الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين وجد عندما التقى أول مخادع بأول غبي

سامي الذيب
(Sami Aldeeb)

2020 / 1 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في السياسة كما في التجارة هناك أخبار كاذبة، الهدف منها خدمة من تصدر عنه وخداع اشخاص ومجموعات لا بل مجتمعات بأكملها.

لنعطي مثلا على ذلك
لتبرير حربها ضد العراق لجأت الولايات المتحدة إلى الكذب جهارًا وأمام الجمعية العامة متهمة العراق بأنها تسعى للحصول على القنبلة الذرية
وكانت النتيجة حرب مدمرة على العراق واحتلاله وتسريح جيشه ... مما نتج عنه نشوء داعش من صفوفه بعد ان قطعت وسائل العيش الكريمة
ووفقا لإحدى الدراسات تتصدر الولايات المتحدة دول العالم في نشر الأخبار الزائفة، تليها روسيا والصين
ورغم ثبوت كذب الولايات المتحدة، فليس هناك دعوى ضدها لتعويض العراق عن جرائمها

وفي التجارة نذكر شركة فولكس فاغن الألمانية التي زودت سيارات ديزيل بأجهزة تخدع اجهزة قياس الإنبعاثات في الولايات المتحدة وغيرها. وقد اعترفت الشركة بذلك واجبرت بدفع غرامات مالية وأدى إلى فقدان ثقة عملائها وثقة الرأي العام. بينما تدمير الولايات المتحدة للعراق فهذا تم التغاضي عنه ... وما زال العراق يدفع ثمن جرائم الولايات المتحدة في ذاك البلد. والآن تهدد الولايات المتحدة العراق بعقوبات اقتصادية في حال طلبه خروج الجنود الأمريكان من أراضيها. وقاحة ليس بعدها وقاحة لدولة تدعي احترام حقوق الإنسان. والدول الغربية تلتزم الصمت أمام هذه الجريمة وهذه الوقاحة.

والأخبار الكاذبة تمتد للأديان.
يقول فولتير في هذا الخصوص أن الدين وجد عندما التقى أول مخادع بأول غبي
يبدأ رجل الدين بإيهام الآخرين بما يلي
- بأن الله يتحكم بالكون
- بأن الله ارسله - أي رجل الدين - برسالة للبشرية
- بأن رسالته أتت من عند الله
- وأن طاعته من طاعة الله
- وأن الله يريد الخير للبشرية وكل تعاليمه عادلة
- وأن الدين الذي يبشر به رجل الدين هو ما ارتضاه الله للبشر، ولا يقبل الله دينًا غيره، ومن مات على دين آخر لا يقبل منه.
- وأن من يخالف أوامر الله التي أتى بها سوف يلقى جزاءً في الدنيا والآخرة، ومن يطيع أموار الله سوف ينال الخيرات والنعيم في الدنيا والآخرة. وهو ما اطلق عليه الفقهاء مبدأ التهيب والترغيب
- ويبدأ عامة رجل الدين بكلام سلس، متسامح، ولكن سرعان ما يتحول إلى وحش كاسر ومفترس نحو مخالفيه
وكل هذه النقاط يمكن اثباتها على سبيل المثال وليس الحصر، من مصدري الإسلام: القرآن والسنة بما لا يدع أي مجال للشك.
وهذه الأفكار يتم تناقلها من جيل إلى جيل ويتم تثبيتها بكل وسائل الترهيب والترغيب في عقول البشر ... والويل كل الويل لمن يخرج عن طريق القطيع. ووزراء العدل العرب اكدوا على ذلك في القانون الجزائي العربي الموحد الذي نص على قتل المرتد الذي يترك الإسلام. وقتل المرتد جاء في فتاوى لا تعد ولا تحصى صادرة عن الأزهر. ويتم هكذا تقييد حرية الأفراد بسلاسل من حديد. ومن هنا جاء رفض الدول العربية والإسلامية المادة 18 من وثيقة حقوق الإنسان التي تقول
لكلِّ شخص حقٌّ في حرِّية الفكر والوجدان والدِّين، ويشمل هذا الحقُّ حرِّيته في تغيير دينه أو معتقده، وحرِّيته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبُّد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم، بمفرده أو مع جماعة، وأمام الملأ أو على حدة.

وإن صدق فولتير في مقولته: الدين وجد عندما التقى أول مخادع بأول غبي
فهذا صحيح فيما يخص بداية نشوء الأديان
أما استمرار الأديان فقد استند إلى تحويل المجتمع إلى مجموعة من الأغبياء يحرم عليهم طرح الأسئلة فيما توارثوه أبا عن جد
ودور المثقف يكمن في كسر هذه الحلقة المفرغة التي تجعل الناس يدورون مثل ثور الساقية
على شرط ان يتحرر هو أولا منها وأن يجرؤ على التعبير عن فكره بكل حرية
وهو امر نادر... إلا ما رحم ربي.
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية والإيطالية للقرآن بالتسلسل التاريخي وكتابي الأخطاء اللغوية في القرآن وكتبي الأخرى: https://sami-aldeeb.com/livres-books
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb
https://www.patreon.com/samialdeeb








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي