الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفّاحة أكلت الجنّة

فتحي البوزيدي

2020 / 1 / 21
الادب والفن


اتنتظرتكِ
التفّاحةُ أكلت الجنّةَ...
أفعى الزّمن غيّرت جلدها.
كنت تمرّين برأسي على عادةِ أفكاري
السامّة..
المحرّمة..
اللعينة..
توقظني
البهاراتُ..
الفلفلُ الحارّ..
الأفكارُ اللّاذعة..
ثوبُ السّاتان الأحمر.
لم أكن أخطئ
غرفة الانتظار المغلقة على كتاب كاماسوترا, و شمعة.
لم أكن أخطئ
أنّك تفضّلين ممارسة الحبّ على نور خفيف
قبل ذلك..
في زاوية المطبخ
كنّا نمهّد لموسم عصر العنب
بالعناق..
بتشابك أرجلنا.
أحبّ كثيرا
رائحةَ الخشب الطبيعيّ لطاولة الطّعام,
رائحةَ أحاديث السياسة الطّازجة,
زجاجةَ النّبيذ المفتوحة على وميض القبلات..
بَرْقا يقطر
بالعطر..
بدخان السّجائر.
أسكب أصابعي على فخذيْكِ
لست أدري لماذا تحترق أحلامنا الوطنيّة مثل لفافات التبغ ؟
لماذا تفوح تحاليلنا السياسية برائحة البارود ؟
في الطابق الأرضيّ نترك
رائحة الطّعام المحترق,
كأسين أفرغنا فيهما شفاهنا,
حكاياتٍ عن الحرب المقبلة,
عن جنديّ يتلقّى رسالة الكترونيّة لصورة حبيبة عارية.
قد يجد المقاتل فرصة للاستمناء في الخطوط الخلفية للنار,
قد يصمت الرصاص قليلا.
يسجّل الجنديّ رسالة صوتيّة
ترتخي الأصابع عن الزّناد,
تنزلق الشهوة في قبضة يده.
لا شيء يثير امرأة مثل لهاث رياح حارّة أسفل أذنها
ماؤها اللّزج
يعضّ الجوع..
يشرب العطش.
تقولين:
- "دعنا من مسافات الخوف الممكنة
هناك
في نهاية السلّم
علّقتُ تفّاحة تولد من جديد كلّما قضمتَ جسدي"
أتبعكِ...
السُّلَّمُ
اختراعُ عاشقة
أرادت ممارسة الحبّ على ظهر غيمة
لو كان السقوط لعنة دائمة ما قطفتُ من رقبتكِ
وشمَ الفراشة,
النّجماتِ,
الشّاماتِ.
في درج السلّم
إلى ضوء الشّمعة الخفيف,
إلى التفّاحة المعلّقة,
إلى الغيمة,
إلى كاماسوترا..
أصّاعد..
أسير وراءك..
أصفع مؤخرة الغياب بعينيّ.
لسنا معنيّين بخط سير حوّاء خلف آدم,
و لا بخطّ سقوطها بعده.
ممارسة الحب كما الحرب
ممارسةٌ فنية دادائيّة..
اللّامنتظر يأتي على صورة
حجر نرد..
رصاصة طائشة..
وضعيّة جنسية لم نخطط لها قبل أن تلمس الرّيشةُ اللوحة َ.
بكلّ الألوان الحارّة و الباردة
ننفخ لهاثا في صور كوماسترا.
في الطابق السماوي..
بعد القضمة السّابعة
تُرجِعين التفّاحة إلى مكانها من حنجرتي
نعلّق الجنّة في نهاية السلّم.
الوداعُ
جوعُ التفّاحة إلى الجنّة.
في الانتظار
تغيّر أفعى الزّمن جلدها كلّما عبرتِ برأسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة


.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات




.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي