الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدلية الحياة...

حيدر عباس جعيجع

2020 / 2 / 10
المجتمع المدني


يرى سقراط بأن الناس يمتلكون الفُرَصَ ذاتها، لأنهم يمتلكون العقلَ ذاته.
وأرى أنه لو عاش في مجتمعاتنا العربية ربَّما لَأعاد النظرَ في آرائه أو حتى معتقداته. إذ كيف يفسر عقليةَ مَن يتغنى ببؤسه وشقائه ويتحاشى فُرَصَ نجاته؟!
وكما هو واضحٌ ومعلوم، أنَّ مجتمعاتنا العربية تعيشُ شُبهَ عزلةٍ عن العالم الخارجي - الواقعي وليس الإفتراضي-
 تتداول كل يومٍ الأحاديثَ نفسَها والأفكارَ المُعادةَ نفسَها وحتى الوجوه في الغالبِ هي نفسُها.
وهذه النمطيةُ في الحياة تسبب نوعًا من الجمود والرتابة في التفكير، وبالتالي أدلجةٌ لواقعٍ رتيبٍ ومرير.
واقعٌ اعتدنا عليه بما هو، ببؤسه وشقائه وعذاباته المستمرة
وعندما نهربُ من قساوته نلجأُ إلى التسلي ببعضٍ من اللهو أو اللغو.
 وليس هذا الهروب إلا محاولةً منا لإسكاتِ صوتِ ضميرنا الحي خوفًا من أن يوقظنا في أحد الأيام.
يقول المفكر الفرنسي إيتيان دولابواسييه في كتابه "العبودية الطوعية" : "عندما يتعرض بلدٌ ما لقمعٍ طويلٍ تنشأ أجيالٌ من الناسِ لا تحتاجُ إلى الحرية وتتلاءمُ مع الاستبداد، ويظهر فيه ما يمكن أن نسميه المواطن المستقر".
ويبدو لي أن ما نراه اليوم وفي العراق تحديدًا هو صراعٌ جدلي بين جيلين. جيلٌ نشأ وترعرع في جوٍّ يسوده الإستبداد، فَكَيَّفَ نفسَه على ذلك واستقرَ نوعًا ما...
وجيلٌ نشأ في أجواءٍ أقلَّ إستبدادية، فحاول أن يغيرَ من سوءِ حاله وواقعه. لكن محاولاته اصطدمت برجعيةِ مَن سبقوه.


 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا كشف التقرير السنوي لمنظمة -مراسلون بلا حدود- عن حرية ال


.. استشهاد الطبيب عدنان البرش إثر التعذيب بعد اعتقاله




.. الأمم المتحدة: الدمار في غزة لم يحدث منذ الحرب العالمية الثا


.. Thailand: How online violence and Pegasus spyware is used to




.. مداخلة القائم بأعمال مدير مكتب إعلام الأونروا في غزة حول تطو