الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جذور اللغة وتطورها- الآرامية الأم - 5 .على جدار الثورة رقم -241

جريس الهامس

2019 / 12 / 7
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


إذاً حلّت اللغة الآرامية وحفيدتها السريانية بجدارة محل اللغات التصويرية القديمة .. وأحالتها على المعاش في متاحف العالم القديم ...
وهكذا أصبحت الآرامية وإبنتها البكر السريانية لغة التجارة والسياسة والمواثيق الدولية كلها في المشرق , وحوض المتوسط كله حتى - قرطاج الكبرياء... والمغرب الأقصى ..وإمتذ نفوذها إلى الجنوب كله حتى بحر العرب والقرن الأفريقي . ..وما اللغة ( التغرينية - أو التجري ) التي لاتزال مستعملة حتى اليوم في : أرتيريا -وأوغادين . وغيرها في أثيوبيا وجيبوتي والصومال سوى لغة آرامية متطورة في اللهجة فقط عن الآرامية الأم...وهذا ما أكده القائد الوطني الأرتيري الصديق المرحوم ( عثمان صالح سبّي ) في كتابه الثمين ( تاريخ أرتيريا ) الذي أهداني إياه أثناء زيارتنا له في جنوب السودان إبان الثورة الأرتيرية عام 1978 ..
كما نجد حتى اليوم المفردات والمصطلحات الآرامية واضحة جلية في اللغة الأمازيغية في الشمال الأفريقي ...
ولغة الثقافة والحضارة والإقتصاد هذه هي كائن حي يتطور دوماً بتطور البنية الإقتصادية , والطبقية ,,ووسائل الإنتاج والعلاقات الإجتماعية ...لذلك فهي تحتاج دوماًللتجديد والتهذيب ..وإبتكار الجديد في البناء الفوقي ..كاللغة والأدب والفن والعادات والعبادات أيضاً ليتلاءم مع التطور والتغيير الدائم في البناء التحتي ...ومعطياته المتجددة..
وكما كانت لغة الشعر والأدب وسائر الكتابات المكتشفة على الرقم , أو الخشب أوالجلد قبل الإسلام الذي سمي ( جاهلية ) ظلماً ومنافاة للحقيقة ..لأ نها كانت حياة تقدم وحضارة في الحواضر والبوادي ولغتها كانت بنت تلك المرحلة من حياتهم التي كتبوا بها مطولاتهم الشعرية بلغة عصرهم التي تحتاج للمعاجم والتفسير في عصرنا المختلف جذرياً عن عصرهم ...وكتبوها بماء الذهب وعلقوها على الكعبة التي كانت مقدسة ومركزاً دينياً قبل الإسلام .- رغم أنني أميل لرأي عميد الأدب العربي - طه حسين - في كتابه الشهير ( في الشعر الجاهلي ) الذي ينفي هذا الشعر ويراه منتحلاً بعد الإسلام - كما يرى كثيراً من الآيات منحولة أيضاً لآن لغة الجاهلية كانت الآرامية وإبنتها السريانية.. ولم تكن العربية كما سيأتي .....
وإذا كان تطور أية لغة من لغات العالم يتبع تطوّر بناء مجتمعها التحتي طبيعياً .فمن الطبيعي أن تكون اللغة الآرامية وإبنتها الشرعية السريانية وحفيدتها العربية ,وتطورهافي صلب هذا القانون وليست خارجه .. ولكنني لست مع الإنهيار الأدبي وإلغاء أوزان الشعر وموسيقا واحاته وإبداعاته الإنسانية ..ـ تحت عناوين : الشعر الحر - أو القصيدة النثرية ...
وما اللغة الفينيقية أو العبرية سوى لهجات وإشتقاقات من الآرامية الأم . وتطالعنا المصادر التاريخية المتعددة ..أن اليهود تخلوا عن لهجتهم العبرية قروناً طويلة ...وإستعملوا اللغة الآرامية -السريانية السائدة في فلسطين وبلاد الشام كلها ..وهي التي تكلم السيد المسيح وتلاميذه بها ..وكتبت بها الأناجيل الأربعة ..وأعمال الرسل...
وبقيت الآرامية والسريانية أوثق المصادرالتاريخية المكتوبة من العالم القديم .رغم تعرضها لعوامل قاهرة وإضطهادات طويلة وحرق ونهب وتخريب في حِقَبٍ ظلامية مختلفة ذهبت بالكثير من هذا التراث الإنساني الأصيل الذي لم يبق َ سوى النذر اليسير منه.. الذي حفظ في الأديرة والكنائس السريانية والشر قية في شمال العراق - وأبرز ما بقي منها ( كتاب تاريخ الأمم - لإبن العبري - والرهاوي المجهول -) ومثلها في جبال لبنان أوفلسطين أوفي مكتبة دير صيدنايا - التي أحرقت مع الأسف في القرن التاسع عشر التي كانت تضم آلاف أثمن الوثائق التاريخية النادرة -- التي أحرقتها يد رجال الدين الجهلة والتي سنتكلم عنها . في الأبحاث القادمة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع


.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر




.. أردوغان: حجم تجارتنا مع إسرائيل بلغ 9.5 مليارات دولار لكننا


.. تركيا تقطع العلاقات التجارية.. وإسرائيل تهدد |#غرفة_الأخبار




.. حماس تؤكد أن وفدها سيتوجه السبت إلى القاهرة