الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثابت الذي لا يتغير.

بوذراع حمودة
(Boudra Hamouda)

2019 / 12 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


خابت آمال الانسان بعدد النجوم في السماء، واستحالت ثوابته رمادا في مهب الرياح تسبح، وشكه في وجدانه ومعمورته ما انفك ينقطع، فنفجر من ذلك نهر سرمدي من الأفكار والتيارات والتوجهات ما عادت تحصى، منها ما جعلت من الناس أصرا وعشائر وشعوبا وأمما متحدة، ومنها ما تمخض عنه سيل من الدماء والحروب لا تزال دمائها إلى اللحظة تسيل والدموع ما يملئ الوديان والمحيطات أجمع وألم بقدر ما يبيد الوجود أسره.
فاختلف الانسان حول ذاته وتصنيفها، كما اختلف على وجوده وطبيعته، من حيث الأصل والمآل وما ذات البين والبين، فراح الفكر البشري مترنحا ما بين الثبات وعدمه يجوب، ولأواصله يسود فلا هو ثبت على نفسه ولا على عالمه ووجوده، ومنه من ابتغى عقيدة أو تفكيرا أو نظرية لها يرتكز ولقلقه الدؤوب يتهرب ولباله يريحه من عناء التفكير.
وبفعل فعل اكتفاء الانسان من التفكير ما آل به إلى العدم من حيث الوجود ومن آل إلى انعدام الوجود في ضل وجود لا جادة في وجوده، لكن حتى اكتفاءه من التفكير تفكير في حد ذاته، فلا مفر من التفكير فهل هو ثابت؟ لكن وقائع الأخبار من الغابر ما يؤكد وما يفند، ومن معايشة الحاضر كذلك ما يساند وما يعارض، ومن الاستشراف ما يعزز وما يثبط ولكل ما سبق من يقر ومن يكذب.
إلا أن التحرك نحو الأمام ما هو ثابت بفعل حركة الزمن وقصص التاريخ تأكد، لكن من الفقهاء من أفتى بالتحرك نحو الوراء ومن الوقائع ما يشهد، ومن المتفلسفين من يرجه للزمن عودة للخلف ومن الانتكاسة لا يعتصم، ومن نفي الحركة والزمن كثوابت وموجودات مادية ورمزية من اتجه.
وبحكم الفعل في الارادة وانتفائها ما جعل للشيء خياران، وبحكم الخيار تتمخض الخيارات، كما للبحر أنهار وللأنهار وديان وللوديان برك وللبرك بؤر وللبؤر تجويفات وللتجويفات أعماق وللأعماق منابع وللمنابع أنهار وللأنهار بحار وللبحار محيطات وللمحيطات.....ومن هذه الدائرة لعدد الخيارات في الفعل والعدم وللإرادة مشيئة وللمشيئة خيار ومن هنا يتبلور الشيء وعدمه.
فالشيء معاين، واللاشيء مُرمَز وفي وجوده خلاف، فلم يكن شيء في وجدانه من الثابت فكيف يكون للعدم إثبات؟
لكن الانسان وسط الثابت واللامثبت يعيش، وبذلك يعيش، ومن الصراع يَعيش ويُعايش ويُعَيش ومن الوجود والعدم يترنح فوجود الانسان وسط الوجود، ووجوده من العدم ووجود كل ما سبق لأمور متشابهة غير مثبتة.
فالخلاف كائن وعدمه من الاتفاق حاصل، ولهذا يعتبر الانسان لغزا وحياته لغزا وعالمه لغزا ولغزه لغزا، ولكي يستمر لبد من أيكون له ثابت واخترنا أن يكون الثابت هو النسبية، فالرأي له نقيضه والوجود له نقيض وللنقيض نقيض، ولكي يثبت الانسان لبد من أن يكون ثابته هو النسبية واللاثبات، فهذا ما لا يجمع الانسان على رأي وفكر لكن يجمعه على كونه ثابت لدى كل انسان، وما أحوجنا اليوم في وسط عالم يملئه الكذب، والحقد، والكره، والغدر، والقتل.....أن يثبت الانسان على اللا ثبات الذي يجعل منه انسانا يتقبل الجميع ويتقبله الجميع، ومن أجل ذلك وجب علينا جميعا أن نشد الرحال نحو وجهتين: الأولى نحو النسبية المطلقة أو الثابت الذي لا يتغير، والآخر نحو الأنسة لنتمكن من أن نجعل فوق كل شيء مختلف فيه ثابت النسبية التي ثبتت لدى الانسان وبها الانسان يثبت.
المخرجات:
 الثابت الذي لا يتغير هو النسبة، وجب التوجه نحوها جمعاء.
 التوجه نحو الأنسنة ضرورة في ضل النسبية واللا ثبات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات التهدئة في غزة.. النازحون يتطلعون إلى وقف قريب لإطلا


.. موجة «كوليرا» جديدة تتفشى في المحافظات اليمنية| #مراسلو_سكاي




.. ما تداعيات لقاء بلينكن وإسحاق هرتسوغ في إسرائيل؟


.. فك شيفرة لعنة الفراعنة.. زاهي حواس يناقش الأسباب في -صباح ال




.. صباح العربية | زاهي حواس يرد على شائعات لعنة الفراعنة وسر وف