الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خاطرة في الفلسفة (2)

رواء محمود حسين

2020 / 1 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


وفِي أثناء بحثي في الفرق بين الحكمة والفلسفة فقد اطلعت أيضاً على فصول من سيرة أرسطو تلميذ أفلاطون.
ذكر القفطي أنه قد انتهت فلسفة اليونانيين إلى أرسطوطاليس، وهو منتهى فلاسفتهم وأستاذ علمائهم، وهو أول من أفرد صنعة البرهان من كافة الصناعات المنطقية ومثلها بالهيئات الثلاثة وصيرها أداة للعلوم العقلية حَتَّى لقب بصانع المنطق. وقد ذكر القفطي أنه أرسطوطاليس بن نيقوماخس الفيثاغوري، وَكَانَ أرسطوطاليس تلميذ أفلاطون البارز بعده فِي المكانين اللذين تقدم بهما تلامذته، وصاحب أفلاطون ليتعلم منه مدة عشرين سنة، وَكَانَ أفلاطون يفضله عَلَى سائر تلاميذه ويسميه العقل. ولأرسطو فِي جميع العلوم الفلسفية كتب مهمة كلية وجزئية فالجزئية أبحاثه ورسائله الَّتِي يُتعلم منها معنى واحد فقط، والكلية بعضها مذكرات يتعلم بقراءتها مَا قَدْ عرف من علمه وهي السبعون كتاباً الَّتِي ألفها لأوفارس وبعضها تدريس يتعلم منها ثلاثة أمور أحدها علوم الفلسفة والثاني أعمال الفلسفة والثالث الآلة المستعملة فِي علم الفلسفة وغيرها من العلوم. فالكتب الَّتِي فِي علوم الفلسفة بعضها فِي الدلائل والعلوم التعليمية وبعضها فِي المناهج والعلوم الطبيعية وبعضها فِي العلوم الإلهية، وأما الكتب الَّتِي فِي العلوم التعليمية لكتابه فِي المناظر وكتابه فِي الخطوط وكتابه فِي الحيل، وأما الكتب الَّتِي فِي العلوم الطبيعية فمنها مَا يُتعلم منه المسائل الَّتِي تتعلق بكل أحد من الماهيات، ومنها مَا يُتعلم منه الأحوال الَّتِي تشمل جميع الأطباع فالتي يُتعلم منها الأحوال الَّتِي تشمل كافة الطبائع هي كتابه المدعو (بسمع الكيان) فهذا الكتاب يعرّف بعديد الأساسات والمبادئ لكافة الأشياء والتي هي كالأساسات وبالأشياء التابعة للمبادئ المشاكلة للتوالي، وأما الأسس فالعنصر والصورة وأما الَّتِي هي كالمبادئ فليست مبادئ بالحقيقة بل بالتقريب كالعدم، وأما التوالي فالزمان والمكان وأما المشاكلة للتوالي فالخلاء وَمَا لا نهاية لَهُ.
(جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف بن إبراهيم الشيباني القفطي (المتوفى: 646 هـ): " إخبار العلماء بأخبار الحكماء"، المحقق: إبراهيم شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة: الأولى 1426 هـ - 2005 م، ص 28 – 29).
وَكَانَ أرسطوطاليس معلم الإسكندر بن فيلبس ملك مقدونية وبأخلاقه اشتغل فِي سياسة مواطنيه وتاريخ ملكه وانقمع بِهِ الشرك فِي وطن اليونانيين وبان الخير والعدالة، ولأرسطوطاليس إِلَيْهِ مؤلفات كثيرة معروفة مدونة، وبسبب أرسطوطاليس انتشرت الفلسفة وغيرها من العلوم القديمة فِي البلاد الإسلامية. ذكر محمد بن إسحاق النديم فِي كتابه أن المأمون رأى فِي حلمه كَأَنَّ رجلاً أبيض مشرباً بحمرة واسع الجبين مقرون الحاجبين أجلح الرأس أشهل العينين جيد الشمائل، جالس عَلَى فراشه، قال المأمون: وكأني بَيْنَ يديه وَقَدْ ملئت لَهُ مهابة، فقلت لَهُ: من أنت؟ فقال: أنا أرسطوطاليس، ففرحت بِهِ، وقلت: أَيُّها الحكيم أسألك، قال: سل. قلت: مَا الحسن؟ قال: مَا حسن فِي العقل، قلت: ثُمَّ مَاذَا؟ قال: مَا حسن فِي الشرع، فقلت: ثُمَّ مَاذَا؟ ثُمَّ لا، ثُمَّ قلت: زدني، فقال: من يصحبك فِي الذهب فليكن عندك كالذهب وعليك بالتوحيد.
(القفطي: " إخبار العلماء بأخبار الحكماء"، ص 29).
فلما أفاق المأمون من حلمه أخبرته نفسه وحرضته همته عَلَى طلب كتب أرسطوطاليس فلم يجد منها شيئاً بمدائن الإسلام قال غير ابن إسحاق فكاتب المأمون ملك الروم، والتمس منه كتب الفلسفة من مؤلفات أرسطوطاليس فاستقضاها ملك الروم فلم يجدها بمدنه فحزن لذلك، وقال: يطلب مني عاهل المسلمين علم أسلافي من اليونان فلا أستطيع أن أجده أي مبرر يكون لي أم أي اعتبار تبقى لهذه الطائفة الرومية عند المسلمين. وشرع فِي الاستفهام والبحث فقدم إِلَيْهِ واحد من النساك المنقطعين فِي بعض الأديرة البعيدة عن القسطنطينية، وقال لَهُ: عندي علم مَا تشاء، فقال لَهُ: أدركني فقال: إِن المسكن الفلاني فِي محل كذا الَّذِي يغلق كل ملك عَلَيْهِ قفلاً إِذَا امتلك مَا فِيهِ عَلَى مَا يقال مال الملوك وكل ملك يجيء يغلق عَلَيْهِ حَتَّى لا يقال قَدْ تطلب إِلَى مَا فِيهِ لرداءة توفيره ففتحه، فقال لَهُ الراهب لَيْسَ الحال كذلك وإنما فِي ذَلِكَ المكان معبد كَانَتْ اليونان تتنسك فِيهِ قبل بدأ دين المسيح فلما قرر دينه بهذه الجهات فِي سنوات قسطنطين حصلت كتب الفلسفة التي عند الناس وصيرت فِي ذَلِكَ المنزل وأقفل مدخله وأقفل الملوك عَلَيْهِ أقفالاً كما علمت فحشد الملك أشراف دولته وأعلمهم بالأمر وشاورهم فِي فتح المنزل فنوهوا بذلك …. فمشى إِلَى المسكن وفتحه وأكتشف الأمر فِيهِ كما بين الراهب وعثروا فِيهِ على كتب عديدة فتناولوا من ناحيتها بغير معرفة ولا مراجعة خمسة أحمال وسيرت إِلَى المأمون فجلب لَهَا المترجمين فترجموها من اللغة الرومية إِلَى العربية ثُمَّ انتبه الناس بعدها إلى طلبها بعد المأمون وتحيلوا إِلَى أن جمعوا منها الشيء الكثير.
(القفطي: " إخبار العلماء بأخبار الحكماء"، ص 30).
قال إسحاق بن حنين عاش أرسطوطاليس سبعاً وستين سنة والله أعلم.
أما تبويب مؤلفاته فهي عَلَى أربع درجات المنطقيات. الطبيعيات. الإلهيات. الخلقيات. فمن كتبه في المنطقيات والإشارة أيضاً إلى من ترجمها إلى العربية: الكلام عَلَى قاطيغورياس ومن نقله وشرحه نقله من الرومية إِلَى العربية حنين بن إسحاق وشرحه وقسره من بوتان ومن العرب منهم فرفوريوس يوناني اصطقن ابن إسكندراني رومي الليس رومي يحيى النحوي بطرك الإسكندرية أمونيوس رومي ثامسكيوس رومي ثاؤفرسطس يوناني سنبليقيوس ولرجل يعرف بناؤن سرياني وعربي ومن غريب تفاسيره قطعة منه لأمليخس. قاطيغورياس معناها لمقولات. باري أرميلياس ومعناه الصبارة. طوبيقا ومعناه الجدل. سوقسطيقا ومعناه المغالطون ويقال الحكمة المموهة. ويطوريقا ومعناه الخطابة. أبو طيقا ويقال بوطيقا ومعناه الشعر أنولوطيقا الأول ومعناه تحليل القياس. أبو ديقطيقا وهو أنولوطيقا الثاني ومعناه البرهان.
(القفطي: " إخبار العلماء بأخبار الحكماء"، ص 33- 34).
الكلام عَلَى أنولوطيقا الأول وهو تحليل القياس نقله نياذورس إِلَى العربي ويقال عرضه عَلَى حنين فأصلحه ونقل حنين قطعة إِلَى السرياني ونقل إسحاق الباقي إِلَى السرياني ذكر من فسره فسر الإسكندر إِلَى الأشكال الجميلة تفسيرين أحدهما أتم من الآخر وفسر ثامسطيوس المقالتين فِي ثلاث مقالات وفسر يحيى النحوي إِلَى الأشكال أيضاً وفسر أبو بشر متى المقالتين جميعاً وللكندي تفسير هَذَا الكتاب. الكلام عَلَى أنولوطيقا الثاني وهو البرهان نقل حنين بعضه إِلَى السرياني ونقل إسحاق الكل إِلَى السرياني ومقل متى نقل إسحاق إِلَى العربي ذكر من فسره شرح ثامسطيوس هَذَا الكتاب شرحاً تاماً وشرحه الإسكندر وَلَمْ يوجد. الكلام عَلَى باريرميلياس وهو العبارة نقل النص حنين إِلَى السرياني وإسحاق إِلَى العربي والذين تولوا تفسيره الإسكندر الأفروديسيّ وَلَمْ يوجد ويحيى النحوي وأمليخس وفرفوريوس جوامع اصطفن وهو غريب غير موجود ولجالينوس تفسير وقويري وأبو بشر متي والفارابي وثاؤقرسطس والذين اختصروه حنين وابن المقفع والكندي وابن بهرين والرازي وثابت بن قرة وأحمد بن الطيب.
(القفطي: " إخبار العلماء بأخبار الحكماء"، ص 33- 34).
الكلام عَلَى طوبيقا وهو الجدل نقله إسحاق إِلَى السرياني ونقل يحيى بن عدي الَّذِي نقله إسحاق إِلَى العربي ونقل الدمشقي منه سبع مقالات ونقل إبراهيم بن عبد الله الثامنة قال يحيى بن عدي فِي أول تفسير هَذَا الكتاب أني لَمْ أجد لهذا الكتاب تفسيراً لمن تقدم إِلاَّ تفسير الإسكندر لبعض المقالة الأولى والمقالة الخامسة والسادسة والسابعة والثامنة وتفسير أمونيوس للمقالة الأولى والثانية.
(القفطي: " إخبار العلماء بأخبار الحكماء"، ص 35).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في لندن تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة


.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف حجم الدمار في بلدة كفرشوبا جنوب




.. نتنياهو أمام قرار مصيري.. اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية


.. الحوثيون يهددون أميركا: أصبحنا قوة إقليمية!! | #التاسعة




.. روسيا تستشرس وزيلينسكي يستغيث.. الباتريوت مفقودة في واشنطن!!