الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر التجديد لشيخ الأزهر

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2020 / 2 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


" نعيب زماننا والعيب فينا * وما لزماننا عيب سوانا"

أقامت مؤسسة الأزهر «مؤتمر الأزهر العالمى للتجديد فى الفكر الإسلامى»، يومي الاثنين والثلاثاء 27-28 يناير 2020، بمشاركة نخبة من الشخصيات السياسية والدينية وممثلين من وزارات الأوقاف ودور الإفتاء والمجالس الإسلامية من 46 دولة من دول العالم الإسلامي، وكما هو واضح من شعار المؤتمر أنه دعوة من الأزهر لعلماء المسلمين لتجديد الفكر الإسلامى ونص كلمة شيخ الأزهر الأفتتاحية تشهد وتدل على هذا الهدف الذى يثق جميع المجتمعين أن هناك بالفعل أزمة حقيقية فى الفكر الإسلامى تتضح صورها فى العنف والإرهاب وتكاثر الجماعات الإسلامية التكفيرية، تحتاج إلى هذا المؤتمر لتوضيح الأفكار الإسلامية التى أسئ تفسيرها وأستخدامها لتبرير التكفير والعنف والكراهية بل والعناد بالأستمرار على نهج التراث والأفتخار به.

كل هذا كلام جميل يثبت أن المجتمعات الإسلامية فى حاجة إلى فكر تجديدى للوقوف أمام الأحداث التى تطرأ عليها، والتى تقف حائلاً بين تطور ونهضة المجتمعات وبين التخلف الفاعل فى وعى المسلمين.

لكن فوجئ الحاضرين والمشاهدين بقيام شيخ الأزهر بالرد على كلمة الدكتور/ محمد عثمان الخشت أستاذ الفلسفة الإسلامية ورئيس جامعة القاهرة, وكان واضحاً بعد العبارات الأولى لشيخ الأزهر أنه يريد رسم صورة جديدة للأزهر بأظهاره بصورة المؤسسة التى تقف ضد محاولات الرئيس السيسى فى تجديد الخطاب الدينى أو الفكر الإسلامى، وفى الوقت ذاته إظهار نفسه بأنه ضد السيسى ورجاله الذين يسعون لموضوع التجديد وكأنهم يريدون هدم الإسلام، وأنه كشيخ الأزهر سيقف أمام الجميع ولا يخاف أحداً يريد النيل من الثوابت والمقدسات الإسلامية.

وبالفعل جاءت ردود شيخ الأزهر هجومية ضد شخص الدكتور/ الخشت، وحققت كلمات الإمام أهدافها وأنفعل وتفاعل معها تلاميذ شيخ الأزهر، ولا أغالى إن قلت والكثير من المسلمين الذين أنشرح صدرهم لسماع اللهجة العدائية واللفظية فى كلام شيخ الأزهر،وغالبية مواقع الميديا والتواصل الإجتماعى والقنوات الإعلامية المعارضة لنظام السيسى بمختلف ألوانها وعلى رأسها تنظيم الإخوان، وهذا يكشف أن المجتمعات الإسلامية سواء الممثلة فى المجتمعين فى مؤتمر تجديد الفكر الإسلامى الممثلون للفكر الوسطى المعتدل الذين صفقوا بحرارة لشيخ الأزهر، وسواء المعارضين لهذا التيار الممثلين للفكر التكفيرى والعنف الدينى بأعتبارها وسائل أتاحها وأباحها الدين والشرع وفقهاء التراث، يتفقون على الإختلاف حتى لا يظهر للعالم أن هناك تيار أنتصر على الآخر لأنهم جميعاً مسلمون!!

أقول رأيي هذا بناء على أن عنوان المؤتمر وكلمات الحاضرين على مدى اليومين وعلى رأسهم كلمة شيخ الأزهر فى أفتتاحية المؤتمر وختامه تؤكد وبالشواهد الكتابية والتراثية أن دين الإسلام يؤمن بالتجديد، ولا يحتاج إلى من يأتى ليطالب بالتجديد ويلح عليه منذ تولى رئاسة جمهورية مصر ويحاول إظهار نفسه بأنه أحرج شيخ الأزهر الذى يرفض التجديد، بل وخلال السنوات الماضية أعاد تكرار طلبه ودعوته لشيخ الأزهر بتجديد الخطاب الدينى ومن خلال أشخاص مثل الدكتور/ محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة.

أى أننا عشنا ونعيش فى مهرجان المطالبة بالتجديد من جانب ورفض التجديد من الجانب الآخر، رغم أن مؤتمر الأزهر هذا أثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن رئيس الجمهورية يتفق تماماً على كل كلمة جاءت على لسان علماء المسلمين وعلى لسان شيخ الأزهر الدكتور/ أحمد الطيب، أى أن الجميع يريدون التجديد ويعرفون أن الإسلام كما قالوا من شريعته التجديد وكما قال فقهاء المسلمين من السلف والخلف طالبوا بالتجديد!!

إذن القضية محلولة بل ومفروغ منها ولا تحتاج إلى كل هذا العنف اللفظى الذى لا محل له من الإعراب، لأنه فى مؤتمر جاءوا إليه للتحاور والتباحث فى المحاور والنقاط التى فى حاجة إلى التجديد، وتفكيك المفاهيم الإسلامية التى قامت بغزو عقول المسلمين من عنف وتكفير وإرهاب وخلافة وغيرها من قضايا تسود فى مختلف خطب أئمة المساجد، ومع ذلك ومع ما يبدو أن قضية التجديد واضحة وأن العالم العربى الإسلامى خاصةً يعيش فى أزمة، لكن مؤتمر الأزهر العالمى لتجديد الفكر الإسلامى أثبت أنه غير قادر على تخطيها، وأكبر قيادة دينية فى الأزهر غير قادر على الأعتراف بأن بيت الشعر الذى ذكرته فى بداية مقالى ينطبق عليه وعليهم جميعاً:

نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا

**
ولنا عودة إلى كلام شيخ الأزهر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التجديد المطلوب باختصار
حسن الأغا ( 2020 / 2 / 5 - 17:45 )
لا أحد يطالب بتغيير العبادات ولا تغيير القرآن .. المطلوب هو تحكيم فقه الواقع ... فواقع اليوم يختلف جذريا عن واقع القدماء منذ أكثر من الف سنة .. تراث الأمس يحرم الفن على أسس تبدو اليوم ساذجة بلهاء كاقترانه بالمجون والخلاعة والخمر وعبادة الأصنام الخ الخ .. على حين أنه يجرى فى دماء الشعوب الغربية كأبرز معلم من معالم الحضارة الانسانية .. ونفس الشىء يقال عن السياسة ونظم الحكم وعن حرية الفرد وحقوقه وحريته المطلقة فى التفكير والاعتقاد والتعبير وممارسة الابداع بكافة صوره وأشكاله مادام ملتزما بقوانين .. كل هذا لا وجود له فى التراث القديم ... نحتاج أيضا الى وضع تفاسير جديدة للقرآن تلائم روح العصر ولا تقف فقط عن فهم قدامى المفسرين كما نحتاج الى تقييد السنة (على فرض صحتها) بعصرها وبيئتها وعدم إطلاق صلاحيتها لكل مكان وزمان ... هذا هو التجديد المطلوب


2 - المسلم والتجديد من الفايسبوك
ميشيل نجيب ( 2020 / 2 / 5 - 19:42 )
الأستاذ/Assim ,عاصم
تعليقك فى الفايسبوك هو تعليق غريب لأن التجديد هو موضوع من المفروض أن كل مسلم يعرف دينه ، يعرف جيداً معنى هذا التعبير ولا أدل على صحة كلامى من حديث الرسول أن الله يبعث لهذه الأمة على رأس مائة سنة من يجدد لها دينها!!
أعتقد أن كلام الرسول وغيره من كلام علماء المسلمين ما يثبت أن التجديد من ثوابت العقيدة الإسلامية، أى أن تساؤلك لا موضع له من الإعراب لأن التجديد هو تعبير ملزم أن يفسره ويشرحه المسلم للكفار أمثالى، لكن أن تجهله فتلك هى مصيبة الإسلام حقاً!!
لذلك خوفى على الإسلام كثيراً من مسلم مثلك!
وقد تفضل الأستاذ/ حسن الأغا من الفايسبوك وأعطاك شرحاً مستفيضاً أشكره عليه.
أما النقطة الخاصة بترجمة الكتاب المقدس القديم فهذا موضوع لا يشكل مشكلة فى حياة المسيحيين واليهود، لأن الترجمة الحالية لا تشكل عقبة أمامهم فى فهم وصايا إلههم، والترجمة لا تشغل بالهم لأنها آخر من يهتمون به فالمهم أن يعبدوا إلههم والسلام ، وليس لديهم تراث به علماء مثل بن حنبل أو بن تيمية حتى يختلفوا على فتاويهم.
شكراً


3 - كل مائة سنة
هاني شاكر ( 2020 / 2 / 6 - 13:52 )

كل مائة سنة
_______

روى أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها.

و مجدد هذا الزمان هو دونالد بن ترامب رضوان الله عليه ... ركب على انفاس بن سلمان فاهداه إلى الموسيقى و الامر بسياقة الإناث للسيارات ، و الإحتفال برأس السنة ، و عمل عجين الفلاحة إذا لزم الأمر

ركبت الأمة حافلة الإسلام السنى و الشيعى و الوهابى ... فحق عليها ان تشرب بول البعير و تستنجى بالثلاث حجرات و ان تنفى نصفها وراء أوامر بن باز و الدكتورة ملك فى النقاب و الإسدال و القبول بزواج الاربعة و أحكام ملكات اليمين

هانت الأمة و اصبحت مزبلة العالم ... فحكمنا رعاع العسكر و ألأزهر ... ثم طلع البدر (دونالد بن ترامب رضوان الله عليه ) علينا ... وهو يبول على امة الإسلام و يسقيها رحيق صفقة القرن ..

لا خلاص ولا مناص لمصر ( و الشرق الأتعس ) دون هلاك العسكر و الأزهر و الإخوان و الشيعة و السلفيين ..

....

اخر الافلام

.. مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف


.. تعمير-لقاء مع القس تادرس رياض مفوض قداسة البابا على كاتدرائي




.. الموت.. ما الذي نفكر فيه في الأيام التي تسبق خروج الروح؟


.. تعمير -القس تادرس رياض يوضح تفاصيل كاتدرائية ميلاد المسيح من




.. تعمير -القس تادرس رياض: كنيسة كاتدرائية ميلاد المسيح مرسومة