الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( قراءة في أسلافنا و مبدعينا)

كمال انمار احمد
كاتب على سبيل النجاة

(Kamal Anmar Ahmed)

2020 / 1 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لم يكن أسلافنا يتمتعون بقدر كافي من الوعي كي يعيشوا وفق أنظمة اخلاقية تردعهم احيانا من فعل بعض الاشياء.لان السيطرة الشاملة و التامة،كانت لصالح العقل البدائي،الذي اعتمد بدوره على الأسطورة في تفسير كل شيء يقع في نطاق المحسوس لا المدرك.و بذلك قد بنوا لأنفسهم بعض الصفات الذي ورثناها نحن،منها الانجذاب نحو المظهر،و الرغبة الجنسية العارمة،و اخرى.

و لقد كانت هذه الصفات و غيرها،قد ورثناها بشكل طبيعي عبر الاف الاجيال،حتى وصلت إلينا و نحن في حضارتنا الحديثة،التي وطدت العلم في أنحاء العالم،و جعلته الصفة السامية،التي ترقع المرء الى مصفى وثير و رائع.

و ارى انها غير مناسبة البتة مع ما يوافق الحضارة الحديثة،بل هي أشبه ما يكون بالشائبة التي تفسد الطعم اللذيذ.و بما ان اغلب البشر يستلمون لهذه الصفات البدائية و يعيشون وفقها،بدون أية ادراك و دراية.فانهم وقعوا في شباك اخرى،منها الادمان و الانتحار.الامر هنا بدا يتحول من مضمار طبيعي الى مضمار خطر،لا يمكن السيطرة عليه.

و لكن معظم المبدعين من علماء و مفكرين و فلاسفة و فنانين و موسيقيين...الخ.قد خالفوا هذه الصفات التي أصبحت نظما،تحتذى بها على الدوام.و أصبحوا هم القادة الجدد للجنس البشري في خضم معركته مع القديم المسيطر،و استطاعوا بالفعل،تكوين نظم جديدة،أذكت الى تفكيرنا و إدراكنا الكثير من المنافع و الفضائل.

و بالاضافة الى ذلك كله،هم الذين علمونا " ان الانسان الذي يعمل بجد لاجل هذه الانسانية،سيصل الى طريقه حتى لو كان مسدودا من كل ناحية،فهو سيستطيع الوصول ولو كانت كل الظروف ضده" و علمونا ايضا " ان العلوم تحتاج نظام اخلاقي فردي،يعتمد عليه في ارساء نتائج المخترعات و المبتكرات الجديدة،بصورة تخدم الجميع،دون ان تضرهم"لقد علمونا الكثير و أضافوا الى جهلنا،نور اضاء لنا اماكن الظلام المجهولة،و المخيفة.

المبدعين هم قادة الانسانية،هم الأوائل الذين يستحقون شرف هذا المنصب.
بصفاتهم الفضيلة،و بقضاياهم الانسانية،و بفكرهم السامي،و بأهدافهم العظيمة.حققوا لنا حضارة جديدة في مناحيها،الاخلاقية و العلمية و الفلسفية و الفنية و الموسيقية.
انهم قادة الانسانية يا رجل،انهم عظماء الجنس البشري.

انهم يستحقون الكثير من الفخر و الاعتزاز،كونهم أعادوا لنا وعينا،و بنوا لنا عقلنا الهائم في دروب مجهولة،و طرق غير مأمونة.لقد أضفوا عليى فكرنا طابع الجمال و الحب و السلام في مفاهيم الحياة،و كان قانونهم" عِش بحب و سلام مع الجميع،و ابعث برسائل التفاؤل و الأمان للجميع لانهم يستحقون ذلك،و انت تستحق ذلك،لاننا اخوة في النهاية،لاننا جنس واحد في النهاية".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة