الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا سادة أنتم حكاماً ولستم ألهه

عماد فواز

2006 / 5 / 26
المجتمع المدني


يبدوا لنا من خلال الواقع والأحداث المتتالية في شتي البلدان العربية أن الحكام العرب ( رؤساءً وملوكاً وسلاطيناً وأمراءً ) قد التبس عليهم أمر الولاية علي الشعب، وظنوا أن الولاية مرادفاً آخراً للوصاية ، وأن الحاكم بآمرة وصيا علي عقول شعبة ، يقرأ لهم ويفهم عنهم ويحدد لهم حدود ثقافتهم وإدراكهم، وما دون ذلك فهو كفرا بيناً يجب أن يقام علي صاحبه حد ألرده.
خيل الوهم لهؤلاء المساكين (الحكام) بأنهم ألهه وكفراً أن نختلف معهم في الآراء والأفكار والسياسات ، بل وخطيئة لاتغتفر أن لا يؤمن المواطن بكل أفكاره وبوافر منته ونعمته وجلال ملكه وملك ورثته من بعده ، وأن شعباً لا يجمع علي الإيمان بحاكمة فهو شعباً يستحق الإباده.
إن التاريخ يحمل حكايات كثيرة لمثل هؤلاء المساكين المجانين من(مدعي اللاهية) الذين أبادوا من لا يؤمن بهم ومن يختلف معهم في السياسة و الرآى من أبناء شعبهم، وهناك الكثير والكثير من المعارضين العرب الذين أبيدوا بسبب معارضتهم لهؤلاء المرضي الذين أغفلهم مرضهم النفسي عن الحقيقة ، وأن الله الواحد القهار بكل ماله من ملكوت السماوات والأرض وجبروت ، لم يجبر خلقه علي الإجماع عليه بالرغم من قدرته علي ذلك، منح ابن آدم الحق في التفكير والاستنتاج والبحث والتدبير والإيمان والكفر ، منح المؤمن الحق في الحياة ، ومنح الكافر نفس الحق، لأنه الله الملك الرحيم العزيز الحق.
فيا معشر الحكام العرب ما دهاكم، هل أنساكم العرش لقاء من لا يزول عرشه؟ وهل تظنون أن القتل والقمع والسحل وفرم الأصابع ،سوف يؤدي إلي إجماع شعوبكم عليكم؟ وهل بسياطكم وكلابكم وجندكم سوف تحققون ما لم يرضاه الله علي نفسه؟.
يا سادة العرب، تخلصوا من أمراضكم النفسية ، وعقد التقزم والعجز التي تعتريكم ، واعلموا أن حب الشعوب أفضل وأبقى وأن التاريخ لا يرحم وأن الجغرافيا لأتبقى علي حال وأن الديان لا يموت ، وأن الاختلاف في الرآى لا يفسد للود قضية .
دفعني إلي كتابة هذه السطور ما حدث في تونس ـ وأسفت له ـ وأدانته جميع المنظمات المعنية بحقوق الإنسان،حيث شهدت الدولة خلال الأسابيع القليلة الماضية سلسلة من الممارسات القمعية المتصاعدة ، بدأت بالاعتداء على المحامين والمحاميات المعتصمين بدار المحامين بتونس ، احتجاجا على قانون جديد يتيح للحكومة التونسية السيطرة على المعهد الأعلى للمحاماة بشكل يهدد استقلاله مهنة المحاماة وذلك في التاسع من مايو .

كما تم احتجاز رئيس نقابة الصحفيين المستقلة لطفي حاجي في الحادي عشر من مايو والتحقيق معه لمدة أربعة ساعات بعد اتهامه بعقد لقاء سري بمنزله .

ولم تسلم أسرة المرحوم عادل عرفاي أحد كبار المدافعين عن حقوق الإنسان في العشرين عاما الماضية ، من المضايقات ، حيث تم منعها من دخول مقر الرابطة التونسية لحقوق الإنسان في 18 مايو لتأبين الفقيد الراحل .

ثم تواصلت التحرشات قوات الأمن لحد الهجوم على عضو المكتب التنفيذي للفرع السويسري لمنظمة العفو الدولية "ايف ستاينر" إثناء حضوره الجلسة العامة السنوية للفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية ، وقد تم توقيف ستاينر والاعتداء عليه وطرده خارج تونس في 21 مايو .

وفي تصعيد أخر ينم عن ارتفاع درجة هذه الهستريا الأمنية ، قامت أجهزة الأمن اليوم بالاعتداء على عدد من المحامين والمحاميات و اقتحام مكتب نقيب المحامين والاستيلاء على عدد من أوراقه ووثائقه ضاربة بالقانون عرض الحائط ومخالفة لكل الأعراف الدولية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات واعتقالات في الولايات المتحدة الأمريكية.. حراك جامعي


.. الأمم المتحدة: هناك جماعات معرضة لخطر المجاعة في كل أنحاء ال




.. طلاب معهد الدراسات السياسية المرموق في باريس يتظاهرون دعمًا


.. الأمم المتحدة: الهجوم على الفاشر بالسودان سيكون له عواقب وخي




.. مصر تعرض على إسرائيل عدة أفكار جديدة كقاعدة للتفاوض حول الأس