والأخذ الجزئي والعطاء والاعتماد النصفي بل والاعتماد الكامل على النفس في الكثير من المواقف.
هناك عالمان حول الشخص المناسب والملائم للزواج:
1- عالم الرومانسية والعاطفة: الشعور بالحب فقط والبعد عن التفكير بالأسئلة حول مقومات الزواج والمعيشة.
2- عالم العقل والمنطق: جمع المعلومات والتفكير فيها ومعرفة الأسباب التي تجعل هذا الزواج ناجحا أم فاشلا.
لكن بات الإنسان المعاصر يتهرب من التساؤلات أو إيجاد إجابات لها بحجة أن التفكير المفرط يتلف المشاعر الرومانسية. وبالتالي يميل لعدم بذل الجهد والوقت في التفكير حتى لا ينزع الحب.

نستخلص مما سبق، بالنصائح التالية:
- السعادة هي رحلة البحث عن الألفة لا الحب. فيما يطلق عليه الألفة في الحب.
- العلاقة الصحية السليمة علاقة واعية بين طرفين، ونكن على دراية بأن في كل طرف لحظات جيدة وأخرى سيئة، وبالتالي تقبل تقلبات الشريك/الحبيب الجيدة والسيئة، وهذا التفهم هو الحب الحقيقي. ووضع المعادلة التالية أمام أعيننا دائما (الحبيب/ة؛ الشريك/ة= خليط معقد "جانب جيد+جانب سيء").
- تقول عالمة النفس النمساوية ميلاني كلاين: "الأطفال عاجزون على إدراك أن كلا والديه لديه جانبان، جيد وسيء". هذا عن الأطفال فمن المفترض أن يكون من تخطوا مراحل الطفولة والمراهقة لديهم الإدراك الكافي ليكتشف الجانبين في اختيار شريكه الذي سيكمل معه حياته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يخرق نتنياهو خطوط بوتين الحمراء؟ صواريخ روسيا نحو الشرق


.. شائعة تحرش تشعل أزمة بين سوريين وأتراك | #منصات




.. نتنياهو يبحث عن وهم الانتصار.. احتلال غزة هل يكون الخيار؟ |


.. نقل مستشارة بشار الأسد لونا الشبل إلى المستشفى إثر حادث سير|




.. بعد شهور طويلة من القتال.. إسرائيل أمام مفترق طرق استراتيجي