الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرية التعبير بالمغرب لاتعني حرية الشتائم

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2020 / 1 / 19
التربية والتعليم والبحث العلمي


حرية – مساواة – أخوة

رأي

"سأخرجك منها مثل الشعرة من العجين " عبارة قد تتكرر عند توكيل بعض المحامين في قضايا بالمحاكم المختلفة كوعد وراءه أتعاب متناسبة مع حجم المشكلة ...

و إذا كان المحامي العضو الفاعل في المجتمع كمهني متخصص في القانون يُنظر له على أنه الآلة الذكية التي تستعيد الحقوق المهضومة و تساهم في التوعية بالقانون و التعريف به و الدفاع عن المؤسسات القضائية و إستقلالها و عن المظلمومين خاصة الفقراء منهم و كذلك الأمر بالنسبة للحقوقيين المتطوعين في الجمعيات المدنية للدفاع عن الحقوق ، فلا يجب الخلط بين الدفاع عن الحق و المساهمة في كشف الحقيقة أمام المحاكم خدمة للعدالة و بين الدفاع الأعمى عن الخطأ أيا كان مصدره ...

فالقانون واضح وضوح الشمس في بعض الحالات التي تم تصنيفها خطأ على أنها قضايا حرية تعبير بالمغرب في حين أنها قضايا سب و قذف في حق هيئات أو مؤسسات أو أشخاص ذوي مراكز سياسية أو غيرها محددة بقانون الصحافة و النشر أو بقانون العقوبات أو بالدستور..هذا هو الواقع الآن .

فالدفاع عن المظلومين حقيقة هو دفاع عن المجتمع و عن العدالة و لاشك في ذلك ..لكن حين تكون الأدلة واضحة أمام الجميع و مسجلة في الفضاء الرقمي بالفيديوهات تثبت أنها مخالفات قانونية في القضايا المطروحة و تبين جهل مرتكبيها بالقانون ، فإن الدفاع عن هؤلاء من اجل اثبات العكس اي براءتهم بدعوى أن قضاياهم هي قضايا تضييق عن الحريات يسيئ للمهنة وللمراكز الدفاعية التي يحتلونها و لمصداقيتهم و لسمعة البلد .و يصيرهؤلاء في موقف لا يحسدون عليه و كأنهم يدافعون عن الفوضى ...و الحال انهم ناس قانون ...

فماذا لو كانت تلك الشتائم و ذلك السباب و ذلك القذف غير المبني على اي اساس موجه لهؤلاء الذين يدافعون عن براءة أصحابه و يمس كرامتهم و سمعتهم و شرفهم و شرف عائلاتهم وواجب الاحترام الذي هو حق من حقوقهم مثلا ؟

ألن يردوا على ذلك و يطالبوا بحقهم في الإحترام و رد الاعتبار لهم ؟؟

أعتقد أن الدفاع عن الحق هو تشريف ما بعده تشريف .لكن الدفاع عن الحق و الحقيقة لا عن الكذب والبهتان يجب ان يروم مثلا طلب التخفيف في مثل هذه القضايا التي تتعلق بالسب والقذف في حق الأشخاص والهيئات حينما تكون ثابتة بالادلة الدامغة ، عن طريق كشف حقيقة الظروف النفسية غير العادية للمخالفين أو بظروفهم غير الطبيعية كالحالات العرضية التي يفقد فيها الانسان بوصلة السيطرة على أفعاله عند تناوله أقراصا مهلوسة أو مخدرات أو مشروبات كحولية أو في حالات الفقر المدقع أو أي ظروف اخرى بعد إعتراف أصحابها بالخطأ الذي إرتكبوه و إعتذارهم لذوي الحقوق ..

و قد يحتاج البعض في بعض من هذه الحالات ليس للعقوبات التي ستزيد من تفاقهم حالتهم الصحية و تمنع دمجهم و انسجامهم مع المجتمع و ربما تزيد في إحتمال ارتكابهم مخالفات اخطر ، و إنما للمصحات النفسية المتخصصة و صبر أيوب ..

إن الدفاع عن المجتمع المغربي و عن كل فرد فيه يقتضي التفكير في الدفاع عن تخليق الحياة العامة و عن كيفية رفع مستوى لغة التخاطب المؤدب اليومي و جعله ممكنا و ليس في الدفاع عن إنحطاط هذه اللغة أو عن الوقاحة أو الضسارة (الجسارة) أو الشتائم و قلة الأدب و سوء الخلق و تسمية كل ذلك دفاعا عن حرية التعبير المكفولة قانونا بأعلى قانون سموًا في البلد و هو الدستور...و المقيدة بعدم الإساءة للآخرين بقوانين آخرى منها قانون الصحافة و قانون العقوبات ..

فالمسألة هنا تتعدى صالات المحاكم إلى فضاء التربية والتعليم الأولي بالمدارس و التعليم الثانوي و الجامعات أي إلى فضاء التكوين و المتخصصين في البيداغوجيا و علم النفس و الفلسفة و اللغات و الأديان ..و غير ذلك ..الذين يهمهم بلدهم و يفكرون بجدية في مستقبله الواعد بأمل و إصرار معتقدين أن مغربا آخر أفضل و مواطنا آخر أكثر تربية و سموا ممكنان ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب