الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استراتيجيات التعلم الذاتي

أيوب الوكيلي

2019 / 12 / 28
التربية والتعليم والبحث العلمي


استراتيجيات التعلم الذاتييعرف التعلم المنظم ذاتيا بأنه عملية عقلية معرفية منظمة يكون فيها المتعلم مشاركاً نشطاً فعالاً في عملية تعلمه حيث يتحقق هدفه من التعلم، تنمي لديه القدرة على تشغيل قدراته بالشكل الأمثل والأفضل، وتساعده في الاستقلال الذاتي، من أجل أن اكتساب المعارف والمهارات، وفي هذا السياق يقول ألبرت آينشتاين: "التعلم المدرسي سيجلب لك وظيفة، أما التعلم الذاتي سيجلب لك عقلا" وهذه من الأشياء التي يمكنها أن تجعلنا ندرك أهمية هذا النوع من التعلم في حياتنا، وكيف يؤثر عليها بالإيجاب؛ لا سيما مع التقدم الحادث في عالم اليوم، حيث توجد مصادر مختلفة يمكن الاعتماد عليها في تحصيل العلوم. إذن لماذا نحتاج اليوم إلى مهارات التعلم الذاتي؟ وماهي الخطوات العملية التي تنمي مهارات وقدرات التعلم الذاتي؟

لماذا نحتاج إلى التعلم الذاتي في حياتنا في حياتنا اليوم؟

يساهم في تطوير المهارات بالطريقة التي تحترم خصوصية كل إنسان وتجعله يتعلم بطريقته الخاصة، وتنمي لديه حس المسؤولية الذاتية، حيث تتعلم المعلومات بشكل فردي مستقل، الشيء الذي ينمي الدافعية الداخلية في التعلم، حيث يكون الالتزام الداخلي هو الأساس في التعلم الشيء الذي يساعد في تنمية الطريقة التي نرى أنها ملاءمة لتطوير المهارات والقدرات والإمكانات.

ومن الناحية الفكرية يدخل التعلم الذاتي ضمن فرضيات علم النفس المعرفي، من خلال مفهوم ما وراء المعرفة الذي يحيل على التفكير في التفكير أو وعي الفرد بعمليات التفكير التي تحصل أثناء التفكير أي إدراك وعي الأفراد بآلية معرفتهم وتفكيرهم، وكيف تعمل هذه الآلية وكيف يتطور ذلك الوعي بتفكير الآخرين.

فالقدرات ما وراء المعرفة هي القدرات التي يراقب فيها المتعلم أداءه والتي يوظف فيها استراتيجيات مختلفة من أجل أن يتعلم ويتذكر والتي تتطور وتتحسن مع العمر، المساندة الذاتية تضع أهدافك الخاصة دون الاعتماد على معلم أو مصدر محدد في التعلم.
لهذا سوف نقدم مجموعة من الاستراتيجيات المختلفة والمتنوعة التي قد تساعدنا في عملية التعلم الذاتي:

استراتيجيات التعلم الذاتي

1-الدافعية الداخلية:

الشغف والدوافع الداخلية مهمة في نمو التعلم الذاتي، لأنها تساعد في نمو التركيز والانتباه واختيار المهام والأنشطة والاستراتيجيات، حيث تحرر الطاقة الانفعالية الكامنة في الفرد، التي تعد الأساس الأول في اكتساب المهارات، والوظيفة الثانية أنها تملي على الفرد الاستجابة لموقف معين وإهمال المواقف الأخرى، كما أنها توجه السلوك نحو الإنجاز الداخلي دون قيود وحدود، الشيء الذي يعطيك العديد من الخبرات والقدرات، والامكانات التي تنمي شخصيتك وتساعدها في النمو و التحسن نحو الأفضل.

2- حدد مجال شغفك:

تحديد مجال اهتمامك وشغفك لكي تستطيع أن تحدد الهدف الذي تريد تعلمه وتطويره على المستوى النفسي، طبعا توجد الكثير من المجالات العلمية والمواقع التي تتكلم عن مجال اهتمامك وتحدد الطرق التي يمكن أن تقوم بها لكي تتعلم الأشياء الجديدة على مستوى الذاتي.
فعندما تتكون لدى الفرد انطباعات بأن هذه المهمة غير ذات أهمية بالنسبة له سوف يشعر بالملل وقد لا يستمر في أدائها أو لا يحقق المستوى المطلوب للأداء، لهذا نحتاج إلى تنشيط الاهتمامات والبحث عن الأسباب التي تزيد من أهمية النسبية للمهمة وبالتالي يعاود الاندماج في أدائها.

3- الالتزام:

تذكر دائمًا أن مفتاح النجاح في التعلم الذاتي يعتمد على التزامك في فعل ذلك، والاستمرارية لأن التعلم يحتاج إلى بعض المشقة والجهد فهو ليس عملية بسيطة إنما أمر يتطلب الكثير من العمل والجهد، تعلم كيف تصبح ملتزمًا طوال الوقت بالبرنامج الذي تحدده، بهذه الطريقة سوف تضع نفسك في الطريق الصحيح لعملية التعلم الذاتي، حتى لا تضيع الوقت في مواقع التواصل الالكتروني، إضافة إلى أن الالتزام مهم من أجل إكمال الدورات التكوينية التي تخدم المعرفة والتعلم الدورات التي تريد تعلمها بدل قضاء الوقت في الأنشطة الفارغة التي لا فائدة منها مهنيا.

4- التعلم بالمشاركة:

كلما شاركت الناس ما تتعلم ينمو ذلك على المستوى الذهني، ويفتح إمكانات ومسارات عصبية جديدة تمكن الذات من الإنجاز والعمل المهني والعملي، وينمي القدرات الذاتية بحيث تكون أكثر قدرتنا على التعاطي بشكل شامل مع المعارف والمعلومات، كما قال الفيلسوف أرسطو أفضل وسيلة لتعلم هي أن تعلم الناس ما اكتسبته، لأن نقل المعلومة إلى الآخرين ومشاركتها معهم يساعدنا في التعلم أكثر من أي شيء آخر، حيث تتم هنا الاستفادة من التعلم الجماعي، في تبادل الخبرات وتطويرها على المستوى الذاتي، لأن المناقشات الجماعية تنمي الإمكانات الذهنية وتعمل على تعزيزها وتقويتها.

5- التقييم الشخصي:

من أجل أن تعرف على مستوى النتائج المحصل عليها بشكل عملي، يجيب وضع جدولة زمنية للأهداف التي نعمل عليها، لأنها تساعدنا في التحسن والنمو العقلي، وتشير إلى تحديد المتعلم لأهدافه من أجل القيام بعمل ما وإعداده إلى وضع خطة لتحقيقها، و تشير مقارنة المتعلم للمخرجات بالمعايير الموضوعية للأداء أو بالأهداف المراد تحقيقها، وتكمن أهمية التقويم الذاتي في التعلم المنظم ذاتيا في أنه إذا كان الحكم على نواتج الأداء سلبياً فإن المتعلم يعدل الاستراتيجية التي يستخدمها في أداء المهام.

6-التدوين المستمر للملاحظات:

حينما تقرأ كتاب أو تحضر دورة يعتبر التدوين من العمليات الأساسية التي تنمي ملكة التركيز والانتباه على المستوى الذهني، علينا أن نكتب أهم النقاط التي نراها ونتعلمها في أي موضوع أو مجال، وعندما ننتهي من المتابعة، علينا أن نجهز ملخصا لها يحتوي على النقاط الرئيسية، بحيث نستخدمها فيما بعد عندما نحتاج إليها، لأن الكثير من الأفكار القيمة التي تتبادر إلى الذهن قد تموت إذا لم نقم بتدوينها وتسجيلها والعمل على تفعيلها عمليا في الحياة. إضافة إلى محاولة المتعلم توضيح وتفصيل المعلومات وذلك عن طريق عمل الملخصات وكتابة الملاحظات والتعقيبات على الأفكار التي ينجزها.

7-التنظيم:

تتضمن هذه الاستراتيجية محاولات المتعلم الظاهرة والضمنية لإعادة تنظيم وترتيب المعلومات المقدمة لكي يسهل فهمها بغرض تحسين عملية التعلم، وتتمثل في عمل مخططات وجداول وأشكال تسهل تنظيم المادة أو تكوين أفكار مختصرة ترتبط بمعارفه السابقة. وتعد من الاستراتيجيات الفعالة في التعلم حيث يقوم فيها المتعلم بربط المعلومات الجديدة بالمعلومات التي سبق تعلمها مما يساهم في تحويل المعلومات إلى بنيات ذات معنى وهو ما يتفق مع الآراء البنائية في التعلم.

8-إدارة الوقت:

يحاول هنا المتعلم جدولة الوقت وتقسيمه في صورة تتيح له الاستخدام الأمثل له حتى لا يشعر بأن الوقت المتاح لا يكفي لأداء المهام المطلوبة، كلما كان استغلال الوقت أمثل ساهم ذلك في تحسين الحالة الذهنية وعمل على تطوير المردودية والأداء مهنيا وشخصيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ عقود.. -إسرائيل- تخرج من قائمة أفضل عشر وجهات ل


.. ما مصير صفقة تبادل الرهائن؟.. وهل يتجه نتنياهو للعمليات الع




.. الذكاء الاصطناعي يقتحم سباق الرئاسة الأميركية .. فما تأثير ذ


.. نتنياهو يطالب بمزيد من الأسلحة.. وبلينكن: نحاول تضييف الفجوا




.. منع إسرائيل المشاركة بمعرض يوروساتوري للأسلحة بفرنسا بقرار ق