الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النموذج الامريكي لتحررالمرأة العراقية؟

طه معروف

2006 / 6 / 2
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


احدى الأدعائات الامريكية حول الاصلاح ونشر الديمقراطية ،هو مشاركة المرأة في الحياة السياسية في دول الشرق الاوسط والعالم العربي ولكن الانظمة الاستبدادية التي تستند على سلسلة من المعايير والضوابط القانونية المستندة على الافكارالقومية العشائرية والشريعة الاسلامية ، تجعل من حرية المرأة ومشاركتها الفعلية في الحكم أمرا مستحيلا وفق تلك التصورات الرجولية السائدة في المجتمع.
ان التجارب التأريخية العالمية لنضال المرأة في مسار تحقيق مساواتها بالرجل لم تبدأ يوما بالمشاركة في الحكومة وإنما بنقد وتكنيس النظم والقوانين الرجعية المعادية لتحررها والتي تستند عليها انظمة الحكم لفرض العبودية عليها. ولكن هذا( الموديل الامريكي )حول المشاركة السياسية للمراة في ظل سيادة الشريعة الاسلامية والافكار القومية والعشائرية لا تمت بصلة لتحرير المرأة و المشاركة الفعلية في الحياة السياسية والاجتماعية وإنما خدعة مفبركة امريكية لإنتاج موديل من الانظمة حسب النموذج الخليجي ((اي إضفاء الشرعية على عبودية المرأة من خلال المرأة نفسها وتحويلها الى وسيلة للوقوف خلف الرجال كقوة احتياطية لمحاربة حرية المرأة )). المشاركة في الحكم ، أي حكم، يشكل محتوى تحرر المرأة وفق النظرية الأمريكية، فقد اصبح خضوع المرأة للشريعة الأسلامية والمجتمع الرجولي ثمنا لمشاركتها في الحكومةالأفغانية وحصول ،شيرين عبادي ،على جائزة نوبل هو ثمن لتقديسها الرموز الدينية ، وهي ترتدي الملابس الاسلامية امام الاسلاميين وغيرها امام الغربيين. وفي العراق دخلت هذه النظرية الهوجاء واستقبلتها التيارات الاسلامية والقومية وفجرت مسألة إشتراك المرأة في الحياة السياسية وقررهؤلاء بشأنها وحددوا نسبة مشاركتها في الحكومة ،ولكن،إشترطوا عليها الخضوع لما جاء في القرآن والسنة ثمنا لذلك وقدموا مجموعة من المنظمات النسوية " المؤمنة" بهذه الاطروحة الرجعية منحرفين بذلك عن مسارتحرر المرأة، فبدل النضال ضد القوانين والشريعة والافكار القومية العشائرية التي تشكل عصب هذه الحكومة ، اعلنت تلك المظمات " النسوية" التضامن معها وزعمت بان حرياتهن مرهون بمشاركتهن في الحكومة الطائفية المعادية حتى النخاع لتحرر المرأة ومساواتها بالرجل.إن تعميم هذا التوجه الامريكي في هذا العصر هو بحد ذاتها اكبر ضربة للحركات النسوية بل هو تسليم والقاء السلاح امام اعداء حرية المراة .إن التحريض على مشاركة المرأة في الحكم في ظل سيادة قوانين المجتمع الرجولي هو بمثابة تسليح قطاع من المرأة ضد حريتها بالذات وايران مثل حي على ما نقول حيث استفاد النظام الاسلامي بشكل جلي من مشاركة المرأة في حملته العدائية على الحركات النسائية المساواتية وعن طريقهن تمكن النظام ان ينقل للمرأة رسالة الرجم بالحجارة وفرض الزي الاسلامي وتحريم العشق والحب ...الخ .إنتشرعدوى هذا الداء بسرعة قصوى ايضا في كردستان العراق وشملت معظم المنظمات النسوية التابعة للحركات القومية الكردية والاسلامية وخلال تشكيل الكابينة الخامسة لحكومة الاقليم فجرت تلك المنظمات النسوية مسألة تهميشهن في وزارات حكومة الاقليم حيث لم تحصل المرأة منها سوى على ثلاث وزارات من مجموع 42 وزارة ،وهذا أمر طبيعي جدا ولا ينتظرالمرء منهم اكثر من ذلك ،ولكن غير الطبيعي في الامرهو شكوى تلك المنظمات النسوية التي تحاول تغطية الماهية العدائية لحكومة الاقليم للمرأة واقتصار نقدها على تهميش النساء فقط ، اي أن القوانين والشريعة والافكار الرجولية التي تستند عليها الحكومة المذكورة ليست العائق الاساسي امام تحررهن و سببا مباشرا لسلب ابسط حرياتهن وإنما"القصور لدى الحكومة" ادى الى هذه الحال(( وبتوجيه))من حكومة الاقليم نظموا حركة تحت اسم "اسبوع الموقف" احتجاجا على هذه النتيجة، التي فضحت الحكومة وكشفت عدائها للمرأة وحركاتها المساواتية ،وان اسبوع الموقف لن يكتب له النجاح و ستكشف في محاولتها لإخفاء الطبيعة المنتناقضة لهذه الحكومة التي تتمسك بحزمة من القوانين والافكار المعادية لتحرير المرأة. إن الحركات الاحتجاجية للمرأة هي بحد ذاتها ظاهرة إيجابية بشرط ان تسير وفق مسار تحررها المتمثلة اليوم في كردستان بتغير النظم والقوانين الاسلامية والقومية العشائرية ،ولكن اسبوع الموقف في وادي، وتحرر المرأة في وادي آخر. إما النضال من اجل تثبيت النظم والقوانين المدنية التي تكفل مساواة المرأة ،وإما التنازل عن هذه الحقوق بثمن رخيص اي الحصول على بعض المقاعد الوزارية خلف الرجال، و هذا ما اتخذت منه المنظمات النسوية شعارها في اسبوع الموقف .ومن جانب آخر تتوسل بعض الشخصيات النسائية من قيادات حكومة الاقليم انقاذ الموقف و إعادة تجميل وجهها المعادي لحرية المرأة وإلا ماذا يمكن التوقع من الطالباني والبارزاني اللذان يتمسكان بالشريعة والافكار القومية والعشائرية وتعدد الزوجات في صفوف اتباعهم و يصران على العمل بالقوانين البعثية السابقة المتروكة لهم .
هناك سؤال يطرح نفسه بقوة وهو :أين هي تلك المنظمات النسوية خلال 15سنة من الانتهاكات بحق المرأة في كردستان ؟ هل هي مقتنعة بقتل الشرف وغسل العار ؟وهل تلتزم بعدم تجاوز الخط الحمراء المرسومة لها .
واخيرا فان نضال المرأة على الصعيد السياسي والاجتماعي والثقافي جزء من نضال جميع الاحرار في المجتمع صوب التغير والقضاء على القوانين والافكار القومية العشائرية المتخلفة وإرساء القوانين والمؤسسات المدنية التي تضمن حقوق المرأة ومن ضمنها المشاركة الفعلية في الحياة السياسية والاجتماعية وإلا فإن الحديث عن مشاركتها في مثل هذه الحكومة التي تستند على سلسلة من النظم والقوانين الرجعية ، ليس سوى هباء وصب الماء في طاحونة المجتمع الرجولي في كردستان الذي تتحكم حكومة اقليم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عارضات أزياء بملابس البحر في حدث فريد بالسعودية.. الأبرز في


.. مهرجان كان السينمائي: فيلم -رفعت عيني للسما- وثائقي نسوي يسر




.. هبة الزارع من مقاطعة دير الزور


.. أولى فعاليات تاء التأنيث الثائرة في السويداء محاضرة لتعري




.. المشاركة شهيرة طرودي