الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مُعضِلة الدين س
راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.
(Rawand Dalao)
2020 / 2 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
{ مُعضِلَةُ الدِّين (س) }
طِفْلٌ وُلِد مُتَّبِعاً للدِّين (س) ، مُمَارِساً لشعائره ، مُحافِظاً على طقوسِهِ كاملةً ...
و عندما نضجَ و شبَّ عن الطَّوق قرأ كتاباً أو مجموعة كتبٍ فيها وجهات نظر أخرى ، فغيّر قناعاته ، أي لم يعد مُقتنعاً بصحة الدين ( س ) ، بل وصل إلى مرحلة يقين بأن صُنَّاع الدين ( س ) غير صادقين ، بل استنتج من خلال قراءاته المُعمَّقَة أن أهداف صناع الدين ( س) تتلخص في استعباد البشر للحصول على السلطة و النساء ....
و الذي أَكّدَ له ذلك أنَّه تبدّى له تَعارُضاً مُستَحكماً واضحاً بين الواقع و العلم و العقلانية من جهة ، و مبادئ الدين ( س ) من جهة أخرى !
كما أن هذا الرجل الخَلُوق _ الذي لا يؤذي أحداً _ لم يترك الدين (س) إلا لأنه تأكد من أن الفضيلة في ترك الدين ( س ) ... فهو لم يترك الدين ( س ) سعياً للرذيلة و الانحلال و لا كرهاً بخالق الكون و لا حقداً على الشخصية المؤسسة للدين ( س ) سواء نبي أو رسول أو مُصلح ... بل تركه لأنه رأى فيه الشَّرَّ المحض ، ثم خلُصَ إلى أن رضا الله في تكذيب الدين (س) و تركه !!
سؤالي الآن :
على فرض أن هذا الرجل مخطئ و أن الدين ( س ) صحيح و مُنزَلٌ بالفعل من عند الله خالق الكون ... و أن هذا الرجل أخطأ في النتائج التي توصل إليها ، و ذلك نتيجة لارتكابه بعض المغالطات المنطقية التي لم يتنبه لها أثناء عملية إخضاع الدين ( س) لمعايير النقد ، فلماذا يعاقب الله هذا الرجل بالخلود في جهنم ؟
أليس الله هو الخالق و المُسيِّر للسيَّالات العصبية و التفاعلات الكيميائية التي جرت في دماغ هذا الرجل فأوصلته إلى نتيجة مفادها بطلان الدين ( س ) و استحالة صدوره عن خالق الكون ؟
أليس الله مُنزل الدين (س) هو الذي جعل دماغ هذا الرجل الخلوق المُسالم يرتكب أو يغفل عن المغالطات المنطقية أثناء عملية التفكير ليخلص لنتيجة خاطئة مفادها بطلان الدين ( س) ؟
ما الإثم الذي ارتكبه في حق الرب خالق الكون ليستحق العذاب الأبدي بعد الموت ؟
ما هو الخطأ أو الظلم الذي ارتكبه في حق البشر ؟
لماذا يُعاقَبُ بالقتل و التهميش و الحصار الاجتماعي من قِبل أتباع الدين ( س ) في الحياة الدنيا ؟
و لماذا يُعاقَبُ بعد الموت بالخلود في النار من قبل الله مُنزل الدين ( س ) ؟
هل مجرد تغيير الرأي في مسألة ما ، أو ارتكاب مغالطة منطقية ما ، يقتضي كل هذا العذاب في الدنيا و الآخرة ؟
سؤال برسم رجال الدين ( س ) ... فعليهم الإجابة ...
هامش أول :
عزيزي القارئ ، قد تَستبدِل الحرف ( س ) باسم أي ديانة من الديانات ال ٥٠٠٠ التي تنتشر بين البشر لا سيما ديانتك التي تربيت عليها ... و لتحاول الإجابة متفضلاً.
ثم ليتفضل الكهنة رجال الدين ( س) بالإجابة ...
هامش ثاني :
تَنطَرِحُ هذه المُعضِلة في حقِّ الدّيانات الشّموليّة الّتي تحتكر الحقيقة و تحكم على مُخالِفيها أو تاركيها بالخلود في النّار ...
أما الدّيانات الّتي لا تدَّعي امتلاك الحقيقة و لا تحكم على مخالفيها بالخلود في النّار _ كالديانات الشرقية مثلاً _ فلا تنطرح في حقهم معضلة الدين ( س).
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. 180-Al-Baqarah
.. 183-Al-Baqarah
.. 184-Al-Baqarah
.. 186-Al-Baqarah
.. 190-Al-Baqarah