الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديانة الإسلامية أم الديانة المحمدية ؟

راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)

2020 / 2 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


( الدّيانة الإسلاميّة أم الدّيانة المُحمَّدِيَّة ؟ )

قلم #راوند_دلعو

جميعُنَا نُسمّي الدّيانة التي انطلقت من مكّة و انتشرت في الشّرق الأوسط ب (الدّيانة الإسلاميّة) ... و هذا هو اللّفظ الذي درسناه في كليّة الشّريعة في جامعة دمشق كمُعَرِّفٍ اصطلاحيٍّ و لفظي وحيد عن هذه الديانة ... و هو اللفظ الذي يحبُّ أتباع محمّد أن يسمّوا به ديانتهم ... حيث جاء في القرآن : ( إن الدّين عند الله الإسلام ).

لكن هذا اللفظ خطأ شائع برأيي ، إذ ليس بعدل و لا منطق أن نُسمِّي هذه الديانة بال ( إسلام ) و أتباعها بال ( مسلمين) ، و سأوضح أدلتي اللغوية و العقلانية على وجهة نظري في السطور القليلة القادمة ...

لو دققنا في المعاني اللغوية و الاصطلاحية لكلمة ( إسلام) للاحظنا بأنه لا يصح التعبير عن هذه الديانة بال ( إسلام) و لا التعبير عن أتباعها بلفظ ( مسلمون ) ... بل يجب تسمية هذه الديانة بالديانة ( المُحمّديّة ) و أتباعها بال ( مُحمّديّون )...

لأن الإسلام في القاموس العربي من التسليم و الاستسلام أي التفويض ...

إذ تقولُ العرب : أَسلَمْتُ الأمرَ لفلان ، أي فوَّضتُ فلاناً بالأمر ...

و تقول العرب : سلَّمتُ أمري لقائد الجيش ، أي فوضت أمري له.

و لكن لو تَمَعنّا بالمعنى اللّغوي لكلمة ( مسلم) للاحظنا بأنه لا يَصِحُّ تخصيص إطلاقه على أتباع محمّد فقط ، فكلُّ البشرِ مسلمون ... !

لأن أتباع محمد يَدَّعُون بأنهم قد سَمُّوا أنفسهم بالمسلمين لأنهم استسلموا أو سلَّموا أو أسلموا أمرهم لمعبودهم الذي يسمّونه ( الله ).

لكن المسيحي أيضاً يُسَلِّمُ أمره لمعبوده الذي يسميه (الآب) ، فهو مُسلِمٌ من هذا المُنطلق ... !

و اليهودي يُسَلِّمُ أمره لمعبوده الذي يسميه (يهوة) ، فهو مُسلِمٌ أيضاً من نفس المنظور !

و الزردشتي يُسلِّمُ أمره لتعاليم معبوده (أهورامزدة) ، و بالتالي هو مُسلِمٌ من هذا المنطلق ...

و العقلاني يُسلِّمُ أمره لحكم العقل ، فهو مُسلِمٌ بهذا المعنى أيضاً ...

و العِلماني يُسلِّمُ أمره لأمر العلم ، فهو أيضاً مسلم بنفس الاعتبار !!

و قِس على ذلك كلِّ أهل الأرض ، لتجد أنّهم مُسلِمون مفوِّضُون عن بكرة أبيهم ... و كلٌّ منهم يفوِّض أمره لمعبوده أو لجوهر فلسفته التي يتبعها في الحياة.

فمن الخطأ بمكان تخصيص لفظ المسلم بمن يتبع محمد فقط ، أو بكلمات أخرى لا يصح إطلاق لفظة (مسلمون ) على أتباع محمد دون المسيحيين و اليهود و العلمانيين و العقلانيين و البوذيين و الزردشتيين و الوثنيين و و و إلخ !

فإذا ثبت بطلان تخصيص اللفظ اللغوي لكلمة ( مسلم ) بمن يتبع محمد ، بطل اشتقاق اللفظ الاصطلاحي منه .... لأن الإطلاق الاصطلاحي يؤخذ من شيوع اللفظ اللغوي و مشروعيته، فلا بد أن يصدق اللفظ على الأمر لغة كي يُعمَّم و ينتشر اصطلاحاً ...


فإذا لاحظنا أنه غير صحيح من الناحية اللغوية أن نخصصهم بلفظ المسلمين ، نستنتج أنه غير صحيح من الناحية العقلية أن نسميهم اصطلاحاً بالمسلمين ...

لأن اللفظ حتى يتأهل للاصطلاحية عليه أن يحقق شروط سلامة الإطلاق اللغوي .... فإذا كان الأساس اللغوي باطل فما بُني على باطل فهو باطل قطعاً.

و في ضوء ما سبق نجد أن أصدق لفظ لغوي و اصطلاحي نستطيع إطلاقه على هذه الطائفة من البشر هو المُحَمَّدِيُّون ... و أفضل اسم لديانتهم هو المُحَمَّدِيَّة ...

و ذلك لأن شخصية محمد تشكل المحور الأهم الذي ترتكز عليه و على تفاصيل حياته طقوس و عقائد و أساطير هذه الديانة.

فإذا كان اسم هذه الديانة زائفاً ، فكيف بالتفاصيل 🤔 !!!! يا للهول !

#الحق_الحق_أقول_لكم ، يجب علينا من الناحية الأخلاقيّة أن نحقق العدالة في التسميات بين البشر ، فكل البشر يُسْلِمُون أمورهم لذاتٍ عَلِيَّة ، فمن الظلم تخصيص أتباع محمد فقط بلفظ المسلمين لأنهم ليسوا وحدهم بالمسلمين .... إذ لا يتفردون وحدهم بامتيازات هذا المصطلح الدلالية ... فجميع البشر مسلمون لذوات يُنسَبُ لها الكمال و العلو.

و أنا و من هذا المنبر أنادي جميع الهيئات الإعلامية الحرة التي تحترم الأمانة العلمية ، و وكالات الأنباء التي تحترم دقة العمل الصحفي ، و هيئة الأمم المتحدة ، و جميع الهيئات الدولية بالتوقف عن تسميتهم بالمسلمين ... و استبداله بالمحمديين ....

فكلنا بشكل أو بآخر مسلمون ....

و أُشهِدُ الخالقَ الحقيقيَّ للكون بأنني مُسلِمٌ له على منهجِ العقل الحر السليم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مسلمون ام محمديون؟
muslim aziz ( 2020 / 2 / 9 - 14:08 )

صباح الخير ايها الكاتب الثائر على كل شئ، ها انت مرة اخرى تثور على سكان الارض جميعا مسلمهم ومسيحيهم يهوديهم وبوذيهم وزردشتيهم ووو وتريد ان تنقنعهم انهم مسلمون لأنهم يسلمون امرهم ويوفوضونه لمعبوداتهم،
تقول درست في كلية الشريعة في دمشق خطأً (الديانة الاسلامية) وهذا يعني أنك درستَ القرأن الكريم وعرفت فيه كل اية، ولقد مرَّ معك اياتٍ تسمي ابراهيم وانبياء بني اسرائيل وحواريي المسيح بالمسلمين، فيكون لدينا اصطلاحان المسلمون الموحدون قبل محمد والمسلمون الموحدون بعد محمد بكلمة اخرى اصطلاح عام واصطلاح خاص(إن الدين عند الله الاسلام) فنحن مسلمون حسب الاصطلاح الخاص اسلمنا امرنا وفوضناه لله ورسولنا هو محمد، إذن نحن لسنا محمديون يا صديقي لأننا لا نعبد محمدا.
رد · دقيقة واحدة


2 - - تكملةمسلمون ام محمديون؟
muslim aziz ( 2020 / 2 / 9 - 14:13 )

لنكمل
أما الاخوة المسيحيون فلا يرضون بتسميتهم لا بالمسلمين ولا بالنصارى بل يصرون على تسمية مسيحيين لأنهم يقولون(نحن نعبد المسيح يسوع )،يرفضون كل تسمية جاءت في القران الكريم.


3 - من المسؤول؟
muslim aziz ( 2020 / 2 / 9 - 14:16 )

راوند افندي
اجبني بصراحة، ارسل بعض التعليقات الى خانة التعليقات فتبقى دون نشرها هل انت تقوم بذلك ام رقيب الحوار؟

اخر الافلام

.. 180-Al-Baqarah


.. 183-Al-Baqarah




.. 184-Al-Baqarah


.. 186-Al-Baqarah




.. 190-Al-Baqarah