الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازمة التعليم .. ومفهوم الطلاب

محمود سعدون
كاتب وناشط سياسي

2020 / 2 / 8
التربية والتعليم والبحث العلمي


يعد تطور التعليم احد ابرز مقومات الدول التقدمية التي تريد النهوض بواقع المجتمع المرير. ولا عجبا وانت تلاحظ ان كبار المفكرين قد شددو على ظرورة التعليم امثال ماركس وانجلز وباولو فريري حيث يقول ماركس( يجب تعليم الاطفال كافة من قبل الدولة ومجانا وانهاء تشغيل الاطفال بالمصانع بصورته الراهنة وربط التربية بالانتاج المادي) .

واذ تمعنى في مفهوم الطلاب اكثر.  حيث يقول الاستاذ فرحان قاسم في مقال نشر في مجلة الثقافة الجديدة بعنوان [ الوحة الاجتماعية في المجتمع العراقي]  ومن المعروف ان علماء الاقتصاد والاجتماع يعتبرون الطلاب احدى الفئات البرجوازية الصغيرة في ظل الظروف الاعتيادية للبلدان المستقرة اقتصاديا وامنيا.  ولكنهم في العراق فئة سريعة الحركة والانتقال بسبب الظروف الاستثنائية التي يمر بها البلد فالتسرب من التعليم ظاهرة تتصاعد كل سنة والخريجون يواجهون غالبا البطالة والامر الذي يسترعي التوقف عندهم هو نسبتهم بين سكان العراق ودورهم في الوحة الاجتماعية الراهنة.  فهم بمجموعهم يشكلون ثلث سكان العراق تقريبا.  هناك اشكاليتان تواجه هؤلاء من ناحية الدور الذي يلعبونه .

الاولى: هو نظام التعليمي اضافة الى عوامل الانحطاط الاخرى الذي تطبع نظام التعليم كله. 

الثانية : هو ارتفاع المستوى المعيشي للاسرة التعليمية عما كانت عليه في النظام الدكتاتوري . ولكنها فقدت الكثير من مهماتها التنويرية بسبب انغماس جزء من اعضاءها مع الطائفية والبرغماتية.

وهنا يمكن الاشارة الى قضية سياسية رئسية مهمة ، وهي كون التعليم لا يفصل عن السياسة وهذا واضح حيث ترى ان ليس للدولة العراقية برنامج واقعي وعلمي وخطط تربوية واضحة ، لمعالجة الواقع المزري الذي تعيشه مؤسسات التعليمية في العراق فلا زال الواقع الاقتصادي للبلد الذي اصبح عاجزا تماما عن النهوض باي مؤسسة.  وهذا يتزامن بالتأكيد مع ظهور خصخصة التعليم اي انتقال النشاط الاقتصادي من القطاع العام الى القطاع الخاص وانتشار المدارس الاهلية والجامعات الاهلية.  ليصبح الطالب بين امرين اما الدخول بمدرسة اهلية والتي يصعب على العائلة متوسطة المعيشة دفع مستحقاتها . او لجوء الطالب الى السوق والعمل تاركا خلفه اهم مراحل حياته لكي يتطور علميا وثقافيا.  فلا عجبا حين ترى المستوى العلمي المنخفض للطلاب واصبح ذهن الطالب مشتتا وفشل العملية التنموية . والاعداد الهائلة للطلاب داخل القاعة الواحدة وانعدام المستلزمات الدراسية التي انقطعت الحكومة من توزيعها على الطلاب ليضطر الطالب لشراء الكتب على فنقته الخاصة وليحمل الاسرة عبئا اضافيا عليها.

اما طلبة التعليم العالي فاصبح الطالب ينظر للوظيفة على انها الخلاص الاوحد لمثل هكذا ظروف والركض وراءها والحصول عليها باي ثمن كان. فينجذب الخريجون نحو الاحزاب المتنفذة وادخال نفسهم في تيارات اسلامية من الصعب التخلص منها وارتفاع الحس الطائفي وانعدام الهوية الوطنية والتراكمات التي خلفها النظام المقبور. لذالك نرى ان الوظيفة العامة في بلادنا بخلل كبير ارتباطا بالاوضاع العامة فيه وبمنهج واليات ادارة الدولة التي ورثت العديد من الاشكاليات من النظام المقبور ويزيد عليها ما يزيد من التغيير وقد افقدها ذالك الكثير من مزايها وخصائصها. واضعف قدرتها على لعب دورها المرتجى في ادارة مؤسسات الدولة في اداءها ومهماتها ولا سيما تلك المرتبطة بحياة الناس المباشرة وبتقديم الخدمات المهمة.او التي لها صلة بضمان الامن والتستقرار وانطلاق عمليات البناء والاعمار ويبدو الخلل واضح في مجموعة الانظمة والقوانين المؤطرة. والتعليمات المتقاطعة والكثير منها وضع او شرع ايام النظام المقبور.  تضاف الى ذلك الاجتهادات الغير معللة والصلاحيات التي تمنح لهذه الجهة او تلك او هذا الوزير من بدرجته او ذلك.

يفتقد اسناد الوضيفة لكثير من معايير النزاهة . كل هذه الاسباب والكثير منها هي الاساس في فشل العملية التنموية وبناء قاعدة علمية تكنلوجية ثقافية  للطلبة في كل المراحل ، وعلينا التاكد بان التعليم والقضاء وتطورهما احد ابرز سمات الدولة المتقدمة ، وهذا واضح بعد ان سؤل رئيس الوزراء البريطاني تشرشل في اربعينات القرن الماضي حين كانت بريطانيا تخوض حربا عالمية وقد اصاب البنا التحتية دمارا هائلا فأخبروه بان بريطانيا قد دمرت فسأل ما حال التعليم والقضاء فأجابوه  لا يزالان بخير فقال اذا بريطانيا لا تزال بخير.

لقد عانى قطاع التربية والتعليم من الاهمال والتهميش في ظل النظام الشمولي السابق الذي وضع التربية والثقافة وكل ما هو مشرق تحت وطأة السلطة الثقيلة واليوم يعاني نفس المصير في ظل حكام جهلة اتعبنا جهلهم وامية تصرفاتهم فتدهورة الهوية الوطنية بشكل لا مثيل له بسبب السياسات الخاطئة وفقدان الامن والامان وملئ قطاع التربية بالناس الغير مهنيين من انصاف المتعلمين و ما تعانيه الابنية المدرسية المتهاوية والدوام الغير صحيح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث