الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يتمسك الأصوليون بتخاريفهم؟

طلعت رضوان

2019 / 12 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


منذ حوالىْ عشرين سنة، كنتُ أتمنى إنتاج سيارة لها خصائص الطيارة، بحيث يــُـمكنها الهبوط على سقف المنزل..وذلك بهدف تحقيق هدفيْن الأول: القضاء على أزمة المرور..والثانى: حل مشكلة وجود مكان لترك السيارة فى الأماكن العامة، وذلك- بصفة خاصة- فى المُـدن المُـزدحمة بالسكان (على مستوى العالم)
وبالرغم من إدراكى أنّ تلك السيارة/ الطيارة التى تخيلتها، لن يستفيد منها فقراء العالم، فإننى فرحتُ عندما قرأتُ الخبرالذى انتشرفى الصحف الأوروبية..وعلى بعض المواقع الالكترونية..وملخصه أنّ هولندا أنتجتْ سيارة/ طائرة مصنوعة من ألياف الكربون..والتيتانيوم والألومنيوم..ومُـجهــّـزة بمراوح علوية وخلفية..وتطير على ارتفاع يصل إلى 1500 قدم (القدم = 48ر30سم) وتصل سرعتها القسوى إلى200 ميل فى الساعة (فى الهواء) و100 ميل على الأرض (الميل = 09ر16 كيلومتر) وتتسع لشخصين..وتقدم للحجز70 شخصـًـا.
هذه السيارة سوف يتبعها سيارة يـُـمكن (تطبيقها بحيث تكون فى حجم حقيبة) وبالتالى يأخذها صاحبها معه إلى مكان عمله، أوفى سكنه..إلخ.
وهكذا يــُـثبت علماء العلوم الطبيعية وتطبيقاتها التكنولوجية، قدرتهم على (توفير السعادة) للبشر، بينما أعضاء الكهنوت الدينى (فى الديانة العبرية بشـُـعبها الثلاث: اليهودية/ المسيحية/ المحمدية) مهمتهم اثارة عوامل الحقد والفتنة بين البشر.
وهذه السيارة/ الطيارة..وهذا التقدم العلمى، جعلنى أتذكــّـرالعلماء المصريين الذين حققوا بعض الانجازات (قبل يوليو1952) إلى أنْ جاء ضباط يوليو..وبدأ التراجع بسبب منظومة الحكم الدكتاتورى، الذى دفع نوابغ المصريين إلى الهجرة للدول التى تحترم العلم Science وتــُـقـدّرالعلماء وتحترمهم.
فقبل كارثة أبيب/ يوليو1952 تمتــّـع العلماء برعاية الدولة المصرية، فى الوقت الذى كانت مصرتحت سلطة وسيطرة المحتل البريطانى..ولعلّ من أشهرالنماذج د.على مصطفى مشرفة (يوليو1898- يناير1950) عالم الفيزياء الشهيرابن محافظة دمياط..والذى وصفته بعض الموسوعات العلمية..وبعض دوائرالمعارف العالمية بأنه (أينشتاين المصرى) وعند الحديث عن نظرية النسبية لأينشتاين..كان يـُـكتب فى الهامش: انظرد.على مصطفى مشرفة..وعندما كان عمره لم يتجاوز22سنة، بدأتْ أبحاثة العلمية تشق طريقها إلى الدوريات العلمية العالمية..وهذا مجرد مثال واحد من بين عشرات الأمثلة.
وبعد يوليو1952 بدأ مسلسل عدم الاهتمام بالعلماء المصريين، حتى الذين تـمّ اغتيالهم مثل يحيى المشد وسعيد بديرإلخ..وآخرحلقات المسلسل ما قرأته عن العالم د.مصطفى السيد الذى تقدم بمشروع العلاج بجزئيات الذهب، إلى المركزالقومى للبحوث، الذى عرض نتائجه على المسئولين بوزارة الصحة، بعد تجربته على الفئران الصغيرة..وهى التجارب التى استمرتْ من2008- 2013..وردّتْ الوزارة بوجوب إجراء التجربة على الحيوانات الكبيرة للتأكد من فاعلية العلاج..وبالفعل تـمّ إجراء الأبحاث على الكلاب والقطط الكبيرة، فى الفترة من2014- 2016..وثبت أنّ نسبة الشفاء من سرطان الثدى والجلد ((مُـبشرة جدًا ودون أى آثارجانبية))..وتـمّ نشرهذه النتائج فى مجلة علمية دولية..وبعد مرورسنة ونصف..كتب المسئولون عن الملف أنّ الأبحاث ((غيركافية حتى تتم الموافقة على إجراء الأبحاث على المرضى من البشر))
ومع العراقيل والمُـعوّقات التى وُضعتْ أمام د.مصطفى السيد، اضطرللموافقة على مشروع ((دراسات اكلينيبكية لعلاج سرطان البروستاتا فى الولايات المتحدة الأمريكية)) وتم نشرهذه الدراسة فى كبرى المجلات العلمية الدولية، فى مجال المسالك البولية..وكان د.مصطفى السيد يتمنى أنْ تكون تجاربه فى مصر..وأنْ يستفيد بها الشعب المصرى (ملخص الرسالة التى أرسلها د.أحمد صبرى عبدون (رئيس الفريق البحثى بالمركزالقومى للبحوث، ردًا على مقال الأستاذ صلاح منتصرالذى تساءل عن ((سرحرمان ملايين المرضى المصريين من علاج السرطان بجزئيات الذهب)) وأضاف فى مقاله الأخيرأنه سوف يفترض أنّ العراقيل التى وضعتها وزارة الصحة..كانت فى عهد الوزيرالسابق..فلماذا تستمرتلك العراقيل والمُـعوقات من الوزيرالحالى؟ إلاّ إذا كانت هناك (يد) فى وزارة الصحة لها مصلحة فى عدم استفادة المصريين من هذا العلاج (أهرام19/12/2018)
ولماذا يستمرمسلسل تجاهل العلماء المصريين؟ ويدفعهم إلى مغادرة مصر..وإهداء أبحاثهم ونبوغهم للأنظمة التى ترحب بهم..وتــُـقـدّم لهم كافة المساعدات لإنجازاختراعاتهم. فهل النظام المصرى لايعرف فضل العلماء على البشرية؟ فى حين أنه لايكاد يمريوم (وليس أسبوع) إلاّوتنتشرأخبارالتقدم العلمى..وتطبيقاته التكنولوجية فى شتى المجالات، سواء فى علوم الفللك أوالذرة أوالطب..إلخ..ومن بين هذه الأخبارفيما يتعلق بالتقدم الطبى وتقنياته، المُـستمـدّة من (علم الوراثة) بعد نجاح العلماء (منذ عدة سنوات) فى الانتهاء من (الخريطة الجينية)..وبفضل جهود العلماء التى استمرّتْ عشرات السنين، تمكــّـن فريق من العلماء الصينيين عن ((ولادة طفلتيْن مُـعـدّلتيْن وراثيــًـا))..ووفقــًـا لما ذكره رئيس البحث (هى جيانكو) فإنّ الطفلتيْن (نانا) و(لولو) وُلدتا فى شهر(نوفمبر2018) وهما قد اكتسبتا (صفة جينية وقائية) حيث تـمّ تعديل وراثى أكسبهما مناعة من الإصابة بفيروس الإيدز..وتـمّ التعديل باستخدام تقنية CRISPR للمرة الأولى فى العالم على البشر..وذلك بعد حذف وإضافة الجينات بدقة شديدة، لتتناسب مع الهدف وهو(تخليق) الجين الوقائى (بمعنى إضافة وظيفة جديدة أوخاصية جديدة لجهازالمناعة)
