الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تعليق على الحديث الصحيح : ( إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ) … !
جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)
2019 / 12 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
( روى البخاري في صحيحه ومسلم عن أبي هريرة قال: شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر فقال لرجل ممن يدعي الإسلام : "هذا من أهل النار" فلما حضر القتال قاتل الرجل قتالاً شديداً فأصابته جراحة فقيل يا رسول الله الذي قلت له إنه من أهل النار فإنه قد قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :"إلى النار" قال فكاد بعض الناس أن يرتاب فبينما هم على ذلك إذ قيل إنه لم يمت ولكن به جراحا شديدة فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال : "الله أكبر أشهد أني عبد الله ورسوله" ثم أمر بلالا فنادى بالناس إنه "لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر" )
تعليق :
المسلمون ونبيهم قوم لم يرى التاريخ لهم مثيلا ، لا البعيد عنهم يستطيع الخلاص من شرهم وتزيفهم للحقائق ، ولا القريب يستطيع تجنيب نفسه غدرهم واذاهم … هذا هو البدوي الغدر متمكن منه ، جزء من تكوينه النفسي والفسيولوجي ، فأينما تولي وجهك سينالك اذاه ، لامفر ! حتى قيل في الامثال ( تعشى عند البدوي ونام عند اليهودي ) لانك لو نمت عند البدوي سيغدر بك ويذبحك وانت نائم !
رجل جاء لعونكم وهو مسلم مثلكم فحولتموه الى مدعي الاسلام … وهل شققتم عن صدره ؟! وقاتل معكم واستبسل في ذلك ، وقُتل في معركتكم يَحكم عليه نبيكم بعقاب جهنم ، ويطلق عليه لقب الفاجر ! وهو الذي ضحى بحياته من اجل طمعكم بخيرات خيبر ، أهكذا يكون جزاء الاحسان ؟!
لان الناس بدءت ترتاب … حرفوها فقالوا لم يمت ! ولكن جراحه اضطرته الى انهاء حياته للخلاص من آلامها ، فتحول او حولتموه الى كافر لانه انتحر او هكذا تدعون ، وسيُخلد في النار باوامر من نبي الرحمة !
وقتاله كتفاً الى كتف مع مقاتليكم ومعاناته من جراح اصيب بها دفاعاً عن عدوانكم على أُناس لم يقاتلوكم في الدين ولم يُخرجوكم من دياركم ! كل هذا تلقونه خلف ظهوركم ، وتعاملونه تمشياً مع الهوية الاسلامية الاستعلائية العنصرية ، وتُطلون عليه وعلى كل البشر من علياء عقيدتكم !… لانه ليس نفساً مسلمةً ، ولان الجنة لاتدخلها الا نفسٌ مسلمة … حصرياً مخصصة للقتلة ومغتصبي النساء واللصوص والمنافقين !!
وماذا عن النفايات من الانتحاريين المسلمين الجهاديين المجرمين الذين ينتحرون على مدار الايام والسنين في الاسواق والشوارع وفي كل مكان ، ويقتلون ما يقتلون من أبرياء بالالاف ؟! وانتم تطنطنون في آذانهم وسوسة شياطينكم ، وتوعدونهم بالجنة وحور عينها وغلمانها المخلدون وخمرها وعسلها … !!
والان تعالوا معي لنقرء التفيسر الساذج واللغة الركيكه والتبرير الرخيص لاحد الشيوخ المعاصرين المعروفين لهذا الحديث :
( فهذا الرجل الذي قاتل مع المسلمين قتالاً شديداً قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم هو في النار!! لم يكن قتاله سبباً في دخوله النار وإنما جزعه وقتله لنفسه وهو ما يسمى بالانتحار هو سبب دخوله النار، ثم لم يشفع له قتاله من استحقاقه لدخول النار … )… إذا كان الانتحار يؤدي الى النار لماذا تدفعون وتشجعون وتصدرون فتاوى تحفز الشباب على الانتحار المقدس فيما تسمونه بالجهاد في سبيل اعلاء كلمة الله ؟
من هو الذي يُدخل الناس الجنة ويُلقي بهم في سعير النار ؟ اليست هذه من صلاحيات الله ومهامه ؟! وهو الوحيد الذي يعذب بالنار حصرياً فكيف تحولت هذه الصلاحيات الى محمد ؟!! ثم كيف يستوي أن هؤلاء الانتحاريون يقتلون الالاف من الابرياء … ويذهبون الى الجنة ، وهذا انتحر كما تدعون لانه لم يُطق آلام جراحه ، ولم يؤذي أحداً غير نفسه … في النار !! هذا كمن يسرق رغيف خبز ليبقى على قيد الحياة تُقطع يده ، ومن يقتل وينهب ويسبي ويغتصب لكن بأسم الله أكبر لا عقاب يطاله ، ويوعد بالجنة وله مكان خالد فيها ، وما قام به الا حسبةً لله رب العالمين !!
( وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن فلانة تصلي الليل وتصوم النهار وفي لسانها شيء يؤذي جيرانها سليطة ، قال : " لا خير فيها هي في النار " ، وقيل له : إن فلانة تصلي المكتوبة وتصوم رمضان وتتصدق بالأنوار وليس لها شيء غيره ولا تؤذي أحدا، قال :" هي في الجنة ". )
هكذا ببساطة يوزع هذا في الجنة وذاك في النار دون انتظار يوم القيامة وعندها كما اوهمونا فقالوا ان الله هو من يحاكم ويحكم بمن يذهب الى الجنة ومن يذهب الى النار ، فكيف بمحمد هنا يصدر احكاماً مباشرةً على هذا وذاك ، وبصلاحيات الله اعتماداً على ثقافة القيل والقال وقيلَ وقالوا دون تحقيق ومراجعة ، فأين الحق والعدل ؟!!
وكيف تدخل هذه المرأة النار لمجرد انها سليطة اللسان ، والصحابة وامراء المؤمنين والقادة قتلوا وذبحوا ونهبوا وسبوا واغتصبوا وحرقوا الناس احياءً … الخ وبُشروا بالجنة !!
أخيراً :
تذكرنا هذه الوقائع بحادثة الناشط الايطالي فيتوري أريغوني وهو من أشد المناصرين للقضية الفلسطينية ، وكان يرفض سياسات إسرائيل على الأراضي الفلسطينية ، ووصف حصار غزة بالجرم والدناءة ، كما وصف إسرائيل بأنها " واحدة من أسوأ أنظمة التمييز العنصري على مستوى العالم " .
اُختطِف أريغوني يوم 14/نيسان 2011 من قبل مجموعة تطلق على نفسها سرية الصحابي محمد بن مسلمة ، وأعلنت ذلك عبر تسجيل فيديو قصير وضعته على يوتيوب ، ظهر فيه أريغوني معصوب العينين والدماء تسيل من وجهه ، وطالبت المجموعة الحكومة الفلسطينية المُقالة بالإفراج عن معتقلين سلفيين على رأسهم زعيم جماعة التوحيد والجهاد هشام السعيدني …
تم إعدام أريغوني قبل انتهاء المهلة المحددة للحكومة الفلسطينية والتي حددها الخاطفون بـ" 30 ساعة ". عثرت الأجهزة الأمنية على جثة أريغوني في منزل مهجور شمال قطاع غزة ، وتم نقل الجثة إلى ايطاليا ، وأظهر تقرير الطب الشرعي في روما أن أريغوني مات مشنوقاً وأنه "لا آثار للضرب على الجثة" . ( حنيَّة المجاهدين يشنقونك ورحمة وانسانية منهم لم يضربوك أو هكذا قيل … وآثار الدماء على وجهه ؟ )
ما اشبه اليوم بالبارحة ! … نفس الثقافة الدموية الموروثة من الاجداد وستبقى مازالت هناك عقول خاوية تستقبل هذه الهمجية والجحود ونكران الجميل ، وغيرها من الأوبئة والامراض !
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي