الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
رسالة شهيد إلى قاتله
ناهده محمد علي
2020 / 1 / 4الادب والفن

يقول الشهيد ( أ )
نظرت إلى عينيك فرأيتُ جحيماً مستعراً ، ونظرتَ إلى عيني فَرأيت قطراً ثم مطراً ثم صاعقة مطرية ، لم أخف لكنك تخاف صواعق المطر ، أسكتها لكنها ظلت تزمجر ما بين الأرض والسماء وإنقلبت السماء وردية . رأيتُ أمامي أطفال العراق جوعى الأزقة والمزابل ، ورأيتَ كيساً تدندن فيه دنانير ذهبية كنتَ تحلم بها فأعطتك القوة لكي تُطلق أول رصاصة ، لكنلي وقبل أن أُغمض عيني رأيت يديك وساقيك ترتعشان ووجدتُ آلافاً تتلقفني وسقطتَ أنت على ركبتيك جاثياً تحت قدم سيدك فلم يتلقفك أحد ، سُقيت أنا من ضرع فرس عراقي المولد والإنتماء ، أما أنت فقد لوثتَ حليب أمك حين إنحنيت على البركة الآسنة .
ستراني في عيون كل رضيع لم تلوثه الخطايا ، وفي يد كل طفلة تتعلم المشي فتمد يدها لمن يقودها إلى الصواب ، وفي كل كسرة خبز يابسة ومتعفنة يلوكها مضطراً ولد عراقي . حين ينظر أولاد الشوارع إلى وجهك ستكون وجوههم مشمئزة وحيرى ، يتساءلون من أي عرق أتيت وبأي ماخور سري إحتميت ، ومن درسك الأبجدية ولم يبدأها بكلمة وطن ، ومن أعطاك الأبدية ، فقال لك ضاحكاً أنت خالد فيها .
من قال إني ميت ، إن عروقي على جذع كل نخلة تنبت رطباً ، وسيُردد إسمي صبية المدارس ، أما أنت فستخجل منك إبنتك فتخفي إسمك وتقول لمعلمتها أنا إبنة العراق فقط لا أب لي غيره وعندها سيكون مخزوني من الحياة غير نافذ ومخزونك قد إنتهى ، ستدور بين بارات العرق الليلية لكي تنسى ولن تنسى ، فوجهي سيبقى محفوراً في ذاكرتك ليوقظ جذورك النائمة ، وستبقى مستيقظاً ولو كان ما شربته من ماء دجلة هو قطرة واحدة .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فيلم وثائقي عن الانتهاكات بحق العاملين في المجال الصحي بغزة

.. بعد فنانة دنماركية وفنان فرنسي.. رسامة ألمانية تطل باتهام جد

.. -ما فينا نلوم المنتج دائما-... هذا ما قاله الممثل طوني عيسى

.. تابعوا العرض الكوميدي The Blue Comedy Show للممثل فادي رعيدي

.. وزيرة التنمية المحلية ووزير الثقافة ومحافظ القاهرة يزورون مو