وقالت د.نجوى البدرى (مديرة مركزالتمييزلبحوث الخلايا الجذعية) بمدينة زويل، أنّ التجربة تـمّ إعلان تفاصيلها بسجلات التجارب السريرية (نسبة إلى السرير)..وكذلك فى دورية علمية عالمية شهيرة..وأنّ التجربة لم تكن بغرض العلاج..وإنما لوقاية الأطفال من (مجرد إحتمال الإصابة بفيروس الإيدز..والأهم فى هذا الاكتشاف العلمى..هوأنّ ((هذا التعديل الجينى سيكون مُـتوارثــًـا، بمعنى أنه سينتقل إلى الأجيال القادمة (أهرام27نوفمبر2011)
000
وأعتقد أنّ هذا الإنجازالعلمى المُـذهل لم يكن له أنْ يتحقق إلاّبفضل ما تـمّ إنجازه من نظريات علمية، ساعدتْ على التطبيق التكنولوجى..ومن بينها الأبحاث التى طوّرتْ (علم الوراثة) فى شكل (طفرة) أسعدتْ العقلاء..وأغضبتْ اصحاب العقول المُـتحجرة، الذين لايرغبون من مُـغادرة كهوف الماضى.
وبفضل العلماء الذين وهبوا حياتهم لسعادة البشر، توصلوا لتقنية زراعة الأنسجة فى تكثيرالخضراوات والفاكهة..و(تخليق) أشجارممتازة دون اللجوء إلى البذور، التى كثيرًا ما يعجزالمزارع عن الحصول عليها..وبفضل هذا الانجارالعلمى والتكنولوجى فلوتـمّ العثورعلى نخلة (واحدة) أنتجتْ بلحـًـا أكثرحلاوة من غيرها، فإنه يمكن (بتقنية زراعة الأنسجة) إنتاج ملايين النـُـسخ منها..وبفضل هذه التقنية يستطيع الفلاح زراعة هذه الأنسجة فى أرض بها نسبة ملوحة عالية أوفى موقع شديد الحرارة، فيتمكن من انتخاب الأفضل من الخلايا، بينما هذا الفلاح لا يستطيع ذلك بالطرق التقليدية (نظام الفسائل) وقد نجحتْ طريقة (زراعة الأنسجة) نجاحـًـا باهرًا فى نخيل الزيت الذى كان حتى وقت قريب لايتكاثرإلابالبذرة..وقد طوّرتْ إحدى الشركات العالمية بإنجلترا تكنيك زراعة أنسجة هذا النخيل..وأرسلتْ أولى شتلاتها للزراعة فى ماليزيا عام1976، ليكون الإثمارفى عام1978..وبزيادة فى (غلة الزيت) بلغت 30%..كما نجحتْ تقنية زراعة أنسجة نخيل البلح..وهذا يعنى زيادة ثمارالمحصول وجودته..وهذه التقنية الحديثة سوف تساعد على استنبات أنسجة (نبات الفانيليا) وأنسجة أشجارالصمغ، لإنتاج الفانيليا والصمغ فى المعامل وليس فى المزارع..وبذلك يمكن توفيرالأرض لزراعات أخرى..كما تمكنتْ إحدى الشركات عام1991من إنتاج الفانيليا من (مزارع الأنسجة) وهذه الفانيليا ليست (اصطناعية) وإنما هى مطابقة تمامًـا لما تنتجه بذور(أوركيدة الفانيليا)..وبعض العلماء يحاول إنتاج ألياف القطن من (مزارع الأنسجة) بل إنّ البعض تمكن فعلا من تنمية الحويصلات التى تحمل العصيرفى ثمارالبرتقال والليمون والجريب– فروت لإنتاج عصائرالموالح من (مزارع الأنسجة) دون ثماربل ودون أشجار.
ويوجد نوع من مرض السكراسمه العلمى Diabetes ينشأ فى الإنسان عندما يهاجم الجهازالمناعى على الخلايا المفرزة للإنسولين بالبنكرياس (أى يهاجم الهرمون الضرورى لحفظ المستوى الصحيح من السكرفى الدم) وإذا تحطمتْ هذه الخلايا أصبح على المريض أنْ يلجأ يوميـًـا إلى حقن الإنسولين..وقد ركزتْ دراسات كثيرة على تعاطى المريض بالفم لكميات وفيرة من بروتين GAD حتى يمتنع الجهازالمناعى عن تدميرخلايا البنكرياس..ولكن كانت المشكلة هى صعوبة تصنيع هذا البروتين بكميات تسويقية كبيرة.

