الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرحية بُكاء قادة الثورة ألأسلامية في ايران وإستغلالها سياسيا

نافع شابو

2020 / 1 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مسرحية بكاء قادة الثورة ألأسلامية في ايران وإستغلالها سياسيا
في فيديو منشور على وسائل الأتصال الأجتماعي يَظهر احدهم يدافع عن بكاء المرشد للثورة الأسلامية الأيرانية علي خامنئ وحشد من القادة الأيرانيين بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسمي سليماني مع ابومهدي المهندس اللذات قتلا قرب مطار بغداد الدولي بقصف من طائرة امريكية مسيرة .
يقول احدهم في هذا المقطع للفيديو:
"توقف بعض وسائل الأعلام عند بكاء ألأمام الخامنئي اثناء صلاته على جنازة "الشهداء" هنا من المناسب جدا ان نذكر ان هذا البكاء يندرج في اطار المنهج السياسي للأمام الخميني وهو ما يسمى "البكاء السياسي" !!!! وهنا تكون الدموع ردّا استراتيجيا !!!!!!!!!".
بكاءالمرشد الإيراني، علي خامنئي ، رافقه بكاء آلاف المشيعين، الذين تعالت أصواتهم بالصراخ والعويل، في صلاة الجنازة على قائد فيلق القدس للحرس الثوري الإيراني.... وخلال الصلاة، تقطع صوت خامنئي، وسمع وشوهد يبكي، ثم يعود ليكمل الصلاة، قبل أن تقاطعه الدموع مجددا.
أن صلاة الجنازة والتشييع تقدمها كبار المسؤولين الإيرانيين، وعلى رأسهم المرشد والرئيس حسن روحاني ورئيس البرلمان علي لاريجاني
وكل المتابعين شاهدوا الحشود التي واكبت تشييع جنازة قاسمي سليماني في كرمان مسقط رأسه وشاهدوا الناس وهي ترمي ملابسها على النعش في الموكب فيمسحها المرافقون بصندوق النعش ويعيدوها الى أصاحبها لتكون بركة لهم . وقد مات بسبب التهافت على الجنازة 35 شخصا وعشرات الجرحى.
هكذا قتل 31 شخصا على ألأقل واصيب العشرات في تدافع اثناء احياء ذكرى عاشوراء في مدينة كربلاء في العراق في يوم 10-9-2019
وهكذا أجهش العميد رمضان شريف بالبكاء على الهواء مباشرةً بعد إعلان نبأ مقتل قائد فيلق القدس، الجنرال قاسم سليماني.
وخلال مقطع فيديو تداوله المغردون، ظهر شريف بصحبة مراسل تلقزيوني لقناة إيرانية، ناعياً للشعب الإيراني مقتل سليماني وأبومهدي المهندس نائب هيئة الحشد الشعبي في العراق.
وهدد شريف (وهو يبكي) قائلاً بأن إيران حتماً ستنتقم لمقتل سليماني، مشدداً على أن الحرس الثوري سينتقل إلى مرحلة جديدة من اليوم وصاعداً
الذي حدث في تشييع قاسمي سليماني لايمكن الا ان يعدوالى "التقديس" حتى مكان مقتل قاسمي سليماني وابو مهدي المهندس تحول الى مزار مقدس وصار تربة المكان تباع ..هكذا التشيع يقودنا الى عالم الأساطير والتقديس .
هذه الثقافة الشيعية المنتشرة في ايران والعراق تركز على البكاء واللطم والتطبير والتبرك وتقديس اشخاص وتخصيص مناسبات لذكراهم والبكاء عليهم هي من صميم التراث الشيعي . ومن اللافت للنظر ان اربيعية الحسين الذي يوافق 40 يوما بعد مقتل الحسين يصادف في الكثير من السنوات مع عيد ميلاد المسيح ، وهو عيد الفرح والأحتفالات عند المسيحيين ، ومن اللافت للنظر - وبسبب مظاهر الحزن والتوشح بالسواد في الشوارع والدوائرالرسمية في العراق - فان المسيحيين لايحتفلون بعيد ميلاد المسيح ،تضامنا مع اخوتهم الشيعة "الحزانى" على الحسين الذي مات قبل 1400 ولازال اخوتنا الشيعة يبكون عليه .
في كتاب "أعيان الشيعة" لمحسن الأمين العاملي، يقول الكاتب: " إن الشيعة جعلوا من هذا اليوم الذي قُتل فيه الحسين بن علي يوماً مشهوداً يقومون فيه بأفعال وطقوس غريبة، أبرزها دقّ السيوف بالرؤوس وإسالة الدماء منهم، وضرب القامات"
كما أن إحياء "عاشوراء" يشهد أفعال النفخ في الأبواق، وضرب الطبول، مع الصياح واللطائم والنياحة وشق الجيوب؛ بدعوى مظلومية آل البيت ومقتل الحسين بن علي، رضي الله عنهم.
وتقول كتب سيرة الصحابة إن شيعة العراق أنفسهم كان لهم دور كبير في ما أدّى إلى قتله؛ حيث دعوه لينصروه ثم غدروا به وخذلوه. وفي هذا يقول كبير من كبارهم؛ محسن الأمين: إنّه "بايع الحسين 20 ألفاً من أهل العراق، غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم وقتلوه"....في هذا اليوم قُتل الحسين، ويعتقد الشيعة أنهم المسؤولون عن قتله، إذ يضربون أنفسهم كعقاب على فعلتهم"(اي جلد الذات بسبب شعورهم بالذنب)، يشعرون بأنهم أحد أسباب مقتل الإمام الحسين، وأنهم تخلّوا عنه في معركة كربلاء (واقعة الطف/61 هجري) التي قُتل فيها؛ لذلك يعذبون أنفسهم كل عام".
يقول احدهم :"هنا محاولة لتلمس أصول الطقس يعود الى قصص اسطورية ومنها قصة الشاهنامة التي تحكي عن رستم الذي كسب قوة خارقة ، واسقاط هذه القوة على قاسمي سليماني . شخصيات غلفت بهالة دينية مقدسة مثل الأمام علي وابنه الحسين ، وهكذا الشهيد في المعتقد الشيعي هو حي وهي الصورة التي عرضها ونشرها موقع المرشد الأعلى في ايران ، علي خامنئي، بعد مقتل قاسمي سليماني ، وقد لاقت تفاعلا واسعا بين النشطاء على مواقع التواصل الأجتماعي ، وتظهر صورة الأمام حسين بن علي وهو يحتضن قاسمي سليماني بعد مقتله . وبهذا يريد ان يقول علي خامنئي بان ما حدث لقاسمي سليماني هو نفسه ماحدث للحسين في معركة كربلاء ، ويستقبله الحسين بن علي في الجنة بعد مقتله على يد ترامب ".
إن ظاهرة البكاء على الأشخاص وألأئمة لها جذورها في التيارات والمذاهب الأسلامية ، وهي منتشرة لدى الفكر الشيعي ألأمامي يمارسونها كطقوس ، وكذلك الحزن والبكاء ظاهرة اجتماعية في الأسلام ، وجواز عقد مجالس العزاء الجماعي . ليس البكاء فقط بل الصياح حزنا وتألما على فراق الأعزاء ، وان اقامة مجلس العزاء على الحسين يوم عاشوراء هي خير دليل على وجود هذا الطقس منذ حوالي 1400 سنة . وهناك احاديث عن البكاء على الحسين وكيف ان الله يجازي الباكي بالجنة ، وإنَّ الله يصرف عن وجهه ألأذى يوم القيامة من سخطه والنار . وذهب شيوخ السنة الى القول :"إن الحزن والبكاء على الحسين سنة قام النبي بفعلها " ، ويستشهدون على ماروته كل الفرق والمذاهب ألأسلامية (راجع المعجم الكبير للطبراني).
عن أم سلمة إنها قالت : "كان الحسين والحسن يلعبان بين يدي النبي في بيتي فنزل جبرائيل فقال يامحمد إنَّ أمتك تقتل أبنك هذا من بعدك ، فأومأ بيده الى الحسين ، فبكى رسول الله ووضعه على صدره ".
روي عن عمر بن الخطاب ان البكاء سُنّة نبوية كما جاء في كتاب "إبك فانك على حق" للشيخ وسام برهان البلداوي قس الشؤون الفكرية واليقافية في العتبة المقدسة .
روي انّ عمر بن الخطاب اتى الى زوجة ابي بكر بعد موته فسألها عن اعمال ابي بكر في بيته ، فقالت :ألا أنَّه كان في كل ليلة جمعة يتوضئء ويصلي ثم يجلس مستقبل القبلة وراسه على ركبتيه وتنفس الصعداء فيشم في البيت روائح كبد مشوي ، فبكى عمر وقال :أنى لأبن الخطاب من كبد مشوي "
راجع كتاب الرياض النظرة للمحب الطبري ص133
استخدم المرشد الحالي علي خامئي البكاء في تشييع جنازة قاسمي سليماني لجلب عواطف الناس وخاصة الشباب .وهذا ما حدث فعلا حتى بعض المعارضين تعاطفوا وتاسفوا لمقتل قاسمي سليماني بحجة ان قاسمي سليماني كان يحمي حدود ايران من داعش وانه استطاع محاربة داعش والقضاء عليها ونسوا ان سليماني هو الذراع اليمنى للمرشد علي خامنئي الذي قتل الآلاف من المعارضين وقمع المظاهرات وزور الأنتخابات .
يقول علي خامنئي في احدى المناسبات :
"تظُلُّ عاشوراء تفعل ما فعلته على مدى التاريخ ، فحكام الجور يخافون من عاشوراء ويهابون وجود قبر سيد الشهداء ، إذ ظلَّ الرعب من عاشوراء وشهدائها يلاحق الظلمة من عهد بني أميّة وحتى زماننا ".
من هذا الخطاب نستشف مدى استخدام واستغلال مناسبة عاشوراء سياسيا وايقاض وتذكير الشيعة بما فعله السنة (يزيد بن معاوية الأموي) عندما قتل الحسين وهو في طريقه الى كربلاء ، والهدف من ذلك هو ايقاض النعرة الطائفية والكراهية ضد السنة والتحريض على الطائفية والمذهبية بين الشيعة والسنة التي اشعلتها الثورة الأسلامية بعد ان كانت قد خفت حدّتها مئات السنين . وقد عانى العراق من حرب طائفية بين الشيعة والسينة وكانت ذروتها في سنة 2006 وراح الاف الناس ضحية هذه الحرب .
تاريخياً، كانت الخلافات حول القضايا السياسية واللاهوتية والعقائدية هي السبب في الانقسام بين السُنَّة والشيعة، بيد أن التنافس على السلطة والموارد والمكانة هو الدافع وراء مظاهرها وتجلياتها الحديثة. وشيئاً فشيئاً، هيمنت فكرة التمثيل الطائفي على العلاقات السياسية بدلاً من تمثيل المواطنين، الأمر الذي أدّى إلى تفاقم الانقسامات القائمة بدل تخفيفها
إنّ شعار "ألأمام الحسين " معلم المقاومة لازالت تستخدمه الميليشيات التابعة لولاية الفقيه وعلى رأسها حزب الله ، وهو شعار ضد ألأستكبار والشيطان ألأكبر(امريكا) واسرائيل وكل من يعارض نظام الملالي في ايران ، بل هو شعار ضد فصل الدين عن السياسة
ان مسرحية واقعة كربلاء يتم استغلالها في كل عام من اجل كسب المزيد من الشيعة للثورة الأسلامية التي يريد اصدارها المرشد علي خامني وقبله الخميني واتذكر قبل سنين ان احد مسشاري خميني اجاب ردا على سؤال لماذ تمنعون المسرحيات والموسيقى والغناء في ايران ؟ فاجاب هذا الشيخ قائلا:ان اعظم واهم مسرحية بالنسبة لنا هي هذه الجموع الحاضرة بالملايين في كربلاء ومنظر الدم الذي ينزف من الذين يضربون القامات على ظهورهم وصدورهم ورؤوسهم بالقامات والسيوف، هذه المشاهد هي اعظم مسرحية بالنسبة لنا .
ممارسات ضرب بالسيف على الرؤوس وعلى الصدور وسط حشود من الزوار يرتدون ملابس سوداء بينهم نساء وأطفال يعيدنا الى الأسباب الحقيقية التي يتم تغذيتها من قبل المرشد الأعلى لولاية الفقيه في ايران ، كونها ممارسات وطقوس تستغل سياسيا .
دموع رجال السياسية أمام وسائل الإعلام ليست غريبة للتعبيرعن أحاسيسهم ومشاعرهم تجاه بعض الأحداث، كما أن البكاء هو جزء من السياسة، هذا ما أكد عليه المؤرخ الفرنسي المعاصر "إيمانويل فوريكس" أستاذ التاريخ في جامعة باريس الشرقية في كريتي.
غداة هزيمة منتخبي إيران وروسيا وخروجهما من مونديال 2018، أعاد نشطاء فيسبوك، نشر صورتين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمرشد الأعلى للثورة الايرانية علي خامنئي، وهما يذرفان الدموع في مناسبات مجهولة التاريخ
بكاء السيد خامنئي من الأمور الروتينية المألوفة في المناسبات الدينية والاجتماعية والكربلائية والشعرية (بكى عندما مدحه الجواهري بقصيدة)
وفي الوقت نفسه تشكل الدموع طريقة لضبط الايقاع الشارعي ولجمه، وللتأثير في الإيرانيين، خصوصاً الشباب، مثلما حدث في التسعينيات وتحديداً العام 1999 حيث أجهش بالبكاء فى نهاية كلمته وهو يحث الإيرانيين على وقف التظاهر عند اندلاع سلسلة من الاحتجاجات الطالبية، وبالفعل قام بتثبيتهم كما وصفته صحيفة "لوس أنجليس تايمز". وفي نهاية كل خطبة لخامنئي، تقريبا يبدأ في التباكي وحوله حشود من كبار الشخصيات ورجال ميليشيا الباسيج والحرس الثوري الايراني.
الأسئلة المطروحة
لماذا خامنئي والقادة السياسيين في ايران ، وقادة الميليشيات التابعة لولاية الفقيه ، سواء في العراق ولبنان وسوريا واليمن لم يذرفوا دمعة واحدة على ضحايا النظام الدكتاتوري لولاية الفقيه في ايران والعراق وسوريا واليمن ولبنان حيث قتلوا مئات الآلاف دون ذنب سوى معارضتهم السلمية لهذا النظام ومطالبتهم بابسط حقوقهم المشروعة؟
لماذا هؤلاء التعساء المنافقون المختصون في ممارسة شريعة التقية لم ترف جفونهم ولم تدمع عيونهم وهم يقصفون مدن "السنة" - اخوتهم في الدين ، سواء في العراق اوسوريا او اليمن - وتشريد الملايين منهم وتهجيرهم واعتقال مئات الآلاف وزجهم في السجون والمعتقلات ؟"
لماذا هؤلاء لم يذرفوا دمعة واحدة على اختطاف وقتل وترويع وسجن واغتيال النشطاء من الحراك الشعبي في ايران والعراق ولبنان والزج بالمعارضين للنظام في السجون المظلمة حيث يمارس النظام بحقهم أبشع وسائل التعذيب المخترعة من قبل الأجهزة الأمنية لولاية الفقيه واذرعه في الدول العربية اعلاه ؟
هذه ألأسئلة وغيرها كثيرة يجب ان يجاوب عليها اخوتنا الشيعة الذين غُرّر بهم ووقع البعض منهم في فخ ألأيدولوجية القمعية الشمولية لولاية الفقيه التي تستغل المشاعر والعواطف عند اخوتنا الشيعة ،وخاصة العرب منهم ، لأحياء احلام الأمبراطورية الفارسية وظم الدول العربية اليها .
للأسف ،لقد تحول الكثيرون من اخوتنا الشيعة الى ادواة قمع حتى لأخوتهم الشيعة في هذه الدول ، وهذا ما نشاهده في قمع الحراك الشعبي في العراق حيث غالبية المتظاهرين هم من المحافظات الشيعية جنوب العراق ، هكذا استطاع الفرس تفريق العرب (فرق تسد) للهيمنة على بلدانهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشقيران: الإخوان منبع العنف في العالم.. والتنظيم اخترع جماع


.. البابا فرانسيس يلقي التحية على قادة مجموعة السبع ودول أخرى خ




.. عضو مجلس الشعب الأعلى المحامي مختار نوح يروي تجربته في تنظيم


.. كل الزوايا - كيف نتعامل مع الأضحية وفكرة حقوق الحيوان؟.. الش




.. كل الزوايا - الشيخ بلال خضر عضو مركز الأزهر للفتوى يشرح بطري