الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جذور اللغة وتطورها في بلادنا -6- على جدار الثورة رقم 242

جريس الهامس

2019 / 12 / 8
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


والإنحراف عن قواعد اللغة وأوزان وموسيقا الشعر العربي وإبداعاته الإنسانية ...تحت عناوين مستهلكة كالشعر الحر . أو القصيدة النثرية...
ومااللغةالفينيقية, أو العبرية , أو الكنعامية .سوى لهجات وإشتقاقات من الآرامية الأم .. وتطالعنا المصادر التاريخية الموّثقة ...أن اليهود أهملوا إستعمال لغتهم العبرية قروناً طويلة ..وإستعملوا اللغة الآرامية - السريانية التي كانت سائدة في فلسطين والمشرق العربي كله . وبها تكلم السيد المسيح وتلاميذه ..وبها كتبت الأناجيل الأربعة وأعمال الرسل - كما أكد ذلك العلامة الدكتور: جواد علي في موسوعته ( العرب قبل الإسلام -الجزء الأول )
وبقيت الآرامية وإبنتها السريانية , أوثق المصادر التاريخية الباقية من العالم القديم الذي تعرّض لحروب ودمار وإضطهادات طويلة ووحشية وحرائق ونهب وتخريب عبر حقب ظلامية مختلفة ذهبت بالكثيرمن التراث الإنساني الأصيل. الذي لم يبقَ منه إلا النذر اليسيرالذي حفظ في مخابئ الصوامع والأديرة السريانية والشرقية في شمال العراق كدير الشيخ ( متى ) الذي كان موطن وملجأ العلامة ( إبن العبري - صاحب موسوعة - تاريخ الأمم - والرهاوي المجهول وغيرهم ) وكصوامع وكهوف السريان الموارنة في جبال لبنان .الذين صانوا اللغة العربية بنت السريانية وحفيدة الآرامية وحموها من سياسة التتريك العنصرية العثمانية ....أوفي صوامع وأديرة فلسطين وجبال الجليل والسامرة ...دون أن ننسى مكتبة دير صيدنايا التاريخية الضخمة الممتدة من تاريخ بناء الدير- في القرن الخامس الميلادي إلى تاريخ حرق كل محتوياتها من كنوزلاتقدر بثمن ولاتختلف في رأيي كثيراُ عن كنوز مكتبة الإسكندرية التي أحرقها عمروبن العاص بعد غزوه مصر وإحتلالها في القرن السابع الميلادي .
وبقيت قضية حرق محتويات مكتبة دير صيدناياوكنوزها طي الكتمان مع الأسف..إنها خسارة للوطن وخسارة لنا جميعاً التي لاتقدر بثمن.. وفيها وثائق مكتوبة على رق الغزال مطموسة.كما ورد بشهادة بعض الراهبات كما سيأتي . ومن الطبيعي أنها كانت تحتوي تاريخ أجدادنا الأبطال الجلاميد المجيد .. الذي صمدوا في كهوف وجبال هذه المنطقة وإنتزعوا حق الحياة من بين الصخور ..والمؤسف أن هذه الجريمة التي نفذت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في فرن الدير نفسه بأمر من بطريرك جاهل وأحمق وكهنة أغبياء ..ولم تكن بإعتداء خارجي ...
وسنتناول هذا الموضوع في الأبحاث القادمة ..حسب المصادر المتوفرة النادرة والمرهقة للعثور عليها.خصوصاً في غربتنا المريرة عن الوطن المغتصب ..
.....ومن رحم الآرامية ولدت بناتها وحفيداتها الشرعيات ..السريانية - والنبطية والتدمرية - والفينيقية - والكنعانية - والعبرية - والتغرينية ثم العربية - كما ولدت الفرنسية - والإيطالية - والإسبانية - والبرتغالية وغيرها من رحم اللاتينية .
ولاتزال اللغة الآرامية لغة صلوات ومعابد الصابئة المندائيين الذين يعيشوا على ضفاف الأنهار : في جنوب العراق - والهند - وإيران - وهم شعب نشيط وطيب .. و يعتبر الصابئة من أقدم الديانات في العالم ونبيهم الرئيسي بعد ( آدم ) هو يوحنا المعمدان - أهم المراجع - ( الصابئة في التاريخ - للدكتورة .ناجية المرّاني )...
كما لاتزال السريانية لغة الصلوات والأناشيد الدينية في الكنائس السريانية .ولاتزال في سورية حتى اليوم ثلاث قرى آرامية لاتزال تتكلم الآرامية في منطقة القلمون الغربي هي : معلولا - وبخعة -- وجبعذين -
....وبرزت في الآرامية والسريانية لهجتان :
شرقية في العراق والهند
وغربية في بلاد الشام
فكلمة ( أب مثلاُ) تلفظ في العراق ( أبا ) وتلفظ في الغرب في بلاد الشام ( أبو ) أما في التغرينية - والكوشية - في القرن الأفريقي فتلفظ ( أب )- تاريخ أرتيريا -عثمان صالح سبّي - ص 54 )
وتجاوز تطور السريانية اللهجات المحلية إلى لهجات حِميَر وسبأ في اليمن ,, وقتبان والصفويين في الجزيرة العربية ثم إلى عربية الغساسنة والمناذرة وكندة ومملكة ماوية التنوخية ملكة دمشق إلى لغة الأنباط وغيرها من دويلات المشرق العربي ..
وكان زمن هذه اللهجات أو اللغات الأكثر تطوراً نحو العربية السائدة اليوم زمن إكتشافات لغوية هامة في آثار ( أم الجمال )الأولى تعود لعام 306 ميلادية - وآثار( أم الجمال الثانية )عام 568 م على قبرأمرؤ القيس - زعيم قبيلة كندة العربية الذي هزم جيوش بيزنطة في ( تل النما رة )... وكلها في حوران جنوب سورية ....وأكدت كل هذه الآثار أن لغتنا العربية هي الإبنة أو الحفيدة الشرعية للغة الآرامية والسريانية التي تكتب دون تنقيط
من الخط السرياني المسمى ( السطرنجيلي ) وهونفس الخط الكوفي الذي كتب به القرآن الأول دون تنقيط ..وبقي دون تنقيط حتى عهد الخليفة ( عبد الملك بن مروان ) الذي أول من أمر بتنقيط القرآن منعاً للخطأ والإلتباس ( راجع تاريخ الخلفاء )...- يتبع
8 / 12 -- لاهاي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا