الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألاديان وتطورها - 3

كامل علي

2020 / 1 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إقتباسات الديانة اليهودية من ألأساطير السومرية والبابلية:
أسطورة قابيل وهابيل (الصراع بين المزارع والراعي):
(أنا ألعذراء سأتزوج ألمزارع. ألفلاح ألدي يزرع ألنباتات ويعطي ألغلال ألوفيرة. ألفلاح ألدي ينتج ألحبوب ألغزيرة).......مقطع من أسطورة سومرية.
(فنظر ألرب هابيل وتقدمته وإلى قاين وتقدمته لم ينظر)...... ألعهد ألقديم-سفر التكوين 4-5.
(وأتل عليهم نبأ أبني آدم بألحق إذ قرّبا قربانا فتقُبِل من إحداهما ولم يُتقبَل من ألآخر قال لأقتلنّك قال إنّما يتقبل ألله من ألمتقين)...... قرآن كريم: ألمائدة- ألآية 27.
بعد أنْ أكتشف ألإنسان ألزراعة، وبدأت ألقرى ألزراعية بألظهور وظهرت ألمدن وألدول ألتي تحمي ألمزارعين، بدأ صراع دموي بين ألمجتمعات ألزراعية والمجموعات ألرعوية. كانت ألمجتمعات ألزراعية توسع أراضيها علي حساب أراضي ألمجموعات ألرعوية وكان يصحب هذا ألتوسع حروب ضد ألمجموعات ألبدوية ألتي كانت تقاوم هذا ألتوسع، وبألمقابل كانت ألمجموعات ألرعوية تشن غزوات أنتقامية سريعة على ألمجتمعات ألزراعية وعلى ألمدن وألدول ألتي تحمي هده ألمجتمعات.
لقد حدثنا ألتاريخ مطولا، وأثار إشفاقنا، عن غزوات ألبدو ألكبرى على بابل ونينوى وروما ومصر، وفيما بعد على بغداد ودمشق عندما تدفقت عليها جموع ألتتار ألجائعة من أعماق ألصحاري ألآسيوية، ولمْ يحدثنا عن صراخ ألبدوي ألمنعزل وهو يُذبح على يد أخيه ألمزارع. حدثنا ألتاريخ عن قابيل وهو يذبح أخاه هابيل ولم يحدثنا عما فعله هابيل بأخيه ليستحق منه ذلك.
إنّ أُذُن ألتاريخ لا تسمع إلّا ألأصوات ألعالية، أمّا ألأصوات ألخافتة فلا تصل إلى أسماعه.
لقد أنعكس الصراع ألإجتماعي بين الثقافتين الزراعية والرعوية، بين قابيل ألمزارع وهابيل ألراعي ، في أساطير ألمنطقة.
حلت ألثقافة ألسومرية وهي أول ثقافة زراعية في ألتاريخ ألتناقض بين ألمزارع والراعي لصالح ألمزارع في ثلاثة أساطير معروفة هي:
1- أسطورة ايميش وأنتين.
2- أسطورة لهار وأشنان.
3- أسطورة أنكمدو ودوموزي.
في هذه ألأساطير يذهب المزارع والراعي الى الآلهة يحتكمان فيما شجر بينهما من خلاف، حيث تحكم ألآلهة للمزارع بالغلبة والتفوق والافضلية على اخيه الراعي.
ولكن فإنّ انتصار الراعي لمْ يكن الّا مؤقتا وزائفا ومرحلة تحضيرية لخسارته النهائية، بل وللتضحية به لضمان استمرار الحضارة الزراعية.
ولعل النصان التوراتي وألقرآني لا يبتعدان عن هده الفكرة عندما يقبَل الإله تقدمات هابيل الراعي مفضلا اياه عن قابيل المزارع ولكن قابيل يقوم فيما بعد بقتل اخيه انتقاما منه.

أسطورة الطوفان وسفينة نوح:
قصّة ألطوفان وسفينة نوح هي نسيج أسطوري بدأت خيوطها بالتكوين في حضارات أرض ألرافدين، ثمّ أنتقلت عن طريق أليهود ألمسبيون في ألعراق إلى ألعهد ألقديم ( ألتوراة ) بعد إدخال ألتعديلات أللازمة عليها لتتناسب مع عقائد ألدين اليهودي، ومن ثمّ انتقلت إلى ألدين ألإسلامي بعد أختصارها وإجراء بعض ألتعديلات عليها لتتناسب مع عقائد ألدين ألإسلامي.
القصة السومرية للطوفان:
قررت آلهة السومريين تسليط طوفان عظيم على الأرض يُهلك كل كائن حي!. ولم يكن هناك إجماع عام من قبل كل الآلِهة حول القرار، لِذا يقوم أحد الآلِهة (أنكي) بإخبار الملك الطيب (زيوسودرا) سراً بقرار الآلهة، فيقوم (زيوسودرا) ببناء سفينة يضع فيها خاصته من الناس، إضافة لبعض الحيوانات والطير (ذكر وأنثى). ثم يهطل المطر لمدة ستة أيام وست ليالي فيحصل الطوفان لِيُغرِق كل الأرض وما عليها من حياة.
وبعد توقف المطر يُطلق (زيوسودرا) طيوره للتأكد من ظهور اليابسة، ثم تنحسر المياه ويظهر (أوتو) إله الشمس ليُنير الأرض، ثم ترسو السفينة على سفح جبل (نيزير) الذي يُقال أنه بين دجلة والزاب الأسفل، ويقوم (زيوسودرا) بذبح ثور وعجل (أضاحي وقرابين) لكل من الآلهة (آن و أنليل)، ثم تقوم الآلهة بتخليد (زيوسودرا) كمنقذ للبشرية، ويتم نقله إلى جنة (دلمون) ليكون أول بشر يحصل على الخلود ويعيش مع الآلهة.
أما سبب قرار الآلِهة بتسليط الطوفان على البشر في الرواية السومرية فغير معروف، بسبب تهشم جزء كبير من اللوح الطيني لهذه الأسطورة.
ورد ذكر اسطورة الطوفان في عدة ملحمات رافدينية كملحمة كلكامش والملحمة الرافدينية أتراحاسيس ويتّضح موقف ألألوهة ألمتناقض وألمتناوس بين ألخير وألشر، بشكل خاص، في شخصيّة وأفعال ألإله إنليل رئيس ألبانثيون ألرافديني. ففي ملحمة أتراحاسيس، وبعد خلق ألإنسان لخدمة ألآلهة، يتكاثر ألبشر وتكثر ضوضاؤهم ألتي تقض مضجع إنليل وتحرمه ألرقاد، فيضع خطة شريرة لإنقاص عددهم حتى يخلد إلى الراحة.
يأمر ألإله إنليل كبير ألآلهة بتجويع ألبشر بحبس ألمطر عنهم وقتلهم بمرض ألطاعون.( هذه جملة مختصرة من فقرة طويلة فيها تفاصيل التجويع والجفاف والأمراض ).
لم تنفع كلّ هذه ألاساليب في إنقاص عدد ألناس قرر أنليل إرسال طوفان عظيم يفنيهم عن آخرهم، وأقنع مجمع ألآلهة بالموافقة على ألقرار، عدا ألإله أنكي ألذي نقل ألخبر إلى حكيم ألقوم أتراحاسيس وأمره ببناء سفينة وفق مخطط معيّن، ليحمل عليها أهله وما يستطيع إنقاذه من حيوان ألبر وطير ألسماء، من اجل إستمرار ألحياة بعد ألطوفان.
في النسخة القرآنية لقصّة ألطوفان نلاحظ بأنّ ألسبب ألّذي دعا ألله لإغراق ألكرة الأرضية هو كفر قوم نوح بألرغم من دعوتهم من قبل نوح للإيمان لمئات ألسنين، وفي ألتوراة ألسبب هو أنّ مساويء ألناس كثرت على الأرض، وأنّهم يتصورون الشر في قلوبهم وأنّهم يتهيأون له نهارا وليلا.

للبحث صلة.
نلتقيكم في مدارات تنويرية أخرى
ألمصادر:
- ألتوراة.
- ألقرآن.
- ألأناجيل.
- مغامرة العقل الأولى...... فراس السوّاح.
- لغز عشتار...... فراس السوّاح.
- جوزيف كاير , حكمة الأديان الحية , تر : حسين الكيلاني , (بيروت / ب ط) , ص43.
- كامل سعفان , معتقدات اسيوية , (القاهرة / 1999) , ص200.
- تأريخ ألمعتقدات وألأفكار ألدينية...... ميرسيا إلياد.
- موسى بين التاريخ والأسطورة ..... فراس السواح.
- ألرحمن وألشيطان..... فراس السواح.
- ماني والمانوية ........ جيووايد نغرين.
- لاهوت إبليس الملاك الساقط ..... فراس السواح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت


.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق




.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با