الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مغاربة الإرهاب من المحلية إلى العالمية

جمال هاشم

2006 / 5 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


باعتراف الإرهابي زكريا موسوي (المغربي الأصل الفرنسي الجنسية) بارتباطه بتنظيم القاعدة وإعداده للقيام بأعمال إرهابية فوق التراب الأمريكي في إطار سلسلة هجمات 11 شتنبر 2001، يكون القضاء الأمريكي قد انتصر في فك لغز هذا الانتحاري رقم 20 والذي تحركت مجموعة من منظمات حقوق الإنسان لتبرئته منذ أزيد من ثلاث سنوات ونصف. لقد كان هذا الإرهابي المستقطب من طرف خلايا القاعدة في أوربا ... يحاول التدرب على الطيران كما فعل الإرهابيون الآخرون لمهاجمة البيت الأبيض الأمريكي والسفر بعد ذلك إلى الجنة مباشرة ... لكن اعتقاله قبيل أحداث شتنبر 2001 لمخالفته لقوانين الهجرة بالولايات المتحدة الأمريكية سيقود إلى اكتشاف إرهابي كبير دون أن يساعد ذلك على اكتشاف زملائه الآخرين.. ولعل اعترافات زكريا موسوي قد أخرست كل الإسلامويين الذين اعتبروا اعتقاله مسألة ”عنصرية“ أو انتقامية وأن هذا الصحراوي اللطيف بريء ومظلوم... إلى أن قالها ”بعظمة لسانه“، الشيء الذي حذا بالحكومة الأمريكية إلى المطالبة بحكم الإعدام في حقه. إن قضية زكريا موسوي تفتح نقاشا واسعا حول الشباب المغربي والميولات الإرهابية، فتنظيم القاعدة استطاع استقطاب العديد من المغاربة سواء منهم الذين شاركوا في ”الجهاد“ ضد الروس أو الذين استقطبوا مباشرة في أوربا. ولقد كشفت التحقيقات التي أعقبت أحداث الدار البيضاء الإرهابية عن دور ”مغاربتنا الأفغان“ في التنظيم العالمي الإرهابي وعن خطورتهم بالنسبة لاستقرار وطمأنينة المغرب. وربما احتل المغاربة المرتبة الثانية بعد السعوديين والذين شكلوا العمود الفقري لهذا التنظيم الإرهابي، بل وصلت ثقة بن لادن بهم إلى درجة أن أصبحوا من حراسه الشخصيين. كما كشفت الحرب على طالبان والقاعدة نسبة المغاربة الذين قتلوا أو اعتقلوا من طرف الأمريكيين ووضعوا في سجن قاعدة غوانتانامو. وبتنسيق مع القاعدة أسس المغاربة جماعتهم ”المقاتلة“ خاصة في أوساط الجالية بأوربا. أما داخل الوطن، فقد كانت لهم تسميات مختلفة (السلفية الجهادية، الصراط المستقيم ...) وكلها جماعات إرهابية تستلهم الخطاب الوهابي المتشدد وتستلهم أسلوب القاعدة في الإجرام والتخريب (الشيء الذي أكدته تفجيرات الدار البيضاء الانتحارية)، وستؤكد أحداث إسبانيا هذا المنحى المتصاعد لمساهمة الشباب المغربي في الإرهاب (فأغلب الذين خططوا وأشرفوا على العمل الإرهابي ليوم 11 مارس 2004 بمدريد مغاربة، مستقرون فوق التراب الإسباني يمارسون دراستهم أو أعمالهم في إسبانيا بعد أن ضاقت بهم سبل العيش في المغرب). ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقبل أن تجف دماء ضحايا التفجيرات الإرهابية لقطار مدريد، نفذ إرهابي آخر من أصل مغربي جريمة شنيعة بقتله لمخرج سينمائي هولندي عقابا له على مناقشته لقضايا المرأة في الدول الإسلامية المتخلفة ... وقد طبق هذا الشاب الإرهابي التصورات الحاقدة التي يحملها الإسلاميون للفن والفنانين بصفة عامة باعتبار أعمالهم مدخلا للرذيلة وإنتاجات تفرح لها الشياطين. ولعل اعتقال مجموعة من المتطرفين المغاربة في إيطاليا وبلجيكا... يعكس مستوى التغلغل الوهابي في ثقافتنا الدينية، ولعل تساهل مختلف السلطات مع مروجي الأقراص المدمجة والأشرطة والكتيبات التي تقطر حقدا وكراهية وتطرفا في الأسواق العمومية وأمام المساجد... يشجع مروجي التطرف على الاستمرار في «جهادهم» وشحنهم لعقول ناشئتنا بكل فضلات مزابل المطابع الوهابية الهادفة إلى زعزعة ارتباطنا بمالكيتنا المعتدلة (وكل ما نتمناه هو أن تكون السعودية وغيرها من دول الخليج قد استوعبت الدرس بعد أن انقلب السحر على الساحر وأصبح العفريت طليقا واستحال إرجاعه إلى ”القمقم“ فهل نقول : على نفسها جنت براقش ؟). إن مقتل الإرهابي المغربي المجاطي بالسعودية وقبله مغربي آخر، يؤكد هذا النهج ”الأممي“ الذي ميز عمل إرهابيينا المحليين والذين أصبحوا يضربون في كل مكان بعد أن انخرطوا في الأخطبوط الإرهابي المسمى القاعدة، بعد أن سهل استقطابهم من طرف جماعات القتل والتدمير... ولعل اعتقال مغاربة في تركيا، وتسليم سوريا لإرهابيين مغاربة ألقي عليهم القبض وهم يحاولون الدخول إلى العراق للمساعدة على إنجاح المخطط الدموي الزرقاوي الهادف إلى إشعال الفتنة بين السنة والشيعة وتقسيم العراق إلى ثلاث مناطق (كردية، سنية، شيعية) لإقامة دولة ”الخلافة“ في المنطقة السنية بقيادة ”مولانا الزرقاوي أمير المؤمنين ”نصره اللـه“ !
هؤلاء هم مغاربة الإرهاب الذين تخرجوا من حاراتنا وأزقتنا وأحيائنا - بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر بالنسبة للذين ولدوا في المهجر - فهل هي صدفة أن يكونوا هم الأسهل للاستقطاب والتعبئة من طرف جهابذة الإرهاب العالمي ؟ أم أن تشبعهم هم وأولياء أمرهم بالثقافة الوهابية المتطرفة هو الذي وضعهم على رأس قائمة ”المجاهدين“ إلى جانب السعوديين ؟ إن ”عطر“ البترول الذي كان يفوح من بين ثنايا صفحات الكتيبات المتطرفة وأشرطة فقه الحقد والكراهية، والمراكز المسماة ”إسلامية“ في أوربا، هي التي أتت أكلها في ظل جو التسامح والتســــاهل واستقالة الجميع.

جمال هاشم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين


.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ




.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح


.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا




.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم