الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عفواً يا مولانا

السيد سعد

2020 / 2 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قضية (التراث ) لايمكن تركها أو السكوت عنها كما أشرت فضيلتكم , ويصعب المرور عليها مرور الكرام خاصة من جانب المفكرين والباحثين واصحاب العقول النيرة , فإعادة النظر في ( التراث الديني ) اياً كان الدين , ضرورة ملحه خاصة في هذا العصر الذي توهجت فيه كل مصادر العلم والمعرفة , واستحدثت العقول الانسانية ( التي هي نعمة من نعم الله ) وسائل جديدة وفعالة في البحث والدرس والمنهج.
--- ولايوجد موانع شرعية او عقلية او قانونية تحظر إعادة النظر العقلي فيما وصل الينا من تراث ديني سابق صنعه الاولون في ظروف تاريخية واجتماعية وسياسيه محددة , والتراث الديني عبر 1440 عام لم يكن معلق في الفضاء الفسيح بعيداً عن البشر , بل هو تعبير جيد عن تفاعل البشر مع الاديان في حركه دينامية لم تتوقف ولن تتوقف الي ان تنتهي الحياة .
-- التراث الديني ( عقائد - فقه - تفاسير -- قَصص - سير الاولين - فتوحات - خطاب ديني ,مؤلفات ودراسات , قيم دينية , سلوكيات اجتماعية ...الخ ) لم يكن في يوم من الايام بمنعزل عن العقول البشرية . بل ان الدين نفسه(اي دين ) يصبح غير مفهوم اذا تعطل العقل الانساني عن فهمه .
--- التراث الديني في النهايه هو تفاعل البشر مع الاديان عبر العصور والازمنه المتعاقبة, هذة التفاعلات منها ماهو ايجابي ومنها ماهو سلبي , منها الجيد ومنها الردئ , منها الخير ومنها الشرير , منها المفيد ومنها الضار .
-- واذا سلمنا جدلا مع فضيلتكم بان هذا التراث الذي نتحدث عنه قد جعل قبائل متناحرة في خلال 80 عام ان يضعوا اقدامهم في الاندلس غربا وفي الصين شرقا , فإننا نقول ان هذا كان متناغم مع تلك العصور السالفه حيث سادت فيها ثقافه الغزو والفتوحات المصحوبه بالقتال والجهاد بصرف النظر عما اريق فيها ن دماء وقتل وسلب ونهب وسبي وخلافة , هذا الامر نُشيد به في حينة الا انه لاينسحب باي حال من الاحوال علي واقعنا الحالي ولو قمنا بفعل نفس الفعل (كمسلمين ) لقامت علينا الدنيا باسرها . هنا يتضح لنا تاريخية وبشرية التراث وليس كمطلق مقدس .
--- كما ان الكثير مما وصل الينا من مؤلفات دينية تراثية صنعت لنا اجيال لاحصر لها من الارهابيين والقتلة والمجرمين , ولا نقول ان هذة المؤلفات المشهورة تعبر عن الفهم الصحيح للدين , ولكنها في النهاية تراث ديني .
--- نخلص من هذا ان التراث الديني الذي قدم الينا يحمل المتضدان الخير والشر معاُ , وعندما يهب اصحاب الفكر التنويري العقلاني لتنقية هذا التراث مما علق به عبر الازمنه المنصرمه من خرافات وخزعبلات واساطير بل ودموية وعنصرية , فهم ليسوا بمتأمرين ولا بكافرين او ضالين او زنادقة , انهم يقومون بعمل جليل في خدمة صحيح الدين , هذا الدين الذي ارسله الله لسعادة البشر في الدنيا والاخرة.وليس للتناحر والقتال والخراب.
---- إن دعوة رئيس الدولة المصرية ومن ورائه الكثير من العلماء والمفكرين والاعلاميين واصحاب الرأي لتجديد الخطاب الديني واحترام الاخر ونشر السلام والانسانية وقيم المواطنه , دعوة لا تتعارض مع صحيح الدين ولا تحاربه ولا تعاديه , هذه الدعوة ليست وليدة اليوم بل انطلقت منذ قرون عديدة وباشكال مختلفة .
-- أضرع الي الله سبحانه وتعالي ان يعم السلام والامن ربوع المعمورة , وان يحفظنا من الشرور والاثام , وان يردنا اليه جميعا ردا جميلا , وإنا لله وإنا اليه راجعون
---------------------------------------------------------
السيد سعد -- 2-2-2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي