الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيه اختلافاً كثيراً _ أخطاء قرآنية واضحة في السجعية الثالثة من ترتيلة البقرة

راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)

2020 / 1 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


( فيه اختلافاً كثيراً _ أخطاء قرآنية واضحة في السجعية الثالثة من ترتيلة البقرة : { و مما رزقناهم يُنفقون } )

سلسلة في #فقه_الخطأ_القرآني

بقلم #راوند_دلعو

و من الضعف البياني الواضح في القرآن قوله في سياق وصف المتقين في مطلع ترتيلة البقرة بأنهم : ( الذين يؤمنون بالغيب و يقيمون الصلاة و مما رزقناهم ينفقون !! )

و يتجلى الضعف هنا عند قوله : ( و مما رزقناهم ينفقون ) ....

فالجملة هنا :

١) إما ناقصة ،

٢) أو أن كاتبها ضعيف البيان ركيك التعبير ... ،

٣) أو أنه جاهل بالعقيدة الإسلامية !

فالجملة ناقصة ؛ لأن النص جاء في سياق وصف و مدح ( المتقين ) ... فوصفهم بأنهم يؤمنون بالغيب و يقيمون الصلاة و ذلك على سبيل التزكية و المدح ... ثم قال : و مما رزقناهم ينفقون !!

و هنا نسأل أنفسنا ... ينفقون ماذا ؟

فلكي يكون الإنفاق محلاً للمدح به يجب أن يكون في الخيرات ... لا الانفاق العادي الذي يمارسه جميع البشر بشكل يومي ... و لا الإنفاق على السلع و الخدمات الضارة كثمن المخدرات ...

فلو كان يُراد بالإنفاق هنا الزكاة و أضرابها من الصدقات و التبرعات مثلاً ، لما صح لغوياً التوقف عند قوله ( ينفقون ) ... بل وجب أن يوضح بأن يقول مثلاً : ( و مما رزقناهم ينفقون في أوجه الإحسان للفقراء ) ... أو أن يقول : ( و مما رزقناهم ينفقون في الصدقات و التبرعات ) ... و بالتالي خرج الكلام مخرج النقص على هذا التفسير.

فلو كان بليغاً لقال : ( الذين يقيمون الصلاة و ينفقون في أوجه الإحسان ).

٢) أما لو أراد بقوله : ( ينفقون ) مُطلَق الإنفاق العادي الذي ينفقه جميع الناس بلا استثناء على ضرورات السلع الاستهلاكية اليومية ... فلا فضيلة في ذلك ؟ و يتسلل الخطأ إلى النص عندها من خلال إيراد صفة لا يُمتدح بها عادة بعد صفات مدح واضحات ... و هذا تناقض و خلل في السياق كأن تقول : أحمد إنسان رائع فهو صادق و كريم و يتنفس !!!
فالصدق و الكرم صفات يمتدح بها الإنسان في العرف اللغوي ، أما التنفس فعملية اعتيادية تمارسها جميع الكائنات الحية فلا يصح منطقياً إيرادها على سبيل المدح .... و كذلك الإنفاق في قوله : ( ينفقون ) إن كان القصد مطلق الإنفاق الذي يمارسه كل البشر يومياً.

فلا يصح مدح الإنسان بوصفه بأنه يُنفق ماله ، لأن الإنفاق ضرورة و صفة عامة مشتركة بين جميع البشر ، يمارسونها بشكل يومي كل على قدر وسعه و ملاءته المالية .... فهي عملية روتينية ضرورية مشتركة بين جميع البشر.

فأين صفة التعيين أو التميُّز التي يجب أن يُضيفها المادح لأناس يذكرهم على سبيل المدح و التمييز ؟

و لا بد أن أنوه هنا إلى أن المعنى يصبح أشد ركاكة و ضعفاً لو كان قصده مُطلق إنفاق ، .... لأن جميع البشر ينفقون المال على أنفسهم ... فأين المعلومة الجديدة في النص ؟ فالنص الذي لا يحمل معلومة جديدة يخرج مخرج اللغو !!!

ثم لماذا جاء اللغو هنا في سياق المدح ؟

أما الحكم على كاتب النص بأنه جاهل بأساسيات العقيدة المحمدية ، فذلك لأن أهم أساسيات و ركائز العقيدة المحمدية الإيمان بالقضاء و القدر خيره و شره من الله ، و أن الله خالق كل شيء ، و بالتالي هو الموزع لكل المنافع و الخدمات و الأموال أي ( الأرزاق) ...

فطالما أن الله أعطانا و رزقنا كل شيء مِنْحَةً مِنْهُ ، فهل يُعقل أن نجد إنساناً ينفق من منفعةٍ أو مالٍ لم يَسُقْهُ الله إليه ؟

أي هل هناك مال يكتسبه الإنسان من جهة أخرى خارج القدرة الإلهية و لا دخل و لا تحكم لله بها ؟؟؟

طبعاً لا .... و ذلك لأن كل شيء و كل قدر من الله كما أسلفتُ للتو _ وفق العقيدة المحمدية _ فمن الطبيعي أن يكون رزق كل البشر مصدره الله سواء كانوا مؤمنين أو كافرين ... متقين أم فاسقين .... !

و بالتالي خرج قوله : ( و مما رزقناهم ينفقون ) مَخرج العبث و تحصيل الحاصل و الإخبار بالمعلوم بداهة ! و يحق لنا عندها أن نسأل كاتب القرآن السؤال التالي : أنت تمدح المتقين و تخصصهم بوصفهم بأنهم مما رزقهم الله ينفقون ، لكن هل يُعقل أو يتخيل وجود المال المرزوق من غير الله ؟ أليس الله هو المحرك للمال بين البشر ؟ إذن فالمتقي و غير المتقي سينفق حتماً من المال الذي رزقه الله إياه ! فأين المعلومة في النص ؟

و لتصحيح النص يجب أن يقول : ( الذين يؤمنون بالغيب و يقيمون الصلاة و ينفقون في الإحسان )

و هكذا نجد أن هذا النص ( و مما رزقناهم ينفقون ) ، إما ناقص ، أو شديد الضعف و الركاكة ، أو أن كاتبه جاهل بالعقيدة المحمدية ...

فهو:

١) إمّا ناقص على تفسير الإنفاق بأنه مخصص بأوجه الطاعة من زكاة و صدقات ... فوجب عندها البيان و إضافة ما يوضح ذلك ، كأن يقول : ( و مما رزقناهم ينفقون في أوجه الإحسان ) ....

٢) أو أَنّه تحصيل حاصل فيما لو فسرنا الإنفاق على إطلاقه ، و ذلك لأن كل البشر ينفقون مما رزقهم الله و لا يقتصر الأمر على المتقين .... !

٣) أو أن كاتب النص جاهل بأساسيات العقيدة لأنه لا يُعقل أن يُنفق المرء مالاً غير مرزوقاً له من قِبَل الله ... فصار الكلام لغواً بلا أي معلومة يحتاجها البشر ....

#الحق_الحق_أقول_لكم ....

إن هذا النص سواء كان ناقصاً أو تحصيل حاصل بلا فائدة ، أو لغواً صادراً عن جهة تجهل أساسيات عقيدة الديانة المحمدية ، لا يمكن أن يصدر عن إله ... فالخالق منزه عن التحدث بكلام ناقص أو تحصيل حاصل _ أي يفسر الماء بعد الجهد بالماء _ أو لغو !!!

كش ملك مات !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلام منطقى
طاهر مرزوق ( 2020 / 1 / 23 - 22:06 )
الأستاذ/ راوند دلعو
سلام وتحية,
أحييك على كلامك وشرحك المنطقى بعيداً عن التأويلات الهلامية التى أصبحت نصوصاً مقدسة كمصادر للتفسير، ككتب التفسير للطبرى أو ابن كثير أو البغوى والجلالين وابن تيمية وغيرهم من الفقهاء التى أصبحت شروحاتهم وتفسيراتهم وفتاويهم هى التى يعمل بها فقهاء عصرنا الحاضر، وأصبحت كتبهم من النصوص الثابتة التى لا تقبل الشك أو التكذيب.
مع لقاء جديد فى كلام منطقى جديد.. ( رضى عنك العقل) .
مع خالص الشكر

اخر الافلام

.. كندا.. اندلاع حريق بالكنيسة الأنجليكانية التاريخية في تورونت


.. بتهمة سرق أحذية من المسجد.. الكويت ترحل مقيما من البلاد




.. عظة الأحد - القس داود شكري: الكنيسة بتحاول تقولنا هو ليه الح


.. عظة الأحد - القس داود شكري: المسيحين سموا نفسهم الطريق في ال




.. 141-Ali-Imran