الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(العاقل و التفكير:بين العقبات و الظروف )

كمال انمار احمد
كاتب على سبيل النجاة

(Kamal Anmar Ahmed)

2020 / 1 / 24
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يجري الزمن هكذا بسرعة لا يمكن إدراكها. انه شيء سريع,بل و يمضي بسرعة لا يمكن مقارنتها بأية سرعة أخرى-مستثنين سرعة الضوء بكل تأكيد.ولكون حياة الإنسان ترتبط ارتباط أساسيا مع هذا الزمن و ما يحمله من حوادث و إجراءات فانه و بصورة طبيعية ووفقا لقوانين الطبيعة,فانه سوف يتم التركيز عليها بشكل أو بأخر أكثر من غيرها من الأمور.و كنتيجة واضحة لهذا الأمر فان الإنسان بالتأكيد سوف يترك جوانب حياته البدنية و النفسية و العلمية الذاتية من اجل انجاز هذه الأمور التي نرى أنها أشياء مقدسة لابد إن يتم تنفيذها لمجرد أنها قد فرضت علينا بشكل غير مفهوم بل و غير قابل للفهم أيضا من قبل أشخاص لم نتأكد إلى الان أنهم أناس علماء أو خبراء,فانا شخصيا اشكك في إن الأشخاص الذين يحددون حياتنا هم ذوي حال جيدة.اشكك أكثر مما يبدو لي حتى.

ولانني متشكك من طبيعة هؤلاء الذين يحكمون حياة الأجيال الحالية,و التي ستأتي فأنني اجد إن النتيجة التي يجب علينا إدراكها جراء ذلك انه يجب علينا إن نغيير.و إن نعمل على فعل ذلك بجهد دؤؤب .و المفكر العاقل في هذه المرحلة من العمل الجهد و الدؤؤب هو من سيقود ابناء جنسه,كون الظروف لا تتحكم به كليا.فالعاقل بالتأكيد لا يخضع لكل هذه الظروف التي توثر في حاله و أوضاعه.فالحياة بالنسبة لهذا الكائن الذي أود تسميته بالمتفرد في منحاه و اتجاهه مختلف جدا عن أي كائن أخر,الاختلاف يبدو شديد التأثير في الاخرين,و لأنني لا اعرف بالضبط كيف يتم هذا الاختلاف فأنني لا زلت ابحث بسرعة أيضا عن الطريقة التي يجب إن أفكر فيها و اتجه.

و هذا العاقل في سلوكياته و تفكيره فيها,لا يجب على الموسسات الحكومية اهماله البتة.لانه لا يشكل ثورة فكرية تناطح النفط وحسب بل انها تتفوق عليه بشتى الطرق و الأشكال.و لان الموسسات الحكومية التي لا تهتم بالمفكر العاقل فهي تعد تابعة او ضعيفة كون المفكر فيها بقى طريح لحوادث الزمن,حيث لا "يكون عنده اليوم الا ماكان عنده البارحة.و بهذا الوضع تمضي حياته بلا اية تاثير و لا اهتمام.و يموت معه فكره في تلك الحفرة التي لا يمكن إن نستعيده بعد ذلك بتاتا.

فالعاقل في حياته يبدو انفع لنا من الميت في حياته,هنا لا اقول إن هذا الميت هو من انشأ سلوكه العشوائي,فهذا الفرد تتحكم به العشوائية لاسباب معينة,مما ادى الى موت نظامه الواعي.و بالاستعانة بتجربة المفكر نستطيع ولو نسبيا اصلاح حال هذا الفرد الذي انهكته العشوائية.فصحيح إن التجارب الشخصية تختلف لكن يبدو إن هذه التجارب تستطيع ولو قليلا تهيئة جو معين لاصلاح نظام عشوائي في اعلى عشوائيته.و هنا ساذكر بعض النقاط التي يمكن إن تمكننا من تهيئة نظام عشوائي قابل للتطويع و التغيير.

معنى الحياة

اذا حسبنا الحياة مجرد لعبة فما علينا سوى حفظ قواعدها,لكن هل يا ترى انه من الصحيح القول إن الحياة مجرد لعبة.

فصحيح"إن القوة في الحياة هي العامل الاهم للبقاء"لكن هل يمكنني التشكيك بان"القيم الانسانية المعتمدة على النظام العلم الفكري هي عامل اقل اهمية من عامل القوة.بالنسبة لي الجواب الافضل هو كلا مع بعض التحفظ.

الحياة ليست مجرد لعبة نقضيها و ينتهي الدور,انها اعمق من ذلك بكثير.و لكن هي ستبدو مجرد "بؤس باحث عن المتعة"اذا احكمنا اقفال تفكيرنا وو عينا الناتج عنه.و الامثلة على هذه الحياة واضحة جدا,فترى من حولك يبحثون عن المتعة باي شكل,من اجل ماذا؟ انه من اجل اشباع نظام المشاعر المرتبط بال"بؤس الباحث عن المتعة",هذا النظام في الحقيقة يبدو غامضا,الا انه من المتوقع الا يكون كذلك حين نرى ما يكمن في معناه المتجذر فيه.حيث إن كل نتيجة سلوكية صادرة عن ارتباطات ذهنية معينة و خالية من الدراسة و التكير العميق هي نتيجة صادرة عن "النظام المشاعري.هذا النظام يشمل الكثير من السلوكيات الروتينية التي يبدو لي انها من الواضح قد جاءت نتيجة الترسبات الطبيعية الحيوية في العقل اللاواعي كنتيجة معينة لعملية الانتخاب الطبيعي,و قد يسئل هل لهذا النظام اهمية كبرى في حياة البشر و تفكيرهم,اقول نعم,تبعا لانها تدعم و بصورة ما"البقاء للاكثر تكيفا اما لبيئة"و بما إن البيئة التي من حولنا و خصوصا نحن في هذه المنطقة بالتحديد تبدو ظروفنا فيها نوع من الصعوبة و الخطر,حيث لا نجاة لمن لا يسير مع القطيع,و لا صلاح لمن لا يسلك درب الجماعة,بهذه القيم الطبيعية تكون تلك الترسبات في نظمنا النفسية قد اختيرت من قبل قوانين الطبيعة لتكون هي العامل المؤثر في سلوكياتنا,ليس هذا و حسب بل و قد تم الانتقاء الطبيعي لهذه الترسبات المتجددة مع الظروف لتكون اقوى عامل في تحديد السلوك.و لان الجماعة لا الفرد في بيئاتنا هي من تحكم,فان السلوك العام لهذه الفئة يبدو متشابها في امور معينة,و يكاد يكون المظهر الخارجي للثقافة للجماعي هي التي تطغى على السلوك الفردي ,و ليس اعمال الفكر و توجيه الوعي الذاتي.

معنى إن نكون هنا

مجيئنا الى هنا و بهذا العصر هو أكثر الاشياء التي يجب علينا إن ننظر اليها على انها اعظم الهبات الطبيعية لنا.فلقد جئنا الى هنا لاننا كنا الاكثر تكيفا,و الاقوى من بين كل الاحتمالات التي تحول دون وصولنا الى هذا المكان.فقد واجهنا الكثير من التحديات و المنازلات القاتلة،التي سٌلِّطت علينا بأشكال مباشرة و غير مباشرة.فمعنى انك هنا،هذا يعني كل شيء،و بما انك هنا فهذا يعني انك قادر نسبيا على المواجهة و الظفر فيها كما فعلت من قبل حيث لم يكن الوعي يشكل اية نظام لدينا.

أما الموت لا يعني بالضرورة شيئا غير جــيد على العكس من ذلك،انه امر طبيعي جدا،كما هي الحياة.حيث اننا؛

"كلنا سنموت ، وهذا ما يجعلنا الأوفر حظا ..  أغلب الناس لن يموتوا أبدا .. لأنهم لن يولدوا أبدا .. إن عدد الناس الذين كان بإمكانهم أن يكونوا مكاني هنا .. لكنهم لن يروا ضوء النهار أبدا .. يفوق ذرات رمال الصحاري .. وبلا شك .. أن من بين أولائك الأشباح الذين لم يولدوا .. شعراء أعظم من كيتس .. وعلماء أعظم من نيوتن .. نعرف هذا لأن التشكيلة الممكنة للبشر والمتاحة بحمضنا النووي .. تفوق وبشكل هائل تشكيلة البشر الموجودين .. ونحن في وجه هذه الإحتمالات المذهلة .. إننا أنا وأنت .. باعتياديتنا .. موجودون هنا .. نحن القلة المشرفون الذين ربحنا يانصيب الحياة ضد كل الإحتمالات .. كيف نجرؤ على التمعض من عودتنا الحتمية لتلك الحالة الأولية .. التي لم تتحرر منها الغالبية العظمى"

معنى ان تفكر

يفكر المرء لاجل ان يفهم ما يدور حوله،او لاجل ان ينفع ابناء جنسه،او ليبني نظاما يستطيع من خلاله تحديد ما يجب علينا فعله من اجل تفادي بعض الاخطاء ان استطعنا.ايا ما كان الهدف من التفكير،فهو الذي يميزنا ولو نسبيا عن البقية الباقية من الكائنات الحية.فقدرة الانسان الفكرية هي التي تجعله الأقدر و الاكثر قابلية على التكيف،فكونك تملك القدرة على التفكير فهذا يعني مقدرتك على هزم اشرس الكائنات التي تهددك،و مقدرتك على بناء ناطحات سحاب على مد البصر،و مقدرتك على ان تقيم فلسفة عظيمة تؤثر في اتجاهات الفكر،بإمكانك ان تخترع،و تبتكر و تكتب و ترسم و تشعر.فكل هذه الامور ناتج عن التفكير،بالاضافة الى الخيال.

فكونك إنسانا يمكنه التفكير،معناه انك إنسانا قادرًا على الانتاج و مساعدة الاخرين.فهل انت قادر على التفكير،نعم بكل تاكيد،لكن هناك عقبات في البداية عليك ان تواجهها،و لاريب كثير عندي،في انك ستجتازها و بقوة،و هذه العقبات تتمثل في "الترسبات الطبيعية لتجارب اللاوعي في السلوك الظاهر".كيف يمكن التغلب على هذه العقبات،اعتقد انه يمكن تهيئة الظروف المناسبة للتغلب عليها،من خلال التعليم المعتمد على التجارب والتثقيف المعتمد على التوجيه الذاتي و الناتج عن التعليم.و لعمري فان هذه الظروف ترتبط بالسياسة التي تتخذها الدولة اتجاه التعليم.و بما ان الوضع السياسي عندنا اتجاه التعليم يبدو محرج،فلابد علينا ان نستغني عن التعليم المعتمد على التجارب،و نعتمد على التثقيف المعتمد على التوجيه الذاتي.فصحيح اننا قلنا ان هذه العملية هي نتاج عن عملية التعليم،لكن يمكن الا تكون كذلك،اذا كان لدى الفرد التوجه الذاتي نحو التعليم،من دون الحاجة الى الاخرين.و بكل الاحوال ازعم بان للمرء القدرة على ان يكون موجها لذاته من خلال "التحرر من الواقع التقليدي"الى التوجه الشخصي نحو الواقع".ما اريد قوله هو ان للإنسان القدرة على التفكير بالشكل الذي تدرب عليه بالتناسب مع طبيعة الظروف و الاحوال من حوله,و بذلك يكون له القدرة على التبصر الواقعي،و هذا بحد ذاته يعد انتاجا نافعا لهذا الجنس المميز بالدرجة لا بالنوع عن هذه الحياة التي لا نملك الا نقول عنها انها جمال مدهش من روعة الكون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-