الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التشدد الد يني والإسلام السياسي - الجزء الثالث

احسان طالب

2006 / 5 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تحدثنا في الجزئيين الأول والثاني عن ظاهرة التشدد الديني المظاهر الأسباب والدعائم وسنقدم في هذا الجزء استكمالا للمحور المتعلق بالإسلام السياسي بعد تقديمنا خلاصة واستنتاجات للمحور الأول
خلاصة ونتائج :

إن انتشار وتوسع مظاهر التشدد والتزمت الديني في البلاد العربية والإسلامية خاصة و في دول العالم الأخرى ، ليست ظاهرة غيبية قدرية لا تخضع للبحث والتأويل إنما هي محصلة ونتيجة لمجموعة عوامل وظروف موضوعية وتاريخية,ويمكننا تحديدها إجمالا بما يلي :
غياب الإعلام الحر والديمقراطية في الفكر والممارسة ، ظهور أنظمة ديكتاتورية ساهمت بدعم التيارات الدينية ، رغم رفعها لراية العلمانية في بداية استيلاءها على الحكم ،بعد وصولها لقناعة بالاستفادة و الاستعانة بالفكر والعمل المتطرف بما يخدم بقاءها وتسلطها ، وتزامن ذلك مع تغيب وغياب الفكر اللبرالي وثقافة الانفتاح على الأخر. وحصر ثقافة التسامح بالمتفق أو المتوافق .
الأخطاء و الجرائم التي ارتكبتها الحضارة الغربية من عهد الاستعمار الأول ـ الرق وتجارة العبيد ـ إلى عهدا لاستعمار العسكري بعد الحرب العالمية الأولى والفشل أو عدم قدرة الغرب على تفهم حقيقة الفكر الديني وعدم قدرته على احتواء ودمج المهاجرين إليه بالمجتمعات الغربية ، مع أخطائها الفادحة في ترك الشعوب نهبة للاستبداد ودعمها للاستقرار الهدام على حساب غياب الحرية والديمقراطية والتستر على انتهاك حقوق الإنسان عبر عقود طويلة من الزمن .
التراث المذهبي والفقهي الإسلامي الذي أشتمل إلى جانبه التنويري والحضاري على مكونات مكرسة ومرسخة للعنف والتطرف والتزمت ،وكذلك الإرث الثقافي القومي المنغلق وتجزر الوعي القبائلي والعشائري في المنظومة العقلية والفكرية للمجتمعات العربية و اختلاط مفاهيم الوطنية بالعداء للأخر وتغليب مفاهيم الإقصاء و العزل .
كان ذلك في مقابل عجز وعدم جرأة النخبة الدينية واللبرالية على كسر حاجز الخوف والخروج على المتعارف عليه وتخطأة الموروث وطرح أفكار التجديد وتبني تفاسير وشروح أكثر حداثة وعصرنة , وإخضاع الاجتهاد والفتوى للتوجهات السياسية للحكام و المزاج العام للتيار الشعبوي الديني .
الاعتقاد الفكري الراسخ لدى العامة والنخبة من أبناء الأمة بأنها الأفضل و الأكمل و الأكرم والأخير ,حاضرا وماضيا ومستقبلا من بين أمم الأرض وتسبب ذلك في تجنب نقد الذات والموقف المتكبر والمتعالي تجاه الآخرين خاصة وأن الأمة تستند إلى المرجعية المقدسة فيما تدعيه وتزعمه .
عزوف المجتمعات العربية عن ولوج الحداثة في الفكر والسلوك ، والخشية من الذوبان وضياع القيم والعادات والتقاليد من جراء اختلاط المسلمين بالحضارة الغربية عبر الهجرة وثورة الاتصالات ، مع الجهل بحضارات الآخرين وإنجازاتهم الإنسانية .
العجز عن اللحاق بالحضارات الأخرى فبينما كنا نظن سالفا أننا قادرون على الالتحاق بهم ومنافستهم ففوجئنا تاليا باستحالة تجاوزهم أو منافستهم أو الاستغناء عنهم، مما خلف إحساسا عميقا بالهزيمة والعجز.
الأوضاع السياسية المتأزمة والقضايا الإقليمية الملتهبة وتفاقمها وعجز الدول الكبرى عن إيجاد حلول لها , وتنامي دور الفكر الجهادي في الحراك السياسي العربي الذي قدم نفسه بديلا ناجحا عن الجميع . مع تحقيقه للانتصار مباشر في صراعه مع الشيوعية و إنزاله إصابات خطيرة بالغرب
الهزائم المتوالية وفشل الأنظمة والتيارات القومية والاشتراكية والعلمانية واللبرالية العربية السائدة وحصد الشعوب المزيد من الظلم والتخلف والفقر .
ساهمت الطفرة المادية النفطية العربية إلى حد بعيد تطور أشكال الالتزام الديني حيث أصبح النموذج السعودي أكثر سيطرة ورواجا، ووجد العديد من الأثرياء العرب الفرصة متاحة للتقرب إلى الله بدعم الدعاة وتصديرهم إلى كافة دول العالم والمساهمة في إنشاء وبناء المؤسسات الشرعية بدون قيود أو ضوابط ،في حين استغل الغلاة والمتطرفون ذلك الدعم وجيروه لصالحهم .
المحور الثاني :
الإسلام السياسي :

في هذا القسم سنبحث في البنيات و الأصول و القواعد التي أسست المكون الفكري و القاعدة الأصولية للإسلام السياسي قبل الخوض فيه كممارسة وفعل إذ لابد لنا من فحص وتفكيك تلك البنية التي قام عليها ، و الخوض في هذا الموضوع حساس وشائك ، نتيجة لارتباطه بالموروث المقدس و النقول المتراكمة عبر آماد من الزمن ، و التي تحولت إلى فكر وثقافة و ممارسة و عقائد راسخة . يعتبر الاقتراب منها أ ومحاولة مراجعتها ونقدها خطا أحمر وتعديا على الوعي الكامن والفاعل في مجتمعاتنا العربية . من هذه الزاوية كان الخوض في مفاهيم الإسلام السياسي شائكا ومعقدا لكنه في نفس الوقت ضرورة وحاجة تقتضيها الحركة المستمرة و المستجدة للأمم والحضارات و الشعوب .
و إذا أردنا لبحثنا و دراستنا أن تحقق نقلة و إضافة كان علينا تقديم جديد مبتكر أو على الأقل تفحص وتمحيص وبحث ما هو موجود و الاستفادة منه للتقدم نحو مطروحات تجلي الغموض و تكشف الغطاء الثقيل عن الحقيقة .

أسس المفهوم:
ينطلق الفكر الديني أساسا ً من قاعدة مركزية مفادها أن الإنسان العاقل المدرك الواعي بإمكانياته الذاتية و بأدواته العلمية و مناهجه و أساليبه المعرفية الخاصة غير قادر على الوصول إلى الحقيقة و الحق و العدل و لا يمتلك ما يكفيه من العلم و الفهم لتشريع أسس و قواعد لحياته و سن قوانين و مراسيم لتنظيم علائقه بالآخر أفرادا ً و مجتمعات . فضلا ً عن محدودية قدرته على استنطاق المعرفة بالتأمل و التفكير و البحث ، لذلك كانت ضرورة النبوة و الوحي للهداية و إنارة السبيل و الإرشاد و منها ينبثق التشريع الناظم و المتحكم.
و إذا كان الفكر الديني و تحديدا ً الإسلامي يخصص مكانة و مرتبة مرموقة للعقول و الألباب و الأفئدة فإن تلك المسميات و هذه المرتكزات تبقى وظيفتها و مهامها مقيدة و محصورة من حيث المبدأ في الوصول إلى الإيمان و التسليم و من ثمة الفهم و تأويل و شرح و استنطاق الحقيقة المنزلة و الأصول الموضحة و المعروفة ، قبل إعمال البحث و تشغيل الفكر . فالمنطلق و المرتكز و المنبع المتوالد على مر العصور هو الوحي و النبوءة بمركزيته التي ترتبط بها و تنجذب إليها كل المجهودات و التأملات العقلية و المعرفية التي يبذلها الإنسان و يسعى من خلالها لخير و سعادة حاضره و مستقبله و الكون المحيط به
( و لا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون * إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون * ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم و لو أسمعهم لتولوا وهم معرضون ) الأنفال 21ـ23
" وهم المشركون أو المنافقون أو اليهود أو الجميع من هؤلاء ، فهم يسمعون بآذانهم من غير فهم ولا عمل .... فهم شر الدواب عند الله ، لأنها تميز بعض التميز ، وتفرق بين ما ينفعها و يضرها " فتح القدير للشوكاني ج 2 ص 298
( وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون ) سورة يونس الآية 100
" أي ما صح وما استقام لنفس من الأنفس أن تؤمن بالله إلا بإذنه : أي بتسهيله و تيسيره و مشيئته لذلك فلا يقع غير ما يشاؤه كائنا ما كان ( ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون ) أي العذاب أو الكفر أو الخذلان الذي هو العذاب .. والمراد بالذين لا يعقلون : هم الكفار الذين لا يتعقلون حجج الله و لا يتفكرون في آياته و لا يتدبرون فيما نصبه لهم من الأدلة " المصدر السابق ص 475
( ولقد ذرانا لجهنم كثيرا من الجن و الإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها و لهم آذان لا يسمعون بها ألئك كالأنعام بل هم أضل ألئك هم الغافلون ) الأعراف 179
" ثم حكم عليهم بأنهم أضل منها ، لأنها تدرك بهذه الأمور ما ينفعها و يضرها ... ثم حكم عليهم بالغفلة الكاملة لما هم عليه من عدم التميز الذي هو شأن من له عقل وبصر وسمع " فتح القدير للشوكاني ج 2 ص 267.

الألباب و الأفئدة و العقول و الفهم و التفقه و ا لبصر والسمع ، مسميات و مرتكزات و أدوات لها وظيفة ومهام مقيدة محصورة من حيث المبدأ بفهم و تأويل وشرح و استنطاق النبوة و الشريعة المنزلة المبينة للأصول والقواعد المتضمنة مسبقا في المسموع و المنقول المتوفر على الحكمة والحقيقة كاملة قبل أجهاد العقل و إعمال البحث وتشغيل الفكر .
والوحي المتوالد بمعانيه وتأويلا ته ومفاهيمه عبر العصور ومر الزمان ، القديم الذي لا يبلى ، الحديث الذي لا يهرم ، يستحوذ على الأخلاق و الهداية الحقيقية و الشريعة الصالحة لكل زمان ومكان
.فالإنسان تحلى بخصائص العقل و الفهم و الفقه و الحكمة ليصل إلى الإقرار بفردانية الوحي وقدرته المطلقة على طرح الحقائق المادية والرمزية النهائية الغير قابلة للنقد و المراجعة . وكنتيجة منطقية لهذا المفهوم وجب على بني البشر الانضباط و والانتظام بالطرائق و النظم و الأساليب التي يفرضها ويوجب الالتزام بها.

عناصر المفهوم :

يتوفر المفهوم الديني للفكر السياسي على مجموعة من القواعد و العناصر التي نشأت مع بدايته و ونمت وتطورت إلى عصرنا الراهن وباتت تشكل الأساس و المنطلق للمفكرين الإسلاميين السلفيين و التجديدين مع اختلاف واضح في النظرة والرؤية بين الفريقين :
ا ـ الحاكمية
ب ـ المرجعية
ج ـ الطاعة و الولاء
د ـ التميز و البراء

ا ـ الحاكمية :

( إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ) يوسف 40
( والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب )الرعد 41
( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) المائدة 44
( ومن لم يحكم بما أنزل الله فألئك هم الفاسقون ) المائدة 47
الحاكمية مبدأ مستحدث الصياغة قديم المدلول ، لم يكن متداولا لدى الفقهاء وعلماء الحديث و التفسير لكنه متواجد كمفهوم ذو دلالات محددة ، أرست قواعده آيات وأحاديث ثابتة واجتهادات متعاقبة .
هذه النصوص الكريمة وما دار في فلكها من صور وصياغات متعددة تربط الحكم باعتباره تحكم و تشريع و تقنين و تنظيم شامل جامع لا يغادر زمنا أو حالة أو أمة وشعبا مهما اختلفت الظروف الموضوعية و التاريخية .
لقد استطاع الفقهاء المسلمون على مر العصور إيجاد ضوابط وأصول وفقه حولت مفهوم الحاكمية المعرفي المجرد إلى معلومات وحقائق قابلة للتطبيق و الممارسة و برع في ذلك مدرسة الرأي التي أسسها أصحاب المذهب الحنفي وتبعتهم المذاهب الأخرى حيث كتب الشافعي كتابه الأم والشاطبي أصول الفقه وأسس الحنابلة و المالكية مع الباقين مبدأ المصلحة المرسلة ومبدأ سد الذرائع والقياس و الاجتهاد كاستمرار وتكملة لمناهج وأدوات وقواعد ناظمة لتطبيق المبدأ وتحقيقه.
وقد تختلف المدرسة السلفية التي يعتبر رائدها الأهم أبن تيمية / 611 ـ 728 هجرية / ومحيها الشيخ محمد بن عبد الوهاب في أولوية التوحيد على الحاكمية وترى بأن مدرسة الإخوان المسلمين ومؤسسها الشيخ حسن البنا ومفكرها الأبرز سيد قطب، أخروا الركن الأول و الهدف الأسمى للرسالة المحمدية ألا وهو وحدانية الإله وقدموا عليه مبدأ الحاكمية نتيجة لصراعهم السياسي مع نظام جمال عبد الناصر. في ذلك الوقت كانت العلاقة بين السلطة السياسية و الدينية في المملكة العربية السعودية قائمة على التفاهم والتعاون و التنسيق لذلك لم يكن هاجس إقامة نظام يحكم بما انزل الله قائما لدى الوهابين وحركتهم المطالبة بتحقيق التوحيد ونبذ البدع واقتفاء أثر السلف في كل صغيرة وكبيرة .
وفي تقديري فإن الحلاف في النهاية ليس جوهريا أو مبدئيا ، فلقد رأى الإخوان بأن مبدأ التوحيد مسلمة وبديهة لا يرتقي إليها الشك لدى عموم المسلمين و اعتبروا القيام بالكفاح و الجهاد لإقامة دولة الإسلام هو الهدف الأول في حين خالفهم الوهابيون لأن دولة الإسلام قائمة و التوحيد بمفهومه النقي هو المتضرر . ولكن في النهاية التقى الطرفان وخاصة بعد تحول العديد من علماء ومفكري الإخوان من مصر إلى السعودية وتنبهوا إلى ما تعترية عقيدة المسلين من شوائب التوحيد الخالص الذي نزل به القرآن الكريم والسنة النبوية. وساهم مفكرو الإخوان في بناء النظام التربوي والتعليمي السعودي .كما استطاعوا التأسيس لقاعدة دعوية كبيرة انتشرت في كل بقاع الأرض مستفيدة من الدعم المعنوي و المادي السعودي .
وكنموذج لتلاقي الإخوان و السلفيين نلحظ بوضوح لدى زعماء القاعدة . أسامة بن لادن سعودي سلفي من أصل يمني كان تلميذا لعبد الله عزام أحد البارزين من جماعة الإخوان ، أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة مصري تتلمذ وتربى في أحضان الجماعة في مصر قبل ذهابه إلى أفغانستان .
وهذا لا يعني التشابه المطلق بين القاعدة والإخوان حيث أن الجماعة تطورت لديها المفاهيم وارتفع لديها الوعي السياسي وتقدمت خطوات نحو الحداثة متجاوزة القاعدة و أصوليتها المتحجرة .
ب ـ المرجعية :

( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما ) النساء 65
( يأيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الأخر )النساء 59
( ولو ردوه إلى الرسول و إلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) النساء 83
( وما كان لمؤمن و لا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) الأحزاب 36

المرجعية عنصر هام ومركزي من عناصر مفهوم الإسلام السياسي وتعني العودة إلى النص كمستند أساسي و مرجع رئيسي في حالة الخلاف أو التنازع فضلا عن الرجوع إلية عند البحت و التحكيم في المستجدات وأحوالها وفض النزاع حول شرعية القوانين و الأنظمة ، و بذلك يكون النص الدستور الأول و الأب الشرعي لكل ما تقوم علية الدول من تشريعات وأنظمة وقوانين .
و المرجعية صارمة حازمة تمسك بقبضة قوية كل الخيوط و التشعيبات الموصولة بكل ما جد وما يجد وما يستجد في حياة ومعاد و مآل الإنسان أفراد و مجتمعات و دول .و الالتزام بالأصول و القواعد المنصوص عليها ليس مجرد متابعة و ملاحقة ة ممارسة ، بل هو أبعد من ذلك بكثير ، فلا يتم الإيمان و لا يستقيم بمجرد العمل إذ لا بد من استيلاء و سيطرة المفهوم على الوجدان و تغلغله في الوعي و الإدراك ، وسيكون من الأفضل تأسيسه لقاع الوعي . فالحب و الإخلاص و العبودية و الاستسلام و الانقياد لله و الوحي المنزل قيم جوهرية يبني عليها المفهوم الديني . و لا يعتد بأي فعل أو ممارسة لا تجتمع لها تلك العناصر الوجدانية و العقلية و المعرفية . / راجع كتاب العبودية لأبن تيمية طبعة المكتب الإسلامي ص45ومابعدها/

ج ـ الطاعة و الولاء :
وهذا عنصر هام من عناصر الفكر السياسي في الإسلام و يقوم على أساس تقديم الطاعة التامة للأوامر و النواهي والاستجابة الكاملة للفروض و البعد عن المحرمات ، المنصوص عليها في الأصول وترك كل ما يتعارض معها .
وفي الأصل تكون الطاعة و الولاء لله و الرسول ثم سحب إلى أولي الأمر وإلى أمير الجماعة و رئيس التنظيم أو الحزب وحظر بذلك معارضته أو نقده ، وتسبب هذا الأمر في الخلط بين الأصل و الفرع ، والتبس موضوع الطاعة و الولاء وصعب التفريق بين المصدر الذي هو الوحي و النبوة وبين الواسطة أو الكيان الممثل لهما .

د ـ التميز و البراء :
ويقوم هذا العنصر على الاعتقاد بالحالة المنفردة التي يشكلها المكون الديني بسموه وعلوه على ما دونه من المكونات الأخرى وذلك عائد ببساطة لسمو وعلو مصدره لذلك وجب الاقتصار علية و الابتعاد عن سواه ، و البراءة من أي مصدر آخر لكونه يشكل الكمال و التمام و يسعى لتحقيق العدالة المطلقة و الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه
نهاية الجزء الثالث ويليه الجزء الرابع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال


.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟




.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى


.. -فرنسا، نحبها ولكننا نغادرها- - لماذا يترك فرنسيون مسلمون مت




.. 143-An-Nisa