وبعد عدة تجارب نجح باحثون كنديون فى يوليو1997فى إدخال (الجين) المشفرلبروتين (جاد) فى (دنا) البطاطس، فأنتجوا بطاطس تحمل مستويات عالية من هذا البروتين..كما تـمّ اكتشاف سلالة من فئران أنتخبتْ للحساسية العالية لمرض السكر..وتــُـعتبرنموذجـًـا ممتازًا لحاملى هذا المرض، حيث ثبت أنّ لها نفس تركيب البنكرياس..ولها نفس الاستجابة المناعية، فتم أخذ عينة من فئران هذه السلالة وحقنها بالبطاطس المهندسة وراثيـًـا، فكانت النتائج مُـشجعة جدًا. ثم بدأ تجريبها على البشر..ويعتقد العلماء أنّ أكل النباتات المُـهندسة وراثيـًـا ملائمة..وقد تنجح فى منع طرد الجسم للأعضاء المزروعة فيه.
وقد أمكن بالفعل إنتاج الكثيرمن النباتات المُـطعمة بجينات بشرية، وتحويلها إلى (بروتينات بشرية) وعلى سبيل المثال فإنّ البطاطس تنتج (ألبيمين الدم) ونبات (اللفت) ينتج (الإنكفالين) الذى يفرزه المخ لمنع الألم..ونبات (التبغ) ينتج (إنترلوكى- 2) وبعض أصناف الخضروات والفواكه مثل: الموزوالطماطم والبطاطس، تحمل (فاكسينات بشرية) للسعال الديكى والالتهاب الكبدى والوبائى B وكذلك أمراض الاسهال والتيتانوس والدفتريا..وتحمل أيضـًـا أجسامـًـا مضادة لبكتريا تسوس الأسنان.
ولأنّ المُـتعصبين دينيـًـا مُـتشابهون فى كل دين، لذلك– كما ذكرد.أحمد مستجير- فإنّ الأصوليين فى بريطانيا (فى أوئل التسعينيات من القرن العشرين) هاجموا التكنولوجيا الحديثة، بحجة أنها لايمكن أنْ ((تكون محايدة)) وأنّ فيها ((نهاية العالم)) خاصة فى عصرالكمبيوتر، الإنترنت، الهندسة الوراثية والبيوتكنولوجيا..وأنّ كل هذه المبتكرات تؤذن بنهاية العالم..وبالرغم من ذلك فقد وقعوا فى التناقض حيث يستخدمون الكمبيوتر..ويكتبون عليه مقالاتهم التى تــُـهاجم التكنولوجيا..ولم يكتفوا بذلك وإنما شكــّـلوا جماعات من بينهم، لحرق حقول الذرة وفول الصويا المهندسة وراثيـًـا، بحجة المحافظة على الطبيعة لتبقى ((نقية مثلما تسلمناها، عذراء، طاهرة لم تمسسها تكنولوجيا)) ولكنهم يتجاهلون أنّ كل المحاصيل الزراعية قد حــُـورتْ وراثيـًـا من أسلاف برية قديمة..ولكن بطرق مختلفة)) (د.أحمد مستجير- قراءة فى كتابنا الوراثى- هيئة الكتاب المصرية- عام2013- ص133)
وأعلن المتعصبون دينيـًـا أنّ الأطعمة المُحوّرة وراثيـًـا سوف تــُـسبب السرطانات والحساسية للكثيرين..وسوف تــُـقلل مقاومة الجسم وتضعف جهازه المناعى. يقولون هذا رغم أنّ ملايين البشريستخدمون الإنسولين البشرى الذى أنتجته بكتريا مُـحوّرة بإضافة (جين بشرى) إلى مادتها الوراثية لإنتاج الإنسولين..ويتجاهلون أمرحيوانات المزرعة المُـحوّرة وراثيــًـا بجينات بشرية، فأنتجتْ فى ألبانها (عقاقيرللبشر)
وعن الزيادة الهائلة فى عدد سكان العالم، فإنّ العلماء الأوروبيين (المغضوب عليهم والضالين) انشغلوا بالبحث عن وسيلة تــُـوفــّـرالطعام لهؤلاء الملايين..وكان من بين هؤلاء العلماء (واطسون وزميله كريك) حيث نشرا فى عام1953 بحثــًـا (من صفحة واحدة) وصفا فيه التركيب الجزئى لمادة الوراثة (الدنا) هذا البحث قليل الكلمات فتح الباب لعلم الوراثة..وقلـَـبـَـه رأسًـا على عقب..وقفزبه قفزة هائلة لم تخطرعلى بال أحد من قبل، حيث تبيــّـن أنّ المادة الوراثية لكل الكائنات الحية، من البكتريا حتى الإنسان، مؤلفة من نفس المكونات، فكان من الطبيعى- والأمركذلك- أنْ يتساءل العلماء الذين قرأوا هذا البحث- إذا كانت الطبيعة قد خلقتْ الجهازالوراثى لكل الأحياء من نفس المادة، فهل يـُـمكن نقل بعض الأجزاء من المادة الوراثية من كائن إلى كائن آخر؟ وهل من المُـمكن إجراء (جراحة وراثية) نــُـطعـّـم بها المادة الوراثية لكائن ببعض جينات كائن آخر؟ وبمعنى آخر: هل يـُـمكن البدء فى علم جديد اسمه (الهندسة الوراثية)؟
وفى عام1973(أى بعد عشرين سنة من بحث واطسون وزميله كريك) نجح العلماء فعلا فى إجراء الهندسة الوراثية، فنجحوا فى إتمام (تطعيمات جينية) بين أنواع مختلفة من البكتريا..وبين البكتريا والفيروسات..وبين البكتريا والضفاضع..وهكذا بدأتْ (ثورة الهندسة الوراثية)
وفى عام1983 تـمّ بنجاح دخول أول (جين) غريب فى نبات..وكان هذا النبات هو(الطـِـباق)..وبعد ذلك بدأ عدد النباتات المهندسة وراثيـًـا فى التزايد، حتى وصل الرقم فى عام1995 إلى أكثرمن 60 نوعـًـا كان أهمها: شلجم الزيت، الذرة، بنجرالسكر، البطاطس، الطماطم، فول الصويا والقطن..وهكذا انتشرتْ تلك التقنية وبدأ استخدامها فى العديد من بلاد العالم..ووصل عدد تلك الدول التى تــُـجرى التجارب الحقلية على المحاصيل المُـهندسة وراثيـًـا إلى أكثرمن 30 دولة أهمها: الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، فرنسا، كندا، هولندا، ألمانيا واستراليا..إلخ..وفى عام1996زرعتْ الولايات المتحدة نحوثلاثة ملايين فدان بمحاصيل مهندسة وراثيا..وارتفعتْ المساحة عام1997 إلى ما يقرب عشرة ملايين فدان، منها أكثرمن نصف مليون فدان ذرة..وفى نفس العام كان 25% من محصول القطن و15% من محصول الصويا و8% من محصول الذرة بالولايات المتحدة ناتجـًـا عن بذورمُـحوّرة وراثيا..ووصل ثمن ما يباع من البذورالمُـهندسة وراثيـًـا فى عام 2000 إلى ما لايقل عن ستة آلاف مليون دولار(د. مستجير- مصدرسابق- ص139)
وطرح د.مستجيرعدة أسئلة مهمة مثل: لوتـمّ هندسة نباتات تحمل جينات من البقر، فهل يقبل الهندوس أنْ يأكلوها؟ ولوأدخلتْ فى النباتات جينات مأخوذة من الخنازير، فهل يوافق اليهود والمسلمون على أكلها؟ وقد قال بعض (علماء) المسلمين أنّ الجينات تحمل معها هويتها، فالجين المأخوذ من الخنزيريظل جين خنزيرأينما حل..ويرى بعض اليهود أنّ الجينات تأخذ طبيعة الكائن الذى تــُـنقل إليه..وتوجد مشكل أخرى تتعلق بالبشر(النباتيين) الذين لايأكلون الأغذية الحيوانية، فهل المُـطعـّـم بجين حيوانى يـُـعتبرمن الأغذية الحيوانية، بالرغم من أنه أصبح ضمن النباتات؟
ونجحتْ شركة أمريكية فى إنتاج طماطم اسمها العلمى (فلفريبفر) لاتختلف عن الطماطم المألوفة من الناحية الغذائية. لكنها تتميزبقدرتها على الصمود دون تلف بضعة أسابيع..كما أمكن بفضل الهندسة الوراثية تغييرتركيب درنات البطاطس بجين منقول من بكتريا (كولاى) برفع كمية النشا بنسبة تصل إلى 20% ..كما أمكن تطويرأرزفى بذرة إنزيم لعلاج مرض التليف الكيسى وتطويرموزتحتوى مادة ثماره على (فاسكين الالتهاب الكبدى- B)..كما أجرى العلماء الأبحاث فى مشروع الجين الأزرق (بلوجين) وقد تمكــّـنتْ شركة (مونساتتو) بالفعل من تصنيع قماش أزرق من هذا القطن لايحتاج إلى صبغة..كما أنّ لونه ثابت لايزول مع الغسيل.
وهكذا يتبيــّـن أنّ الإنجارات العلمية الحديثة هزّتْ الكثيرمن الثوابت التراثية، التى مضى عليها عدة آلاف من السنين.. فلماذا يرفض النظام المصرى الخروج من عصرالكهوف؟ ولماذا يتمسك الأصوليون بتخاريفهم؟
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ميل الى كلم
Muwaffak Haddadin ( 2019 / 12 / 8 - 13:26 )
الاستاذ طلعت رضوان المحترم
مقالة مفيدة جدا خصوصا لفير علماء الجنات.
أرجو أن ابين هناك خطأ مطبعي في معادلة الميل والكيلومتر إذ أن الفارزة يجب ان تكون قبل العدد 6 أي ان الميل = 609ر1 كلم
مع التقدير
د.موفق حدادين
أستاذ في الصيدلة

اخر الافلام

.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج


.. 101-Al-Baqarah




.. 93- Al-Baqarah


.. 94- Al-Baqarah




.. 95-Al-Baqarah