الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب بلا بنادق

محمد أبو قمر

2020 / 1 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


التحرش مش مجرد تصرف حيواني مقرف ، التحرش حرب أشعلها وشرعنها مشايخ الضلال بحجة حماية الذكر من الهياج الجنسي الذي يدفعه إلي ارتكاب الرذائل .
الحرب هدفها تجريد الرجل من رجولته وتحويله إلي مجرد حيوان شهواني بلا عقل ، ثم إذلال المرأة وكسر إرادتها وتحويلها إلي مجرد وعاء جنسي كل دورها في الحياة هي إشباع رغبة الحيوان الذكر والامتثال لشهوته.
إذن هذه الحرب المدبرة هدفها هو تحويل المواطن المصري سواء كان امرأة أو رجلا إلي مجرد آلات جنسية ونزع صفة الإنسانية عنهم ، ومن ثم موت العقل ، وتيبس الوجدان ، وهكذا يتحول الوطن إلي زريبة ، وهل يفكر الحيوان في الزريبة في غير إشباع شهوته ؟ ، هل يهتم الحيوان الزرائبي بالعلم ، أو بالمعرفة ، هل يعي من هو وما هو دوره في الحياة؟!! .
في السنة السوداء أيام حكم الإخوان وقفت نائبة إخوانية تدافع عن الذكر المتحرش وترمي تبعة حوادث التحرش علي المرأة السافرة ، فهل كان موقف الاخوان هذا موقفا أخلاقيا أم كان مؤامرة محكمة التدبير هدفها تحويل المواطن المصري إلي حيوان يسير في الشارع مهيئا آلته الجنسية في مواجهة كل امرأة طبيعية حرة لإذلالها وإجبارها علي التخفي ومن ثم إلغاء كل دور لها في الحياة؟؟!!
ولنا في هذا الصدد أن نتذكر ما أسماه بعض رجال الدين بالصحوة الاسلامية فلقد كان كل تركيز رجال الدين في هذه الصحوة علي هذا المعني : إخافة المرأة وتعبئة روحها بالرعب من نتائج سفورها ومن ثم إجبارها علي التخفي والابتعاد عن ساحة الفعل والمشاركة في تحمل هموم الوطن ، ثم تحويل الرجل إلي حيوان مفرغ من العقل يتركز اهتمامه كله حول غريزته الجنسية حيث قال أكثر من رجل دين مخاطبين المواطن المصري إن الشخص الذي لا يتحرش بسافرة متعرية ليس رجلا..
إذن ما نراه الآن من حالات تحرش فضائحية حيوانية بشعة هي حرب مدبرة تستهدف إخراج المصريين من الدائرة البشرية ، نزع كل مؤشرات الإنسانية عنهم ، المرأة وعاء جنسي والرجل حيوان شهواني وحينذاك يأنف العالم العالم منّا فلا سياحة ولا استثمار ولا صناعة ولا إبداع ولا عقل ولا وعي ورويدا رويدا يسقط الوطن ويخرج من التاريخ الإنساني ويطويه النسيان وتنعق البوم علي شواهده الجنسية الحيوانية.
ولقد كانت حادثة المنصورة أبلغ دليل علي هذا الانهيار الإنساني شديد الوحشية ، فهل ننتبه إلي أن مدبري هذه الحرب مازالوا يواصلون تنفيذ هذه المؤامرة وأن النتائج ستكون أكثر تدميرا من تعرضنا لقنبلة ذرية إذا لم نتخذ موقفا حاسما ضد هؤلاء الذين شرعنوا التحرش والذين مازالوا يتحدثون عن المرأة وعن سفورها وعن عريها ، إننا إذا تعرضنا لحرب استعمارية من الأعداء فسوف نقاوم ، وكم من حروب قاسية تعرضنا لها لكنها - رغم نتائجها الكارثية أحيانا - لم تؤثر في إنسانيتنا ولم تسلمنا للضياع أو الانهيار الأخلاقي ، لكننا حين نسقط في بئر الشهوة الجنسية فكيف لنا أن نقاوم وقد تحولنا إلي حيوانات شهوانية مسلوبة الإرادة؟؟!!
الحديث عن الحجاب ليس بريئا ، وتكرار كلام رجال الدين عن المرأة عموما ليس بريئا ، فهذا الكلام المكرور الغبي المدبر يضرب في اتجاهين أولهما إخافة المرأة وإرعابها وإبعادها عن ساحة الفعل والمشاركة ، وثانيهما تنبيه غرائز الرجل وجعلها تطغي علي كل اهتمام إنساني له فيتجرد من عقله ومن أخلاقه ومن قيمه الإنسانية ويصير الوطن مجرد زريبة مليئة بالحيوانات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي


.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا




.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني


.. مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح




.. يهود أمريكا: نحن مرعوبون من إدارة بايدن في دعم إسرائيل