الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أعظم مناظرة في تاريخ الإسلام

أودين الآب

2020 / 1 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


 

سوف اذكر في هذا المقال اول مناظرة جرت بين نبي الاسلام محمد صلعم و عقلاء اهل مكة و هي من أهم الأحداث التي حددت مسار و اعتقاد اهل مكة بمحمد و دينه، يقول مؤلف القرآن
وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِالله وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93)} [سورة الإسراء: 90-93].

سبب نزول الآيات:
ورد في تفسير ابن كثير عن سبب نزول الآيات: قال ابن جرير عن*ابن عباس: إن عتبة وشيبة ابني ربيعة، وأبا سفيان ابن حرب، وأبا البختري، والوليد بن المغيرة، وأبا الحكم بن هشام، وعبد الله بن أبي أمية، وأمية بن خلف، والعاص بن وائل، اجتمعوا بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة، فقال بعضهم لبعض: ابعثوا إلى محمد فكلموه وخاصموه(أي ناقشوه) حتى تعذروا فيه( اي حتى تعطوه فرصة في إثبات ما يقول و هذه مبادرة تدل على العدالة و الوعي و استعداد لقبول الرأي الآخر) ، فبعثوا إليه أن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك. انظروا إلى المشركين الكرام كيف احبوا أن يبين كل انسان حجته ليتبين الصادق من الكاذب .

فجاءهم صلعم وهو يظن أنه قد بدا لهم في أمره بداء، وكان عليهم حريصاً يحب أن يستميلهم من أجل مصلحة ما يدعو اليه لأنهم لو آمنوا به لتبعهم كل اهل مكة ، حتى جلس إليهم فقالوا: يا محمد، إنا قد بعثنا إليك لنعذر فيك (أي كي نكون اعطيناك حقك كي تثبت صدق ما تقول)، وإنا والله ما نعلم رجلاً من العرب أدخل على قومه ما أدخلت على قومك، لقد شتمت الآباء، وعبت الدين، وسفهت الأحلام، وشتمت الآلهة، وفرقت الجماعة، فما بقي من قبيح إلا وقد جئته فيما بيننا وبينك(يعني على الرغم من ما فعلته بمقدساتنا و شتمت أبآنا و قللت من احترامنا و خلقت انقسام و فرقة و حساسية بيننا لكن نحن حريصون عليك و على حقك في التعبير عن ما تدعو إليه )، فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت إنما تطلب الشرف فينا سوَّدناك علينا، وإن كنت تريد ملكاً ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك بما يأتيك رئياً تراه قد غلب عليك – وكانوا يسمون التابع من الجن الرئى – فربما كان ذلك، بذلنا أموالنا في طلب الطب حتى نبرئك منه أو نعذر فيك(انظروا الى اللفتة الإنسانية كي لا يخسروا اخ لهم مع انهم قالوا إنه شتم آبائهم و بث الفتنة بينهم و فعل ما فعل مما ذكروه ).



فقال*صلعم «ما بي ما تقولون، ما جئتكم بما جئتكم به أطلب أموالكم، ولا الشرف فيكم، ولا الملك عليكم، ولكن الله بعثني إليكم رسولاً، وأنزل علي كتاباً، وأمرني أن أكون لكم بشيراً ونذيراً، فبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم، فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه عليّ أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم»(طبعا لم يكن يستطيع ان يقول غير هذا وإلا لكان اعتراف منه بعدم صدقه)



فقالوا: يا محمد فإن كنت غير قابل منا ما عرضنا عليك، فقد علمت أنه ليس أحد من الناس أضيق منا بلاداً، ولا أقل مالاً، ولا اشد عيشاً منا، فاسأل لنا ربك الذي بعثك بما بعثك به، فليسيّر عنا هذه الجبال التي قد ضيقت علينا، وليبسط لنا بلادنا، وليفجّر فيها أنهاراً كأنهار الشام والعراق، ويبعث لنا من مضى من آبائنا، وليكن فيمن يبعث لنا منهم قصي بن كلاب فإنه كان شيخاً صدوقاً، فنسألهم عما تقول حق هو أم باطل؟ فإن صنعت ما سألناك وصدقوك صدقناك وعرفنا به منزلتك عند الله، وأنه بعثك رسولاً، كما تقول.(طلبوا منه دليل ملموس على كلامه و هذا ابسط ما يتطلبه العقل يعني إن أتى أي شخص لأي صاحب عقل و قال له أنا مرسل لك من قِبل خالق الكون اقل شيء أن يطلب منه دليل ملموس و قاطع على صدق ما يقول)



*فقال لهم محمد: «ما بهذا بعثت، إنما جئتكم من عند الله بما بعثني به، فقد بلغتكم ما أرسلت به إليكم، فإن تقبلوه فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه عليّ أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم»(يعني اعترف أني غير قادر على ما طلبتم مني إنما اطلب منكم الايمان بي من دون دليل)

قالوا: فإن لم تفعل لنا هذا فخذ لنفسك فسل ربك أن يبعث ملكاً يصدقك بما تقول ويراجعنا عنك، وتسأله فيجعل لك جنات وكنوزاً وقصوراً من ذهب وفضة ويغنيك بها عما نراك تبتغي، فإنك تقوم بالأسواق وتلتمس المعاش كما نلتمسه، حتى نعرف منزلتك من ربك إن كنت رسولاً كما تزعم!(خففوا له ما طلبوه مع أنه يدعي أنه مرسل من إله قادر على كل شيء ، و أقاموا عليه الحجة بأن ليس فيه شيء يدعوهم الى التصديق بأنه مرسل من الله لأن كل ما فيه عادي) فقال لهم صلعم : «ما أنا بفاعل، ما أنا بالذي يسأل ربه هذا، وما بعثت إليكم بهذا، ولكن الله بعثني بشيراً ونذيراً، فإن تقبلوا ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه عليّ أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم»(اعترف بالعجز مرة أخرى و اعاد الطلب أن يؤمنوا بما يقول من غير دليل)



قالوا: فأسقط السماء كما زعمت أن ربك إن شاء فعل ذلك، فإنا لن نؤمن لك إلا أن تفعل(هنا ضاق ذرعهم به و تحدوه قالو أنت تهددنا بأن ربك سوف يعذبنا نحن نتحداك و نتحدا ربك أن يعذبنا الآن). فقال لهم صلعم: «ذلك إلى الله إن شاء فعل بكم ذلك»، فقالوا: يا محمد! أما علم ربك أنا سنجلس معك، ونسألك عما سألناك عنه، ونطلب منك ما نطلب، فيقدم إليك ويعلمك ما تراجعنا به، ويخبرك ما هو صانع في ذلك بنا إذا لم نقبل منك ما جئتنا به، فقد بلغنا أنه إنما يعلمك هذا رجل باليمامة يقال له الرحمن، وإنا والله لا نؤمن بالرحمن أبداً، فقد أعذرنا إليك يا محمد، أما والله لا نتركك وما فعلت بنا حتى نهلكك أو تهلكنا.(هنا اقوى استدلال عقلي معنى كلامهم لو كنت نبي لكان ربك عالم لماذا ارسلنا لك لنكلمك و كان علمك بماذا تجيبنا أو سبقتنا و قلت لنا لقد بعثتم ورائي من أجل كيت و كيت و أثبت لنا انك نبي أو كان ايدك بالمعجزات التي طلبنها منك لكن ظهر لنا عجزك و عدم صدق ادعائك و قامت عليك الحجة لذلك لن نؤمن بك)



فلما قالوا ذلك، قام صلعم عنهم(لأنه لم يجد رد)، وقام معه عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وهو ابن عمته عاتكة ابنة عبد المطلب، فقال: يا محمد عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله منهم، ثم سألوك لأنفسهم أموراً ليعرفوا بها منزلتك من الله فلم تفعل ذلك، ثم سألوك أن تعجل لهم ما تخوفهم به من العذاب، فوالله لا أؤمن بك أبداً حتى تتخذ إلى السماء سلماً ثم ترقى فيه وأنا أنظر حتى تأتيها وتأتي معك بصحيفة منشورة، ومعك أربعة من*الملائكة*يشهدون لك أنك كما تقول، وأيم الله لو فعلت ذلك لظننت أني لا أصدقك.(يعني الجماعة قد أقاموا عليك الحجة و الدليل لدرجة أنك لم يعد لك اي مصدقية عندي و المتكلم ابن عمته )



*ثم انصرف عن محمد وانصرف صلعم إلى أهله حزيناً أسفاً، لما فاته مما كان طمح فيه من قومه حين دعوه ولما رأى من مباعدتهم إياه [أخرجه ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما].
هذه المناظرة هي إحدى الأسباب الرئيسية التي تبين لماذا لم يؤمن أهل مكة إلى أن جاء يوم الفتح العسكري ، أخيراً تساؤل منطقي بسيط من اولى أن يخاف منه الناس خالق الكون أو رجال مسلحون ، لو استطاع محمد إثبات أنه نبي مرسل لما انتظر أهل مكة يوم الفتح كي يؤمنوا به لأن الأولى الخوف من خالق البشر و ليس من البشر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24