الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هل الكراهية في الاسلام سبب ام نتيجة ؟
جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)
2019 / 12 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في مقال سابق ( ماذا اعطانا الاسلام وماذا أخذ منا ) ركزتُ فيه على نزعة الكراهية واعتبرتها سبباً لكل المصائب وليست نتيجة ، والتي زرعها الاسلام في نفوس الناس من خلال آيات كثيرة كما في سورة الأعراف ( أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ونزعنا ما فى صدورهم من غل ) وآية السيف التي تدعو لقتال اليهود والنصارى ، واحاديث ( ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة … ) … الخ ، ومن ثم فقه متشدد نمّآ هذه الثقافة المدمرة ، كل فقيه شحن اتباعه ومقلديه بوجه المذاهب الاخرى … وهي كلها متطرفة وتحسن استخدام هذه النزعة ولكن الحنابلة هم الاكثر غلواً وتطرفاً في هذا الصدد …
عاتبني أحدهم على اهتمامي بموضوع الكراهية وترك بقية الجرائم التي يقوم بها المسلمون ولنقل المتشددون من امثال داعش وغيرها ، حتى لا نظلم عموم المسلمين الذين بدء أكثرهم يعي الحقيقة التي ايقظتها وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة ، والتي اماطت اللثام عن الكثير من الحقائق التي كانت مخفية في بطون الكتب ، وما اكثرها ؟ ومن لم يدرك الحقيقة بعد سيفعل ذلك لاحقاً وربما قريباً !
فقلت مدافعاً عن ما كتبت وهو يعكس بالتأكيد وجهة نظري وقد أكون مخطئاً واتمنى ان لا اكون كذلك وانتم الحكم … ان الكراهية هي سبب كل الجرائم المروعة التي نراها تُرتكب يومياً في منطقتنا وفي كل انحاء العالم من قبل اسلاميين تكفيريين ، ويوزعونها على كل الناس ، شيعي ، صوفي ، خوارج ، كفار صليبيين صهاينة … الخ من الكوكتيل الاسلامي ! وقد تكون متبادلة كرد فعل وليس فعل … حتى نكون موضوعيين ولكنها تصدر من السلفيين الوهابيين أو من لقطاء الفكر الاخواني الارهابي أكثر من غيرهم !
ولأضرب مثال أو أكثر إن أسعفتني ألذاكرة :
هل تصدق أن أحد ألسائلين في برنامج ديني يتعلق بالفتاوى يسأل الشيخ مستفتياً يريد أن يأخذ ألاوكي من الشيخ : هل يجوز لي أن اقتل شيعياً إن رأيته أمامي في الشارع ؟ فاجابه الشيخ : لا يا إبني لايجوز ذلك ولتترك هذا لولاة الامر … في قناة فضائية وعلى رؤوس الاشهاد ، والشيخ هنا لم يرفض فكرة القتل هذه ولم يحرمها وانما عفا السائل منها وكأنه يقول له لا تنجس يدك الطاهرة البريئة بهذا الكافر النجس يا بني ، ودع الدولة وكأنه الناطق الرسمي بإسمها تفعل اللازم - التي من المفروض انها تحمي كل مواطنيها مهما اختلفت اديانهم او معتقداتهم او توجهاتهم - يريدها هذا الشيخ الحاقد ان تقتلهم لانهم لاينتمون الى مذهبها الرسمي !
واليك مثال آخر :
ايام حكم الاخوان في مصر ، وعلى برنامج ديني على قناة الناس يقدمه الاخواني خالد عبد الله ، وكنت من المتابعين للبرنامج لا حباً فيه ولا بمقدمه ولا بمواضيعه التافهه وضيوفه الملتحين الارهابيين ، ولكن لأعرف أكثر عن هوس وامراض هذا الدين المزمنة في اقصاء والغاء الاخر ، فتطرقوا الى موضوع الشيعة وخوفهم من تسللهم الى مصر السنية … مصر صلاح الدين الأيوبي كما قال الضيف … مصر التي لم تعرف في تأريخها هذا الدين المجوسي ولم يقول المذهب ! ولن تسمح به ( على جثتي ) حسب ما قال احدهم ، وهو يؤكد مقولة مرسي الشهيره عن هذا الموضوع ! وفي سياق الحديث الطويل سأل الضيف مقدم البرنامج خالد عبد الله : اذا اعطيتك مسدس ورأيت شيعياً امامك هل تقتله ؟ فرد خالد بعد تردد - والذي يدنس البدلة النيلي وربطة العنق والياقة المنشاة التي يرتديها - وكان الاولى به ان يرتدي شروالا وعمامة كاسلافه القتلة : ايوه اعمله !!
تصور انه لايعرف هذا الشخص المفترض انه شيعي ، وربما لا يعرف حتى اسمه اضف الى ذلك هو مصري من ابناء جلدته ولم يسبب له اي اذى ، لمجرد انه يعتنق خطاً آخر من خطوط هذا الدين ، او فرقة أخرى من الثلاث والسبعون التي افتى بها محمد وزرع بها البذرة الاولى للكراهية في نفوس البدو ، او المتشبعين بفكرهم وثقافتهم في عصرنا الحالي لا اكثر ولا اقل ! اذن مالذي دفع الاول والثاني والكثير الى التفكير في قتل الاخر والغائه إلا هذه النزعة المدمرة التي زرعها الدين في النفوس ؟
بعدها بفترة ليست بالطويلة وبسبب التركيز على نقطة الخلاف التاريخي هذه قامت جماعة من المتشددين الاخوان والسلفين بقتل حسن شحاته والتمثيل بجثته وحرق بيته وترويع اهله … ماذا تعتقد ان المسبب لفعلهم الاجرامي هذا غير الكراهية العمياء المتجذرة في النفوس بسبب التلقين الديني الممنهج والتوجيه اللاانساني الخاطئ ؟!
لهذا فان القوانين والدساتير في العالم الغربي المتحضر الذي يرفض ان يقتل انسان اخيه الانسان أو يمسه بأي سوء حتى ولو كانت الاساءة معنوية ، لفظية او قد تكون تلميح بداعي الاختلاف الديني او الطائفي او العرقي او العنصري … الخ تعتبر دعوة الى الكراهية و يجرم الفاعل ، وقد سُنت تشريعات لمعاقبة مرتكبي هذا الجرم او ناشريه او المروجين له أو المشيرين اليه حتى ولو من بعيد ! وبعقوبات مشددة قد تصل الى السجن لفترات طويلة ادراكاً منهم لخطورته في تمزيق وتدمير المجتمعات الانسانية !
واليك مثال آخر :
في الرابع والعشرون من تشرين الثاني 2017 أطلق مسلحون قذائف في اتجاه مسجد الروضة في مدينة بئر العبد بالعريش ، عاصمة محافظة شمال سيناء ، ثم استهدفوا الفارين من المسجد بأسلحة آلية ، مما أسفر عن مقتل قرابة 300 شخصا وإصابة العشرات اكثر من 109 شخص بينهم أطفال . تقول تقارير إن غالبية رواد مسجد الروضة هم من أتباع طريقة صوفية تُدعى "الطريقة الجريرية"، وهي من الطرق التي تكفرها الجماعات الجهادية وتصف أتباعها بأنهم "مهرطقون".
حدث هذا الهجوم أثناء صلاة الجمعة . ويقول مصابون إن عددا كبيرا من المسلحين المقنعين الذين كانوا يرتدون ملابس عسكرية فتحوا النيران على المصلين .
ظلت جثامين بعض القتلى في المسجد حتى الانتهاء من إجراءات دفنهم في قرية مزار على بعد ثلاثة كيلو مترات من بلدة بئر العبد ، التي تتبعها إداريا القرية التي يقع فيها المسجد . وقال سكان محليون وصحفيون في سيناء إن أغلب رواد مسجد الروضة هم من قبيلة السواركة …
تعليق :
لو تتابع القنوات الدينية وهي كثيرة ولا اريد ان اسمي ولكن توجد واحدة مشهورة لصاحبها لا اريد ذكر اسمه يجلس من الصباح الى المساء 24 ساعة على 24 ساعة يتحدث عن الصوفية ، ويسخر منها ويسفه افكارها ويستسخف ما جاء على لسان ابن عربي من شعر صوفي جميل لا يتقبله هذا السلفي المتخشب ، وليس الصوفية فقط وانما الكل : شيعي مجوسي على سني سروري على ازهري جاهل ، ولا يسلم من لسانه الزفر احد …( قطعة السلاح قد تقتل انساناً اما الافكار الخاطئة فقد تقتل شعوباً ) …
هذا ان لم يكن سبباً مباشراً في التحريض قد يكون غير مباشر عن طريق لفت انتباه المتشددين وكأنه يقول لهم : اقتلوهم إنهم كفار ! وهذا ما حصل من خلال هذه المأساة المروعة … ناس مدنيون عزل لاذنب لهم الا ان مذهبهم لم يعجب غيرهم ، او يختلفون في الفهم مع غيرهم من المسلمين السلفيين من سادة الكراهية ومنظريها ، حكموا عليهم بالموت بكل بساطة … مجزرة ترضي من ؟! إلا غلاض القلوب من متوحشي هذ الفكر التدميري الذي لن ينتهي الا بانتهاء هذا الدين الدموي !
سؤال محيِّر :
لماذا لا يقبل المسلم ان يختلف معه احد عقائدياً او فكرياً ، وهو امر طبيعي بين البشر فلا يمكن ان يكون كل البشر على راي وعقيدة واحدة مستحيل … كما قال مكسيم غوركي : ( جئنا لنختلف ) اي اننا خُلقنا مختلفين وهذا هو قانون الحياة ولامناص من قبوله !!
ناهيك عن الهجمات التي قام بها متشددون على مسيحيين في سيناء وغيرها من المدن المصرية وهو موضوع ذو شجون لا نرغب باثارته لحساسيته المفرطة !
اخيراً :
ارى ان مهمة الدولة ضرورية في مراقبة ، أو إيقاف انتشار الفضائيات التي تدعوا الى الكراهية ، او التي تشجع عليها لأنه أمن قومي ، والحد من اندفاع السلفيين الى العنف او الرغبة فيه متصورين بان الحل هو في ابادة كل اصحاب الفرق الاخرى ليبقوا هم وحدهم على هذه البقعة البائسة المنكوبة من منطقتنا ! واعتقد ان الحكومات تحابي الاسلاميين ربما خوفاً منهم وتجنب شرهم فهي تتهم اي علماني اذا نطق بكلمة بازدراء الاديان وتزج به في السجن ، لماذا لا يحكم على الشيوخ المتطرفون بالمقابل بقانون نشر الكراهية والزج بهم في السجن والخلاص من شرهم !
( إضمن لي سكوت رجال الدين ، اضمن لك انتهاء الطائفية ) …
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - الحقيقه
على سالم
(
2019 / 12 / 4 - 01:55
)
لاشك ان الاسلام ملئ بالاحقاد والكراهيه والمراره وقتل المخالف بعد اذلاله , الاسلام هو ابشع شئ فى الوجود والواجب تسليط الاضواء عليه وفضحه واخراج قبحه وبشاعته لكى يحكم عليه العالم