الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل عيسى المسيح يماثل آدم في الخلق من تراب ؟

صباح اصلان

2020 / 1 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في فيديو لعبد الدائم الكحيل بعنوان ( معجزة عيسى وآدم ) يتحدث فيه كعادته في برامجه التلفزيونية عن الأعجاز القرآني
https://www.youtube.com/watch?v=CjZyJIj7D5w
تحدث بهذا الفيديوعن التماثل والتوافق المعجزي في الآية 59 من سورة آل عمران بين خلق عيسى وآدم لكونهما مخلوقان من تراب كما جاء بالقرآن. وشرح ما يعتقده معجزة في ما يراه تماثلا في الخلق بينهما.
في هذا المقال سارد على ما قاله عبد الدايم الكحيل من اكاذيب وتلفيقات عن هذا التماثل الغير حقيقي بين عيسى وآدم . بالرغم ان المسيحية لا تعترف باسم عيسى كما جاء بالقرآن، بل اسمه يسوع المسيح حسب الأناجيل ، لكني سأتناول ما جاء بأقوال عبد الدايم الكحيل من تلفيقات وارد عليها بالمنطق .
يستند عبد الدايم الكحيل على الاية 59 من سورة ال عمران :
" إن مثل عيسى عند الله كمَثَلِ آدم، خلقه من تراب، ثم قال له كن، فكان" .
سابين اولا الأخطاء اللغوية في هذه الآية :
1. لا يجوز لغويا ان يقال (كن فيكون)، الصحيح : [ قال له كن فكان ] . لأن الحدث كان في زمن ماضي، والكلام كله في زمن الماضي، وكلمة (قال)هي فعل ماضي ايضا، والكينونة لأمر الخلق حدثت بالماضي فكان ما اراد الله، وليس (قال له كن فيكون) في الزمن الحاضر.
2. الخطا الثاني، ان عيسى ويقصد به يسوع المسيح، لم يُخلق من تراب مثل آدم .
والدليل هذه الآية :
" انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه " . سورة النساء 171
3. كاتب القرآن نفسه اعترف ان عيسى هو كلمة الله وروح منه القاها الى مريم . وكلمة الله وروحه ليسا مخلوقين بزمن ما، فكيف يكون روح الله وكلمته مخلوقين من تراب وبزمن محدد ؟ ان هذه الاية تناقض الاية 59 من آل عمران اعلاه. وتهين قداسة الله ؟
4. القصد من تشبيه عيسى بآدم انهما مخلوقان من تراب، هو للتقليل من شان السيد المسيح ومساواته بمخلوق بشري هوآدم، طعنا بالعقيدة المسيحية التي تقول:[ ان المسيحَ هو الله الظاهر بالجسد وكلمته الأزلية، وهو مولود غير مخلوق مساوٍ لله ألاب في الجوهر] .
5. كيف تتساوى وتتماثل روح الله وكلمته بالتراب، ومع أنسان مخلوق من تراب ؟
آدم أخطا وعصى ربه، وطُرد من رحمة الله ومن جنته، لأنه اطاع الشيطان ورفض وصية خالقه بألأكل من الشجرة المحرمة ( شجرة معرفة الخير والشر) ، فهل يتماثل مع من عاش كل حياته بلا خطيئة ؟
6. اعتمد عبد الدايم الكحيل في وصفه تماثل الخلق بين عيسى وآدم على مادة الخلق وهي التراب استنادا لتلك الآية اعلاه . كما اعتمد على التماثل والتساوي العددي بين ذكر اسم (المسيح) واسم آدم بأيات القرآن، حيث ذكر اسم كل منهما 25 مرة !! ويعتبرها معجزة في التماثل .
نتسائل ، هل تساوي عدد مرات ذكر الأسماء بكتاب القرآن هو اثبات على تماثل مادة الخلق ؟ ما علاقة عدد مرات ذكر الأسماء مع ارادة الله بخلق ما يشاء إن كان من تراب او بغيره ؟
7. يقول ان القرآن ذكر في موضع آخر ان آدم خلق من روح الله، وعيسى خلق من روح الله ايضا، وهذا تماثل في الخلق بينهما، اذن انها لمعجزة اخرى !! ونرد على هذا الأفتراء بما يلي:
التوراة والأنجيل والقرآن يشهدون جميعا ان الله خلق آدم من تراب، لكن الله نفخ نسمة الحياة لأدم المتشكل بعد الخلق من التراب نسمة الحياة في أنفه ليحيا ويتحول المخلوق الترابي الى انسان حي . الله لم ينفخ روحه في آدم، بل نسمة الحياة، وإلا لأصبح آدم الها .

اما السيد المسيح... الله ارسل روحه القدوس وحل في احشاء مريم العذراء متحدا بناسوت الطفل فالمولود منها هو قدوس الله كما اسماه الملاك جبرائيل . والقدوس هو اسم الله.
اي، كلمة الله صار ناسوتا بشريا متحدا بروح الله القدوس في رحم مريم .الخلق هو تكوين وتشكيل جسد انسان جديد ، بينما النفخ هو عملية ادخال نسمة الحياة لإاحياء هذا المخلوق المادي.
حسب الأنجيل لم تحصل اي عملية نفخ في حالة المسيح، انما النفخ هي بدعة من مؤلف القرآن ابتدعها ليساوي بين خلق آدم وخلق عيسى بعملية النفخ . فمرة يقول ان جبريل نفخ فيها ومرة اخرى يدعى ان الله نفخ فيها، وهذا من التناقضات المعروفة في القرآن .
لقد اقتبس مؤلف القرآن عملية النفخ في الخلق من سفر التكوين في التوراة ، حيث ورد فيه ان الله نفخ نسمة الحياة في انف آدم ليمنحه الحياة، فأستعمل مؤلف القرآن نفس الفكرة (النفخ) لخلق عيسى في احشاء مريم ومنحه الروح !!
هل كل عملية خلق بحاجة الى النفخ ؟ كما ادعى القرآن ان عيسى صنع من الطين كهيئة الطير ونفخ فيه فطار !!
استخدم كاتب القرآن عملية [ النفخ ] لخلق عيسى بهذه الايات :
" والتي احصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها اية للعالمين " الأنبياء 91
" ومريم ابنت عمران التي احصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا " التحريم 12
المتكلم هنا بالايتين هو (الله) ! هو النافخ من روحه في مريم، وليس جبريل حسب القرآن .
بينما في الآية 17 سورة مريم ( فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا ) يقول المفسرون ان من قام بالنفخ هو جبريل المدعو اسلاميا ب [روح الله].. وهذا تناقض في تعريف الروح .

فأي تماثل بين حلول روح الله وكلمته في ناسوت المسيح وبين خلق آدم من تراب الأرض ؟
الأنجيل هو الكتاب المرجع لبشارة مريم بالحبل و ولادة المسيح، لم يذكر فيه الوحي اي خلق من تراب، بينما مؤلف القرآن يأتي بعد ستمائة عام ليدّعي ان المخلوق اسمه عيسى وخلقه الله من تراب وبشكل مماثل لخلق آدم الذي عصى ربه وطرد من جنته !!
8. يدعي عبد الدايم الكحيل أن آدم نزل من السماء، وعيسى نزل من السماء ايضا، ويقول متباهيا ان هذا تماثل معجزي ورد بالقرآن ايضا تصديقا لآية التماثل القرآنية، بينما هذا الموضوع ( النزول من السماء) لا علاقه له بتماثل الخلق من تراب الأرض حسب منطوق الآية 15 من ال عمران .
9. خلق آدم من تراب الأرض، فهل في السماء تراب ليخلق الله منه آدم ؟ الله خلقه من تراب جنة الأرض واسكنه فيها ثم بعد عصيانه طرده منها، فكيف نزل من السماء وهو مخلوق اصلا على الأرض ومن ترابها كبقية المخلوقات ؟
اما طرد آدم من الفردوس، فكان اخراجه من نعيم الجنة ومن رحمة الله والحكم عليه مع زوجه بالشقاء واعمار الأرض والتكاثر بالأوجاع، وليس هبوطا من السماء الى الأرض، فالجنة هي في ارض عدن على سطح الأرض وليس هناك جنة في السماء ؟

10 . ادعى عبد الدايم الكحيل ان خلق آدم كان معجزة حيث لم يكن له ام ولا اب !! والمسيح خلق بمعجزة مماثلة تقريبا، لأنه ولد من أم و بلا اب ، وهذا تماثل ايضا تصديقا للاية 59 حسب اعتقاد الكحيل .
تعليقنا : هذا الكلام بمنتهى السخف، لأن اول انسان خلقه الله على الأرض لابد ان يكون بلا اب ولا أم . وهذا لا يدعى معجزة، بل هو قدرة الله على خلق اول انسان على الأرض من التراب، ومن الطبيعي ان لا يكون لأول انسان مخلوق اب ولا أم .
اما السيد المسيح ... فكونه كلمة الله، فهو ازلي الوجود، لأن كلمة الله غير مخلوقة . الله لم يكن في زمن ما بلا كلمة ولا عقل ولا ارادة . وبالمسيح (الكلمة) خلق الله الكون وكل ما فيه . وليس بكلمة (كن) . المسيح ارادة الله ونطقه العاقل وليس كلمة تلفظ .
ان ولادة المسيح من أم فقط وبلا اب بشري هي معجزة المعجزات، حيث كان للبشر وجود على الأرض، بينما عند خلق آدم لم يكن اي مخلوق بشري موجودا، فهل تعتبر معجزة ان كان آدم بلا اب ولا أم ؟
فاين هو التماثل ؟
المسيح نزل من السماء بإرادة الله لمهة الفداء والخلاص واظهار مجد الله على الأرض، ثم ارتفع الى سماء مجده بأعتراف القرآن .
أما آدم، فلم ينزل من السماء لأنه خلق من تراب الأرض وعاش عليها ومات ودفن فيها.
فاين التماثل في الخلق يا ابن الكحيل ؟
القرآن يقول :" إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه"
نسال المسلمين : اين كانت كلمة الله قبل ان تُلقى الى مريم ؟ هل كانت في تراب الأرض ؟
[القيت الى مريم] ،عبارة تدل على ان كلمة الله كان موجودا عند الله فالقاها من عنده الى مريم، فهل كلمة الله مخلوق من تراب ام ازلي ؟ ان كنتم تعتبرون كلمة الله مخلوق من تراب ، فأنتم تهينون قداسة الله .

اكتفي بهذا الرد على المفلسين والكذابين والمزورين . لأن اكاذيبهم مفضوحة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ردي على حبيب امه 1
صباح اصلان ( 2020 / 1 / 10 - 15:20 )
تقول : من هنا صح إطلاق الكلمة على عيسى من باب إطلاق المصدر على المفعول، وكما يسمى المعلوم علمًا، والمقدور قدرة، والمأمور أمرًا، فكذلك يسمى المخلوق بالكلمة كلمة .
المعلق حبيب امه : يخلط ارادة الله وصفاته بقواعد اللغة العربية بين المصدر والمفعول لعله يرضي نفسه ويقنعها ان المسيح كلمة الله تعني نطق (كن) وليس كالأيمان المسيحي انه من ذات وجوهر الله.
لو كانت كلمة ( كن) تعني الواسطة او الكلمة السحرية التي خلق بها المسيح. فهذه الكلمة خلق الله بها الكون كله، الأ يصح في علم اللغة ان يفصح الله عما يريد ان يخلقه بكلمته بقوله ليكن (كذا) ؟ لماذا لم يكمل كلامه بقول ما يريه ان يكون ؟
هل كن وحدها تخلق الارض و الجبال و الكواكب، والمسيح وكل البشر دون ان يقول الله ما يعني بكلمة كن ؟
لماذا لم يخلق (حبيب الله محمد) بكلمة كن فورية بل استغرقت كلمة (كن) اربعة سنوات كاملة لتنمو نطفة عبد الله وتصبح جنينا يولد بعد اربع سنوات ؟
تقول : وَرُوحٌ مِنْهُ - ليس فيه ما يدل على أن عيسى جزء من الله تعالى .
الجواب : كلمة الله بنظرك ليست جزء من الله، وروح منه، ليس هو روح الله، كل شئ تجد له مبرر باستعمالك الصفة والموصوف


2 - ردي على حبيب امه 2
صباح اصلان ( 2020 / 1 / 10 - 15:21 )
بقية الرد
تستخدم بهلوانيات اللغة لتنفي ان الله له كلمة وروح اسمها المسيح .
الكلمة الصادرة من عقلك والتي تكتبها على الورقة مجسمة بالحبر، الم تكن جزء من كيانك وروحك، وانت صاحبها ومالكها، وهي جزء لا يتجزأ منك . القيتها من عقلك وكتبتها على الورقة بيدك ؟
فكيف بكلمة الله وروحه هي ليست جزء من ذات الله ؟
انتم تفسرون كلمة الله وروحه بما يحلو لكم بتلاعبكم بكلمات اللغة، وتخترعون لها مبررات تفسر عقيدتكم، ارجع الى المصدر الرئيس لمن يخبر عن السيد المسيح، ويقول لك ما معنى الكلمة، الكلمة في انجيلنا كانت عند الله، والكلمة هي الله، به كان كل شئ وبغيره لم يكن شئ مما كان .
هذا هو تفسير الكلمة يا شاطر.
لماذا استعمل محمد في كتابه وصف المسيح ب (الكلمة) ؟ من اين جاء بهذا المصطلح؟، حل هذا اللغز لو كنت ذكيا. لو كان الكلام بالاية من عند الله، فهذا مطابق للانجيل بالمعنى، وإن كان المصطلح مسروقا من انجيل يوحنا 1:1 كما نعتقد جازمين، فهذا يدل على ان المسيح هو كلمة الله المتجسد .





3 - يا روح امك وحبيبها
صباح اصلان ( 2020 / 1 / 10 - 19:56 )
لم تخبرنا يا روح امك منين جاب حبيبك محمد مصطلح [الكلمة] و لصقها بعيسى ومنين جاب مصطلح [الروح] ومنين سرقها ووضعها بكشكوله ؟
لا عليك من أين اخذها يوحنا
رد على مصدر سرقة الصلعوم . ولا تحول الموضوع من القرآن الى الأنجيل .

ننتظر اجابتك من غير لف ودوران وفلسفة .


4 - عندهم عيسى المسيح الاه منذ ولادته الى صعوده
مروان سعيد ( 2020 / 1 / 10 - 21:19 )
تحية للاستاذ صباح اصلان وتحيتي للجميع
بالحقيقة موضوعك في الصميم والشبه بين عيسى وادم كالشبه بين ادم وجميع الرجال وبين حوى وجميع النساء يعني بعد جهد جهيد فسر الماء بالماء

واعتقد ان هذه الجملة ماخوذة من الانجيل مع بعض التعديل
1 كو 15: 22لانه كما في ادم يموت الجميع، هكذا في المسيح سيحيا الجميع.

1 كو 15: 45هكذا مكتوب ايضا:«صار ادم، الانسان الاول، نفسا حية، وادم الاخير روحا محييا».
ومودتي للجميع

اخر الافلام

.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين


.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ




.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح


.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا




.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم