الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جذور اللغة وتطورها في بلادنا -8 - على جدار الثورة رقم 243

جريس الهامس

2020 / 1 / 11
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


جذور اللغة وتطورها في بلادنا -8 - على جدار الثورة السورية رقم 243
خلاصة القول: إن اللغة ثمرة تطور المجتمع - أي مجتمع - الذي أنتجها..يواكب تطوره المجتمعي والطبقي , وتطور وسائل إنتاجه , أي تطور بناؤه التحتي لتشكل اللغة قاعدة البناء الفوقي الفكري والثقافي للمجتمع ...وكما أن الفرنسية , والإسبانية , والإيطالية وغيرها بنات وحفيدات اللغة اللاتينية ..فالعربية هي الحفيدة الشرعية للسريانية - والآرامية ...وليس العكس كما يزعم القوميون الشوفينيون وما - الكنعانية - والعبرية - والفينيقية سوى لهجات سريانية محلية ....
.... وأنتقل الآن لتشريح الأطروحة " اليهودية" الأسطورية التي روّجت لها الصهيونية العالمية وتاجر بها الآخرون نقلاٌ عن العهد القديم وأخذها عنهم العرب الذين إعتبروا أنفسهم _ ساميين.أيضاً --.ألا وهي " السامية " وأسطورة " سام وحام " التي لا أساس علمي لها مع الأسف..ويزعم الصهاينة أنهم أحفاد إبراهيم أب الساميين حسب زعمهم ..إلى جانب زعمهم أن لهجتهم " العبرية " هي أقدم اللغات السامية . وأن جميع لغات المشرق العربي مشتقة منها ..
يقول المؤرخ العربي ( محمد عزة دروزة )ما يلي : (إن تسمية " السامية " ليس لها سند من تاريخ وعلم آثار ..ومن العجيب أنها إنتشرت بين علماء الغرب ..وإنتقلت إلى مؤرخي العرب , وكتّابهم عن طريق العدوى الإقتباسية المعتادة .- دروزة - تاريخ الجنس العربي - ج 1 ص 26 - 27 ) وإلى هذا الخطأ نهج القليل من الكتّاب العرب ..
ومن مراجعةما إكتشف من نصوص سومرية حول أسطورة الفيضان الذي وقع في الألف الثالثة قبل الميلادفي جنوب العراق الذي أطلق عليه العهد القديم لقب ( طوفان
نوح)ونقلته الأديان الأخرى . ومنه إبتكر اليهود أسطورة سام - وحام وزعموا أنهم أحفاد سام ..علما أن هذ الإسم لم يرد في كل المكتشفات الأثرية التي تحدثت عن الطوفان نفسه.. -( راجع ترجمة اللوح الحادي عشر, من " ملحمة جلجامش " السومرية الشهيرة... كما لم يرد إسم نوح وسام وحام في كل نصوص الديانة السومرية والبابلية..
كما سقطت مزاعمهم بأن لغتهم العبرية هي أم لغات العالم القديم .. وما هي سوى بدعة عنصرية أخذها عنهم المستشرقون وعلماء الغرب دون تدقيق أو تمحيص ..وإنتقلت منهم إلى الكتاب والمؤرخين العرب مع الأسف ...
نستنتج مما تقدم إن إطلاق إسم ( السامية ) على الشعوب القديمة ولغاتها خطأ فاحش
...وكذلك إطلاق إسم العرب على الشعوب القديمةخطأ مماثل ..وجهل بعمق الحضارة للشعوب المختلفة .. ولم يكتفِ المؤرخون المزيفون بذلك ,,بل أطلقوا إسم ( العربية على جميع الشعوب القديمة بما فيها " الهكسوس " الغزاة ..والفراعنة والساسانيين وغيرهم ..رغم إعترافهم بأصالة الآراميين ولغتهم الأبجدية - راجع - ( رأي المستشرق الفرنسي -بيير روسي - مجلة - آفاق عربية -عدد حزيران - 1979 ص 204---- والثقافة العربية - للكاتب المصري الكبير - عباس محمود العقاد ص 20 ) ....والآنكى من كل ذلك ....ذهب بعض الإخباريين العرب : أمثال الطبري _ والمسعودي - والأصفهاني وغيرهم إلى إعتبار " الآراميين " ودولتهم الإمبراطورية اللامركزية الفريدة من نوعها في التاريخ القديم وعاصمتها دمشق ...من العرب البائدة .. مع تجاهل تام لحضارتهم وثقافتهم وتاريخهم ولغتهم ..الأمر الذي يتنافى مع العلم والتاريخ ...علماً أن آثار الدولة الآرامية وعاصمتها ( الدهرية - دمشق ) كما وصفتها أديبتنا الكبيرة إبنة دمشق ( غادة السمّان ) إبنة دمشقنا الدهرية وإبنة عميدنا في كلية الحقوق بدمشق المرحوم -- أحمد السمان-- وأستاذنا في مادة - الإقتصاد السياسي - الذ ي علّمنا التواضع والحوار العلمي وكنت من المحاورين والمتفوقين في مادته بكل إفتخار ...كانت وما زالت تزركش خارطة المشرق كله وسواحله الشامخة حتى اليوم رغم أنف كل الطغاة والغزاة ...يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحركة الطلابية العالمية تتضامن مع فلسطين … الأبعاد و التداع


.. كيف تتطور أعين العناكب؟ | المستقبل الآن




.. تحدي الثقة بين محمود ماهر وجلال عمارة ?? | Trust Me


.. اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحافيون في غزة على خط النار




.. التقرير السنوي لحرية الصحافة: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريق