الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلام بين الكتاب و السيف .... حوار الطرشان بين نهرو و قلادة

أسعد أسعد

2006 / 6 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الاستاذ / مدحت قلادة
الاستاذ / نهرو طنطاوي
قرأت بشغف الجدل القائم بينكما عن طبيعة الاسلام و إنتشاره عما إذا كان بالسيف أم بالدعوة و قد رأيت إخلاصا صادقا في كل منكما في التعبير عن رأيه في الاشياء التي يراها في هذه القضية التي تبدو أنها شائكة و صعبة التناول. علي أن لي فيها مدخلا آخرا مختلف عنكما تماما أرجو أن تسمحا لي أن أشارككما فيه و هو هل كانت عقيدة المسيحيين المصريين أي الاقباط وقت دخول الجيش العربي مصر تحتاج الي دعوة لتغييرها سواء كان ذلك بالحكمة و الموعظة الحسنة أو بالذي هو أصدق أنباء من الكتب؟ أم كانت و ما زالت منذ ذلك التاريخ موافقة للتفسير القرآني السليم عن الاعتقاد في الله و المسيح عيسي ابن مريم؟ لذلك فإنني أحب أضع أمامكما النقاط التالية:
1- اللفظ نصراني لا ينطبق قرآنيا علي أي أحد من المسيحيين الذين يتمسك المسلمون بأن يدعوهم نصاري. فلا يوجد أي علاقة بين نصاري الجزيرة العربية و بين إسم عيسي المسيح كما لو كان النصاري من أتباعه بل كانت أفكارهم عنه التي انتقدها القرآن تخالف العقيدة المسيحية الصحيحة. فالواجب أن نتخذ كل الاحتياط لتجنب أى لبس و أى خلط و أطالب الاستاذ قلادة بأن يرفض تماما أن يدعوه المسلمون نصرانيا كما أطالب الاستاذ طنطاوي أن لا يدعو المسيحيين نصاري و خاصة أقباط مصر لان لفظ نصاري الذي ورد في القرآن قد عُني به بعض القبائل العربية التي كانت تعتقد بأشياء و إن كانت تبدو متشابهة مع العقائد المسيحية إلا أن أكثرها كُفر و شِرك بالله الواحد إنتقدها القرآن و ترفضها المسيحية الصحيحة و خاصة الكنيسة المصرية و قانون الايمان المسيحي الذي وُضِعَ في مجمع مدينه نيقية ما يقرب من 300 سنة قبل ظهور النبي محمد في الجزيرة العربية. فإن وَصم المسيحيين بأنهم نصاري أمر مُجانب للصواب قرآنيا و هو مُحرِّض علي زرع الفِتَن و الكراهية بين المسلمين و المسيحيين
2- إن اللغة العربية التي كُتب بها القرآن و تُرجم اليها الكتاب المقدس حمّالة أوجه و ليس من السهل فهم مدلولاتها و خاصة اللغة القديمة في عصر النبي محمد فيجب أن نتوخي الدقة في مناقشة النصوص الدينية و مفاهيمها في اللغة العربية مثل مصطلحات "البر" "الفداء" "الايمان" "الكفر" "الشرك" "الابن" "الروح" "الاب" التصور" و مصطلحات أخري كثيرة سنكتشف إذا ما دققنا فيها أنها في اللغة العربية القديمة قد لا تعني نفس ما تعنيه في عربية الكتاب المقدس المتداول بين أيدينا اليوم و التي تُرجم اليها منذ حوالي مائتي سنة فقط من اللغة اليونانية المتوسطة و اللغة العبرية القديمة
3- إن مفهوم العرب للقرآن و تفسيراته المختلفة إنما هي مختلطة تماما بالثقافة العربية القبلية التي كانت في الجزيرة العربية في أيام النبي محمد و التي ابتدأت و ترعرعت أثناء و بعد الغزوات العربية للبلاد المجاورة علي يد الخلفاء الاربعة في الدولة العربية الاولي بغية تكوين إمبراطورية عربية و ليس بالضروري الغزو لنشر الاسلام كدين بل إستُخِدم الاسلام كدين لِحَثّ العرب علي الخروج من الجزيرة الي الغزو فكان لا بد من تكفير الاخر و دعوة المسيحيين في البلدان الاخري نصاري حتي يخرج العرب من الجزيرة مجاهدين في سبيل عقيدة قتالية من إختراع التّصور و الثقافة العربية ليس لها علاقة بإله الانبياء إبراهيم و إسحق و يعقوب المنصوص عنهم و عن إسلامهم في القرآن أي أن سُكّان هذه البلاد التي غزاها العرب تحت راية ما أسموه بالاسلام كانوا فعلا مسلمين بالتعريف القرآني لمعني الاسلام قبل أيام النبي محمد و غير محتاجين إلي أن يغير أو يصحح أحد من دينهم أو عقيدتهم
4- إستخدم السياسيون الدين حافزا علي الحرب في كلا الطرفين فالاسلام نشأ وسط إمبراطورية عالمية هي الامبراطورية الرومانية التي كانت متمثلة في ذلك الزمان في الامبراطورية البيظنطية التي اتخذت المسيحية دينا للدولة و التي كانت تسيطر علي غرب آسيا و بعضا من شمال إفريقيا التي منها مصر فخاصم الاسلام السياسي العربي (الذي تأسس بعد النبي محمد) إمبراطورية بيظنطة و عاداها و اقتطع أملاكها غنيمة للعرب الغزاة الذين دعوا أنفسهم مسلمين و قامت الدولة الرومانية فيما بعد بمحاولة الرد عليها بتجهيز الجيوش و شن الحملات التي دعيت بالصليبية ـ و صليب المسيح الحقيقي برئ منها تماما ـ بزعم رد الاملاك المسيحية الي المسيحيين و قام باباوات الكنيسة الكاثوليكية في عصور الظلام الفكري بالدعوة الي هذه الحروب علي أساس ديني مستخدمين الوازع الديني ضدالمفهوم المسيحي السليم للايمان بالله فتطاحن المسلمون و المسيحيون علي مدي تاريخ أسود رهيب مازالت آثاره حتي اليوم متمثلة في صراع فكري حضاري بين العالمين العربي و الاوروبي بلغ أحيانا الي حد إراقة الدماء
5- في العصر الحديث فانه علي عكس بعض المذاهب السياسية و الفكرية الفلسفية التي يقيم أتباعها من الدولة دينا فان المتدينين يقيمون من الدين دولة و هذا كما ذاك هدفه السيطرة علي الناس و الاقتصاد لا أكثر و لا أقل مستخدما الدين أو اللا دين لتحقيق هذا الهدف لذلك فانا أري أنه سيكون مفيد جدا خلق حوار ديني علي أساس مناقشة النصوص الدينية في كلا القرآن و الكتاب المقدس و العقائد المبنية عليها و سنكتشف تكاملها و ليس تضادها و أنا أطرح هنا عنوانا ليكون موضوع نقاشنا هو "هل الا يمان المسيحي السليم بإنجيل المسيح يسوع المدعو في القرآن عيسي المسيح هل يناقض القرآن و الاسلام؟" لان المباحثات و المجادلات حول القرآن المدني و القرآن المكّي و الناسخ و المنسوخ لن تفيد شيئا إذا لم يَفحَص المسلم إيمان المسيحي قرآنيا و يجادله بالتي هي أحسن ليتبين صحته من عدمه. فإذا كان الايمان المسيحي صحيحا إسلاميا و قرآنيا فنكون قد قطعنا أوّل خطوة نحو التقارب الوطني و القضاء علي البغضاء و حل بقية المشاكل المتعلقة
6- أرجو أن أضع أمام كليكما النقاط التالية:
أولا : النصرانية و هل هي مسيحية؟ أم أن النصرانية دين منشق لا علاقة له بالمسيحية السليمة و عقائدها الكتابية و هل يشهد القرآن للعقيدة المسيحية القانونية؟
ثانيا: هل صُلِبَ المسيح علي عهد بيلاطس البنطي الوالي الروماني؟ و هل قام من الاموات و صعد الي السموات كما يشهد قانون الايمان المسيحي و يؤكد القرآن تلك الواقعة أيضا؟
ثالثا: هل الايمان الاسلامي القرآني يناقض الايمان المسيحي من حيث أن المسيح يسوع هو كلمة الله و روحه و إن عبادة الله و المسيح عيسي ابن مريم هي عبادة توحيدية و ليست شِركا بالله و إن وجود الله إله واحد لا شريك له و طبيعته التي أعلنها لنا هي طبيعة مثلثة لإله واحد لا شريك له كما في الانجيل و القرآن؟
رابعا: إن الصليب رمز روحي للموت عن العالم و ليس رمزا لاعلان الحرب علي المسلمين و لا علي أي دين آخر
خامسا: إن مباني الكنائس المسيحية إنما هي مساجد لله ينطبق عليها القول القرآني "إنما يعمّر مساجد الله من يؤمن بالله و اليوم الآخر" و الكنائس ليست دور كفر و لا شرك و هي مفتوحة للجميع ليؤمُّها المسيحيون و المسلمون لسماع الانجيل و الدعاء و الابتهال الي الله
و أنا أرجو في النهاية أن نلتمس الطريق إلي الحق و الصواب مسيحيين كنا أو مسلمين في شخص ذلك الذي قال القرآن عنه أنه كلمة الله و روح منه و الذي قال هو عن نفسه أنا هو الطريق و الحق و الحياة و ما كَذِب عن نفسه بل صدق الله العظيم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي


.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س




.. غانتس يشيد بقرار المحكمة العليا بتجنيد طلاب المدارس الدينية