الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى يصبح الدين أفيونا للشعوب

أيمن عبد الخالق

2020 / 2 / 5
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


متى يصبح الدين أفيونا للشعوب
(1)
"Religion is the sigh of the oppressed creature, the heart of a heartless world, and the soul of soulless conditions, it is the opium of the people"
"الدين هو زفرة المضطهد، هو قلب عالَم لا قلب له، ,هو روح ظروف اجتماعية بلا روح، إنه أفيون الشعوب"..............................كارل ماركس.
هذه العبارة التي كتبها كارل ماركس المفكر الثائر في وجه النظام الرأسمالي العالمي في مقدمة كتاب "نقد فلسفة الحق" لهيجل، وتم انتزاعها من سياقها العام قد أحدثت ضجة كبيرة وجدلاً واسعاً بين مؤيد ومخالف، حيث اعتبرها البعض إشارة واقعية للآثار السلبية التخديرية التي خلفها الدين على نفوس الشعوب المستضعفة، والتي أعاقت وأفشلت الكثير من حركات التحررالثورية على مر التاريخ، في حين اعتبرها آخرون أنها تجنِّ صريح على الدين الذي ماجاء إلا لتحرير الشعوب من الظلم والاستبداد.... هذه العبارة أريد أن اتناولها في سلسلة مقالات قصيرة، وبنحو فلسفي واجتماعي عميق وموضوعي، وبغض النظر عن ماقصده ماركس منها، أو عن الملابسات والظروف الاجتماعية والسياسية الخارجية التي أحاطت بها.
وقبل الولوج في البحث أريد أن أشير إشارة سريعة إلى أنّ ماركس كعالم اجتماع، وكمصلح وثائر اجتماعي وسياسي لم يكن يهمه كثيرا البحث عن فلسفة الدين ومبادئه الأولى وغاياته وعلاقة الإنسان بربه وخالقه ـ كما يفعل فلاسفة الدين ورجال اللاهوت ـ بل كان كل مايهمه هو نقد الآثار الاجتماعية للدين على نفوس الشعوب، أو بعبارة أدق كان ناظرا إلى الاستغلال السياسي والاجتماعي للدين وأدلجته من جانب السلطة السياسية الزمانية ومن والاها ودعمها وأضفى عليها المشروعية الدينية من المؤسسات الدينية الرسمية المنتمية لها.
وماأريده من هذا البحث هو بيان أنّ الاستغلال السياسي والاجتماعي الانتهازي للدين لايشمل فقط تخدير الشعوب وتنويمها كما هو الظاهر من كلام ماركس، بل يشمل أيضا تثويرها وتجييشها وتعبئتها لتحقيق أطماع ومطامح السلطة السياسية والدينية غير المشروعة، حيث إنّ كليهما ناشئ من تخدير العقل وتعطيله، وأنّ الدين الإلهي في واقعه برئ من هذه الأدلجة السياسية والاجتماعية.
ومن أجل أن يكتسب البحث صبغته العلمية الموضوعية يحتاج إلى بيان ثلاث مقدمات تمهيدية عن فلسفة الإنسان والاجتماع بالإضافة إلى فلسفة الدين.
وسوف أشير في بيان فلسفة الإنسان إلى مراتب إدراكه الحسية والخيالية والعقلية وعقله الواعي والباطن، ومدى ارتباط كل هذا بعواطفه وأحاسيسة الوجدانية.
أما فلسفة الاجتماع فسوف اتكلم باختصار عن العوامل التي دفعت بالإنسان لتشكيل المجتمعات البشرية أو الحياة الاجتماعية، ثم اختتم البحث التمهيدي بالحديث عن فلسفة الدين الإلهي ومبادئه وغاياته بحسب مايدركه العقل الإنساني من وجهة نظري، لا بحسب مايراه الاخرون، لننطلق بعدها في صلب البحث واستكشاف مسائله على طبق المنهج العقلي القويم؛ لكي يتبين لنا في نهاية الأمر مدى انطباق هذه العبارة التى أطلقها كارل ماركس في القرن التاسع عشر على أرض الواقع، وكيف نضعها في مكانها الطبيعي بعيدا عن الإفراط والتفريط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو