الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيه اختلافاً كثيراً _ أخطاء قرآنية واضحة في السجعية رقم 4 من ترتيلة البقرة

راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)

2020 / 1 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


(فيه اختلافاً كثيراً _ أخطاء قرآنية واضحة في السجعية رقم 4 من ترتيلة البقرة )

سلسلة في #فقه_الخطأ_القرآني

بقلم #راوند_دلعو

يقول المؤلف المجهول للكتاب المسمى بالقرآن في السجعية رقم 4 من ترتيلة البقرة في سياق مدحه و حديثه عن صفات المتقين : ( و الذين يؤمنون بما أنزل إليك و ما أنزل من قبلك ) ...

لو قرأنا هذا النص قراءة المتلقي التسليمي الانبطاحي فقد لا نلاحظ فيه أي خطأ ... فهو يمدح الإنسان المتقي فيصفه بأنه مؤمن بادعاءات محمد ... !

لكن لو قرأنا هذا النص قراءة المتمعن و عرضناه على سيف العقل المجرد و قاموس اللغة العربية بمنتهى الحيادية ، لوجدناه ينطوي على عدة أخطاء لا تستساغ لا منطقياً و لا سياقياً ولا لغوياً .... و سأتعرض لهذه الإشكالات بالتفصيل :

أولاً : لا يصح منطقياً و لا لغوياً مدح الإنسان الذي وصل إلى مرحلة (المتقي) بأن نصفه ب( الإيمان أو المؤمن ) .... لأن ذلك يتعارض مع المعنى اللغوي لكلمتي المتقي و المؤمن ، فالتقوى مرحلة عميقة و متقدمة تأتي بعد مرحلة الإيمان بكثير ... فكيف يمدح من حصل المستوى العميق بتحصيله المستوى الابتدائي السطحي ؟

هل يصح مدح خريج كلية الهندسة بأنه قد نجح في الصف الثاني الابتدائي ؟ طبعاً لا !

فالإنسان يؤمن بعقيدة الديانة _أي يتبناها _ ، ثم يبدأ بعد ذلك بالتزام تعاليم هذه الديانة من طقوس و ممارسات ، ثم يدخل بعد ذلك في مرحلة المبالغة في الامتثال لهذه الطقوس فيسمى ( تقياً ) ، أي أنه في هذه المرحلة المتقدمة فقط يُطلق عليه اسم تقي ... و المتقي هو الذي يتقي مخالفة أوامر صاحب هذه العقيدة أو الديانة .... و هذا يأتي بعد إيمانه بصاحب الديانة و تفاصيل عقيدتها ...

و ليس من الطبع البشري أن يقوم الإنسان بالتزام أوامر ديانة هو أصلاً لا يتبناها _ أي غير مؤمن بها _ !!

فهل صادفتك حالة مسيحي يتقي الرب كريشنا و يحرص على عدم مخالفة تعاليم الهندوسية ؟ أو بوذي يتقي رب المحمدية و هو يعتقد جازماً بكذب محمد ؟ !

أبداً لن تجد ... لأن المسيحي لا يؤمن بألوهية كريشنا فمن غير الممكن أن يتقيه !! و لأن البوذي لا يعتقد بنبوءة محمد فلن يتقي مخالفة طقوسه التي شرعها للناس ...

و هكذا نجد أن التقوى كالمرحلة الجامعية مقارنة بمجرد الإيمان الذي يكافئ المرحلة الابتدائية ...

لأن الإيمان مجرد قناعة
تأتي بلحظة ، أما التقوى فهي التزام كامل شامل بمقتضيات هذه القناعة و ما تمليه علينا من تفاصيل عملية .... فلا يصح مدح المتقي بأنه مؤمن ...

كما أنه ليس من الضرورة أن يكون المؤمن تقياً ، لأن الإيمان لوحده ( المرحلة الابتدائية ) لا يعني بلوغ درجة التقى ( المرحلة الجامعية ) بل ينبغي الممارسة و التطبيق بل المبالغة في الامتثال ... و في المقابل نجد أن التقي مؤمن قطعاً ... فما الفائدة بوصفه بالمؤمن ؟

و الدليل القاطع على صحة تحليلي من الناحية المنطقية و الواقعية و اللغوية هو أن هناك الكثير من المؤمنين غير المطبقين لتفاصيل التعاليم الدينية بل غير مكترثين بها ... فهناك الكثير من المؤمنين بفكرة نبوءة محمد و مع ذلك لا يلتزمون تعاليمه أبداً ( مؤمن غير تقي ) ... أي أنهم غير متقين ، بل يرتكبون ما يعارض شرائعه بشكل صريح ... و ما أكثر المؤمنين الذين يرفضون تعدد الزوجات و سبي النساء و أفكار الغزو و الجهاد و الصلاة و الصيام ... فكلهم مؤمنون يتبنون صحة فكرة نبوءة محمد دون الاكتراث بتعاليمه و طقوسه و تشريعاته ، و لكنهم مع ذلك غير أتقياء بدليل مداومتهم على مخالفة أوامر محمد.

و لذلك لا يصح أن يمدح التقي بأنه مؤمن ... لأن التقي آمَنَ و انتهى ثم بالغ حتى وصل لمرحلة التقوى ... و في المقابل يصح مدح المؤمن بأنه بلغ درجة التقوى ... بل ينبغي تشجيع المؤمن ( طالب الابتدائية) على التعمق و الالتزام ليصل درجة الأتقياء ( المرحلة الجامعية) !!!

فكيف لخالق الكون أن تفوته هذه الفكرة و أن يمدح خريج كلية الهندسة بأنه نجح في الابتدائية ؟

لكن الواضح أن مؤلف هذا النص لم يطلع على لسان العرب و لم يكن يدرك تماماً المعنى اللغوي لكلمتي مؤمن و تقي ...

و هذا خطأ منطقي نتج عن خطأ لغوي من شأنه أن يهدم خرافة عصمة القرآن ...

و هناك خطأ آخر في هذه السجعية سأتعرض له في المقال القادم ...

كش ملك مات ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبو بكر البغدادي: كواليس لقاء بي بي سي مع أرملة تنظيم الدول


.. 164-Ali-Imran




.. 166-Ali-Imran


.. 170-Ali-Imran




.. 154-Ali-Imran