الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تنتحر النساء؟

صبيحة شبر

2006 / 6 / 2
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


كثرت في الآونة الأخيرة ، حوادث الانتحار التي تقوم بها النساء ، في منطقة الشرق الأوسط ، كثرة ملحوظة بشكل كبير ، يدعو إلى التساؤل ، لماذا تلجأ النساء ، في هذه المنطقة الاستراتيجية ، الى القضاء على حياتهن ، وبأيديهن ، باستعمال مختلف الوسائل التي تكون خفيفة الألم او منعدمة ، او كثيرة ، مثل الاحتراق ، ما الذي يدعو سيدة ،جميلة أنيقة ، قد تكون غنية أحيانا ، وقد تكون مبدعة ، الى تحمل الم الحرق ، من اجل القضاء على حياتها ، المليئة بالمتاعب والصعاب ، لابد إنها تواجه حياة أقسى آلاف المرات من قسوة الموت حرقا ، لا شك انها تعاني من الألم النفسي الناتج عن الإهانات المضاعفة ومن الألم الجسدي المصاحب له ، حنى تسود الحياة أمامها ، ولا تجد طريقا آخر للقضاء على آلامها المبرحة الا بالموت ، لنناقش المسالة من جميع الجوانب ، ونتوصل الى الأسباب التي تدعو إنسانا ما ، الى القضاء على حياته ، بوسيلة من الوسائل ، التي يراها كفيلة بتخلصه من العذاب ، والى الأبد ، قد تكون الأسباب اقتصادية ، او اجتماعية ، او عاطفية ، وقد تجتمع الأسباب في بعض الحالات ، لماذا حوادث الانتحار هذه كانت شبه معدومة في زمننا الماضي ، مثلا قبل ثلاثة عقود من الزمان ، لم تكن النساء يلجأن الى الانتحار ، هل تكون الحياة الآن اشد سوءا من الحياة الماضية ، مع التقدم الذي أحرزه العلم في جميع المجالات ، ومع التطور الذي حازت عليه المراة في العالم اجمع ، بانها استطاعت بنضالاتها المتواصلة والمستمرة ، وتضحياتها الجسام ان تتوصل الى الحصول على بعض الحقوق التي نصت عليها الأديان ، والمواثيق الدولية ، هل كانت المراة العربية في الماضي ، أكثر تحملا للصعاب ، واشد صبرا من المراة ، في زمننا الحالي ، هل كانت حوادث الانتحار على قلتها ، تبقى مكتومة دون الإعلان عنها مخافة الفضيحة ، لان أي انتحار تقدم عليه المراة ، يفسر اجتماعيا انها ارتكبت إثما أخلاقيا ، وكأن المراة لاهم لها الا التخبط في الحب ، وتسليم نفسها طواعية وعن طيب خاطر لمن لا يبالي بها أبدا ، فكيف انه يحبها ويكترث بمتاعبها وآلامها ، يصورون المراة دائما مخلوقا هشا ، لاعقل له ولا تفكر بالعواقب ، في مجتمع محافظ يحسب لكل خطوة تخطوها المراة ألف حساب
هي يمكن للمراة ان تقدم على الانتحار لأسباب اقتصادية مثلا ، حين تجد نفسها المعيلة الوحيدة بسبب إعدام الزوج او قلة دخله ، او عدم التفا ته لمصاعبها وعدم مد يده لإعانتها وهذا قليل الحدوث نسبيا في مجتمعاتنا العربية المعروفة بالتمسك بالأسرة والحنو على الأولاد ، هل يمكن لامراة مثقفة واعية ، عاملة ، ان تقدم وبملء إرادتها على القضاء على حياتها بيديها ، لان امكاناتها المالية اقل بكثير من طلبات الأسرة التي تتزايد كل يوم ، هل يمكن لامراة تتعلق بأسرتها هذا التعلق الكبير الذي يجعلها تكافح كفاحا طويلا لزيادة دخل الأسرة وتلبية احتياجاتها ان تتخلى مرة واحدة عن حبها لهذه الأسرة ، ونضالها من اجل تلبية طلباتها ، ان تقدم على الانتحار لأنها يئست من محاولة تحسين ظروفها المالية ، رغم أعمالها الطويلة في هذا المجال
هل يمكن ان يكون الانتحار بدوافع اجتماعية ؟ بمعنى ان المراة لا يقبل بها اجتماعيا ، ولكن هذا الراي مردود عليه ، لان النساء عادة لا يعشن لوحدهن في منازل خاصة بهن في منطقة الشرق الأوسط ، لابد من وجدود الرجل معها ، الأب او الأخ ان كان الزوج غير موجود
هل يكون الانتحار بدافع عاطفي ؟ يمكن للفتاة الصغيرة التي أحبت شخصا معينا ولم يوافق ذووها على خطبته لها ان تنتحر ، ولكن لماذا ؟ تقدم فتاة معينة على واد حياتها ان كانت تحب رجلا معينا ، والحب نفسه يعطي بهجة للحياة وإصرارا على تحمل المصاعب والمتاعب التي تواجهنا بها ، الا يوجد محاكم يمكن لأي حبيبين ان يعقدا قرانهما بها ان لم يوافق الأهل على الزواج ، هل تقدم المراة الواعية على الانتحار بسبب عاطفي ؟ هو ان يتخلى الزوج مثلا عن حبها ، ويرتبط بأخرى عاطفيا مفضلا إياها على زوجته التي شاركته الحياة ، بحلوها ومرها ، وحين كبرت في السن ، واحتاجت أكثر من أيام الصبا والشباب الى كلمات الحب والحنان ، واذا بالزوج الذي شاركته الأفراح ، والاتراح ،، يبتعد عنها عاطفيا وجنسيا بدعوى انها كبرت وليست بحاجة الى الحب كما كانت تحتاجه وهي صغيرة ، بعض الرجال يظنون ،، هذا الظن الخاطيء ان المراة ،، حين تتقدم بالسن لا تعد بحاجة الى الكلمات الحانية اللطيفة ، وانها يجب ان تهجر الى أخرى أكثر شبابا ، وكان الزوجة شيء يمكن تبديله بأخر أكثر جدة ، ويتناسى هؤلاء الأزواج وهم كثرة في مجتمعاتنا العربية ،، ان الإنسان حين يتقدم بالعمر يكون أكثر حاجة الى الحب والمودة ، هل يمكن للمراة ان تقدم على الانتحار لوجود هذه الأسباب مجتمعة ، ومن هو المسئول ان تعاني المراة تلك المعاناة المركبة والثقيلة في ان واحد ؟ وهي المخلوقة الرقيقة التي يجب ان تعامل بتقدير وحب
لابد ان تدرس هذه الظاهرة الخطيرة ، والتي تدعو الى القلق ، باهتمام شديد ، وان نضع حدا لمعاناة الإنسان المقدم على الانتحار وخاصة النساء ، اللواتي يعانين من تراكم الأعباء وهيمنة الكثير من القوى ، من أب وزوج وأخ ومن حكومات ظالمة قاسية ، لابد ان تحيا المراة حياتها وان تتمتع بجمال الحياة ، بلا عنف او معاناة ، تدفعها الى الخروج من الحياة قسرا قبل ان يحين الأجل ، لأنها تعاني الأمرين من السطوة والجبروت والتحكم ، آن الأوان كي يقضى على التمييز بين بني الإنسان بسبب الجنس او اللون او اللغة ، وان يحيا الجميع متمتعين بحقوقهم الأساسية التي نصت عليها الأديان ثم المواثيق الدولية ، وعلى المراة ان تتعلم فن التحدي ومواصلة الكفاح وعدم التخلي عن الحياة ، لان الحياة رغم صعوباتها الكثيرة ، وقسوتها البالغة جميلة جدا ، ومن حق كل إنسان أن يحصل على حقوقه كاملة دون نقصان ، وان يتمتع كل شخص حسب اجتهاده ، وما بذله من جهد










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشييع جثمان اللاعب أحمد رفعت لمثواه الأخير بزغاريد النساء: «


.. -الـLBCI بيتك-... حفل انتخاب ملكة جمال لبنان 2024 سيزّين شاش




.. وائل جسار يعلق على تصريح أسماء جلال بعرض الزواج عليه


.. نازحو سنجة والدندر يناشدون المجتمع الدولي




.. أول امرأة تتولى منصب نائب الرئيس الأميركي.. من هي كامالا هار